501
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

ج ـ الآفات المتعلّقة بالمرأة

تتمثّل الآفات الّتي تهدّد الأُسرة من ناحية المرأة والّتي قد تؤدّي إلى انهيار الأُسرة ، بما يلي :

1 . أذية الزوج

كما أن إيذاء الزوج زوجته يزلزل كيان الأُسرة ، كذلك إيذاء الزوجة زوجها ، بل إنّ إيذاءها له سيتعقّبه ردود فعل مشابهة من الزوج ، وبالتالي ستتحوّل الأُسرة إلى مركز حداع بين الزوجين ، ويصير تحمّل مثل هذا الوضع عسيراً شيئاً فشيئاً على كلا الطرفين . وفي ظلّ هذه الحياة ستتراجع المحبّة والطاعة ليحلّ محلّها التمرّد والكراهية ، وفي هذه الحالة تتحقّق علاقات الزواج المتعارف عليها بشكلٍ آخر .
وحتّى إذا ما تحمّل الزوج ولم يعامل زوجته بالمثل ، إلّا أنّ محبّته لزوجته سوف تقلّ لتتحوّل الحياة الممزوجة بالحبّ إلى حياة تكتنفها الكراهية ، ومثل هذا الوضع غير الطبيعي سوف يستمرّ حتّى يتجاوز التوتّر والتشنّج العصبي الناجمان عن هذه النظرة والسلوك ، نطاق تحمّل الطرفين . ويعتبر الإمام الصادق عليه السلام ـ في تعبيرٍ لطيف ـ المرأة المؤذية من أسباب تنغّص العيش في قوله :
لا تُؤذي امرَأَةٌ زَوجَها فِي الدُّنيا إلّا قالَت زَوجَتُهُ مِنَ الحورِ العِينِ : لا تُؤذيهِ ، قاتَلَكِ اللّهُ ، فَإِنَّما هُوَ عِندَكِ دَخيلٌ يوشِكُ أن يُفارِقَكِ إلَينا . ۱
جدير ذكره أنّ إغضاب الزوج ۲ هو نوع من الأذى له ، ولذلك فإن لم تعرف المرأة السلوك الّذي يغضب زوجها ، ثمّ كرّرته دون قصد منها أو فعلته عن قصد ، فإنّها تكون بذلك قد هيّأت الأرضية لتزلزل الأُسرة .

1.راجع : ص ۴۸۱ ح ۲۲۶۳.

2.راجع : ص ۴۸۲ (إغضاب الزّوج) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
500

الجنسية في كلّ مجتمع ودين ، وتقتصر هذه العلاقات في الدين الإسلامي على العائلة ، ولذلك فإنّ خيانة كلّ من طرفي الزواج يعدّ نقضاً للعهد . وهذه الملاحظة مقبولة من الجميع ، ولكن إذا ما تجاوزت الحسّاسية إزاء هذا الموضوع الحدّ الطبيعي ، وتحوّلت إلى شكوك دون مبرّر ، وغيرة دون سبب ، فإنّها سوف تنغص الحياة وتحوّل البيت إلى معتقل يتولّى شريك الحياة التحقيق فيه . فالشخص الّذي يجب أن يحظى بالثقة الأكبر سوف تكتنفه الشكوك الأكثر .
ومن الملفت للنظر أنّ إظهار الشكوك وطرح الأسئلة الفاقدة للتبرير ، سوف يسوقان الزوجة الأمينة إلى الخيانة ، يعرّضاها ويجعلاها في معرض خيانة زوجها . وهناك رواية مثيرة في نهج البلاغة ذات لهجة صريحة يقول فيها الإمام عليّ عليه السلام :
إيّاكَ وَالتَّغايُرَ في غَيرِ مَوضِعِ غَيرَةٍ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يَدعُو الصَّحيحَةَ إلَى السُّقمِ ، وَالبَريئَةَ إلَى الرَّيبِ . ۱
وحتّى إذا لم يفعل الزوج ذلك ، فإنّه سيبدي شكوكاً جدّية في إظهار الحبّ لزوجته ، فيبخل عليها بحبّه لتضعف بذلك أهمّ جذور الرابطة الأُسرية .
وفي الختام ، نضيف أنّ الزوج سوف يُبتلى باللعنة الإلهيّة ، إذا ما بلغ به الأمر أن يتّهم زوجته بالعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج ، في حين أنّ الأمر ليس كذلك . وإذا ما أخذنا «اللعان» ۲ في الفقه الإسلامي بنظر الاعتبار ، فإنّ مثل هذا الشخص سيعرض حياته للضياع والدمار ، ويهيّيء الأرضية لزوجته لأن تنفصل عنه بعد القيام بالإجراءات القانونية .

1.راجع : ص ۴۸۰ ح ۲۲۵۹.

2.ذكرت قاعدة «اللّعان» الفقهية لإثبات ادّعاء الرجل بشأن العلاقات غير الشرعية للمرأة والولد المولود منها وكيفية ذلك في الآيتين ۶ و ۷ من سورة النور . وحسب هذه القاعدة فإن أنكرت المرأة ادّعاء الرجل ، وأقسم كلاهما الأيمان الأربعة ، فإنّهما ينفصلان عن بعضهما بشكلٍ دائمي .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 173422
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي