497
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

تحمّلهم ، كلّ ذلك يؤدّي إلى أن ينزعج الآخرون منهم ليتحوّلوا إلى عب ء ثقيل ومفروض على الآخرين . وهذا النمط من الناس ينغصون حياتهم ، مضافا إلى تنغيصهم حياة الآخرين أيضاً ، ويخلقون محيطاً مليئاً بالتوتّر والتشنّج ، وربّما وضعوه على حافة الانفجار ليحرقوا أنفسهم وعوائلهم فيه . وإذا ما استمرّ هذا الوضع أو تأزّم أكثر ، فإنّ المقرّبين وخاصّة الزوجات ، سيتّجهن إلى الهروب من أزواجهنّ ، بل وحتّى من بيوتهنّ من قبيل معاملة الزوج بالمثل ، وكلّ ذلك من شأنه أن يؤدّي إلى انهيار الأُسرة .
وتذكر الإحصائيات الحالية للمحاكم المدنية ، أنّ سوء الخلق عند الرجل هو من الأسباب الهامّة لانهيار الأُسر ، وعلى هذا الأساس ، فإنّ الإمام الرضا عليه السلام يقول في إرشاد الحسين بن بشّار عندما خطب ابنته أحد أقربائه وكان سيّئ الخُلُق رغم ترغيب الإسلام في تزويج الشباب :
لا تُزَوِّجهُ إن كانَ سَيِّئَ الخُلُقِ . ۱

3 . البخل

إنّ المؤمن مؤدّب من قبل اللّه ـ تعالى ـ ، وهو ينظّم نفقات حياته حسب الرزق الّذي يمنحه اللّه تعالى ، فإن رزقه اللّه فإنّه بدوره يوسّع في حياته ، وإن لم يرزقه فإنّه لا يتّجه إلى ارتكاب الحرام والطرق غير المشروعة ، ولكنّ الإنسان البخيل لا يقدّم شيئاً لأحد في جميع الأحوال ، ويحفظ أحواله عند اللّه . ومثل هذا الشخص ، يضيّق على الجميع ، بل حتّى على نفسه ، ويتملّص أيضاً من دفع النفقات الرئيسة للأُسرة ، وبذلك فإنّه يوجّه ضغوطاً شديدة على أُسرته ، وهذه الضعوط لا مبرّر لها بالنسبة إليهم ، نظراً إلى وضعه المالي ، وسببها الرئيس الوحيد صفة البخل القبيحة .

1.راجع : ص ۴۷۶ ح ۲۲۴۱.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
496

علقة الزوجية . وقد اعتبرت الروايات احتقار المرأة ، بل وحتّى الحقد والعداوة الداخلية فضلاً عن ضربها ، مقدّمة الانهيار التدريجي للأُسر . ۱
روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قوله :
مَن أضَرَّ بِامرَأةٍ حَتّى تَفتَدِيَ مِنهُ نَفسَها ، لَم يَرضَ اللّهُ تَعالى لَهُ بِعُقوبَةٍ دونَ النّارِ ؛ لِأنَّ اللّهَ تَعالى يَغضَبُ لِلمَرأةِ كَما يَغضَبُ لِليَتيمِ . ۲
وجاء في حديثٍ آخر :
أيُّ رَجُلٍ لَطَمَ امرَأتَهُ لَطمَةً ، أمَرَ اللّهُ عز و جل مالِكا خازِنَ النّيرانِ فَيَلطِمُهُ عَلى حُرِّ وَجهِهِ سَبعينَ لَطمَةً في نارِ جَهَنَّمَ . وأيُّ رَجُلٍ مِنكُم وَضَعَ يَدَهُ عَلى شَعرِ امرَأةٍ مُسلِمَةٍ ، سَمَّرَ كَفَّهُ بِمَساميرَ مِن نارٍ . ۳
كما روي عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال :
إنَّهُنَّ أمانَةُ اللّهِ عِندَكُم ، فَلا تُضارّوهُنَّ ولا تَعضُلوهُنَّ . ۴
وروي أيضاً عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إنّي أتَعَجَّبُ مِمَّن يَضرِبُ امرَأتَهُ وهُوَ بِالضَّربِ أولى مِنها . ۵

2 . سوء الخُلُق

إنّ الأشخاص السيّئي الخُلُق قد يلحقون الأذى بالآخرين دون شعور ، على الرغم من أنّ ذوات الكثير منهم ليست ذميمة ، بل إنّهم لا يحبّون إلحاق الأذى بالآخرين ـ وخاصّة أقاربهم وأزواجهم ـ ، إلّا أنّ الحسّاسية المفرطة وفظاظة الخُلُق وعدم

1.راجع : ص ۴۷۷ (الإستخفاف) و (الفرك) .

2.راجع : ص ۴۷۴ ح ۲۲۲۶.

3.راجع : ص ۴۷۵ ح ۲۲۳۲.

4.راجع : ص ۴۷۴ ح ۲۲۳۱.

5.راجع : ص ۴۷۵ ح ۲۲۳۴.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 173408
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي