499
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

والعقد الّتي لا يمكن حلّها ، وسوف تذهب الزوجة ضحية ذلك ، ويكون على حساب رضاها وإرضائها ، ويتحوّل مركز الأُسرة إلى موضعٍ للشكاوى ومجمعاً للمشاكل غير المحلولة . ۱ يقول الإمام عليّ عليه السلام حول هذه الآفة الخطيرة :
آفَةُ المَعاشِ سوءُ التَّدبيرِ . ۲
كما جاء في حديثٍ آخر يشير إلى آفاق أوسع من الأُسرة :
سَبَبُ التَّدمير سوءُ التَّدبيرِ . ۳

5 . النزعة للتنويع

أجاز الإسلام ، تعدّد الزوجات ضمن شروط صعبة (مثل العدالة) ، آخذاً بنظر الاعتبار حقيقة كثرة عدد النساء المستعدّات للزواج بالنسبة إلى الرجال ، إلّا أنّ هذا لا يعني النزعة إلى التنويع والسلوك المتغطرس مع المرأة . وإذا ما أراد الرجل استغلال هذا التجويز الشرعي والحقيقة الاجتماعية ليطلّق زوجته دون أيّ سبب ، فإنّ هذا العمل مبغوض عند اللّه ـ تعالى ـ ، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله :
إنَّ اللّهَ عز و جل يُبغِضُ كُلَّ مِطلاقٍ ذَوّاقٍ . ۴
وهكذا ، فإنّ النزعة إلى التنويع من الآفات الخطيرة الّتي تهدّد كيان الأُسرة وتحول دون ترسي دعائمه .

6 . التغاير في غير محلّه

إنّ الحياة المشتركة ، تحدّ من العلاقات الجنسية ، فقد تمّ تعيين حدود للعلاقات

1.راجع : ص ۴۰۰ (الفصل الخامس: السعي لضمان حوائج الاُسرة الاقتصاديّة) .

2.راجع : ص ۴۷۸ ح ۲۲۵۱.

3.راجع : ص ۴۷۸ ح ۲۲۴۹.

4.راجع : ص ۴۷۹ ح ۲۲۵۶.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
498

ومن النادر أن تتحمّل المرأة مثل هذا الوضع ، وفي هذه الحالة إمّا أن تتّجه إلى السرقة من زوجها دون علمه ، أو تشكّك في حبّه لها ، وبالمقابل فإنّ حبّها له سيتضاءل ويضمحلّ ؛ لأنّها ترى نفسها أقلّ قيمة من ثروة زوجها . وقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
أبغَضُ العِبادِ إلَى اللّهِ عز و جل مَن ضَنَّ عَلى عِيالِهِ . ۱
كما يقول صلى الله عليه و آله :
شَرُّ النّاسِ الضَّيِّقُ عَلى أهلِهِ . ۲

4 . عدم التدبير

تواجه الأُسرة عند بداية تأسيسها ، طريقاً وعراً مليئاً بالعقبات ، فالشابّ والفتاة اللذان لم يجدا بعد مكانة ثابتة في العمل ، يواجهان الديون المتعلّقة بالتعهّدات المالية للدراسة وتوفير السكن ، أو نفقات الولادة وتربية الأولاد . ومن جانبٍ آخر ، فإنّ المرأة وبسبب صغر سنّها تطالب الزوج بأن يصاحبها أكثر ، وتتوقّع بأن يخصّص لها وقتاً أطول . كما يجب أن نضيف المطالب والتوقّعات المسبقة للأقارب ، الأصدقاء والجيران والزملاء . من جهة أُخرى ، فإنّ هناك مسؤوليات دينية واجتماعية لكلا طرفي الزواج ، وفي مثل هذا الجوّ فإنّ الإدارة المنطقية والماهرة هي الّتي يمكنها أن تنقذ الأُسرة من هذا المخاض العسير ، ونظراً إلى أنّ إدارة الأُسرة في الإسلام أُوكلت إلى الرجل ، ۳ فإنّ هذا الموضوع يكتسب أهمّية خاصّة . وإذا ما كان الرجل يفتقر إلى الإدارة اللازمة ، فإنّ الأُسرة سوف تكون في مهبّ عاصفة من المشاكل المستعصية

1.راجع : ص ۴۷۷ ح ۲۲۴۴.

2.راجع : ص ۴۷۷ ح ۲۲۴۵.

3.راجع : ص ۴۶۶ (قبول إدارة الزوج للأُسرة) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 173314
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي