موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2 صفحه 7

الفصل الثالث : تفسير الأذان

۱۰۷۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا سَأَلَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَن تَفسيرِ الأَذانِ ـ :يا عَلِيُّ ، الأَذانُ حُجَّةٌ عَلى اُمَّتي ، وتَفسيرُهُ :
إذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُمَّ أنتَ الشّاهِدُ عَلى ما أقولُ ، يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ قَد حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَتَهَيَّؤوا ودَعوا عَنكُم شُغلَ الدُّنيا .
وإذا قالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُ مَلائِكَتَهُ أنّي أخبَرتُكُم بِوَقتِ الصَّلاةِ فَتَفَرَّغوا لَها .
وإذا قالَ : «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يَعلَمُ اللّهُ ويَعلَمُ مَلائِكَتُهُ أنّي قَد أخبَرتُكُم بِوَقتِ الصَّلاةِ ، فَتَفَرَّغوا لَها فَإِنَّها خَيرٌ لَكُم .
وإذا قالَ : «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، دينٌ قَد أظهَرَهُ اللّهُ لَكُم ورَسولُهُ فَلا تُضَيِّعوهُ ، ولكِن تَعاهَدوا يَغفِرِ اللّهُ لَكُم ، تَفَرَّغوا لِصَلاتِكُم فَإِنَّها عِمادُ دينِكُم .
وإذا قالَ : «حَيَّ عَلَى الفَلاحِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، قَد فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم أبوابَ الرَّحمَةِ ، فَقوموا وخُذوا نَصيبَكُم مِنَ الرَّحمَةِ تَربَحُوا الدُّنيا وَالآخِرَةَ .

موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2 صفحه 8

وإذا قالَ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» ۱ فَإِنَّهُ يَقولُ : تَرَحَّموا عَلى أنفُسِكُم ، فَإِنَّهُ لا أعلَمُ لَكُم عَمَلاً أفضَلَ مِن هذِهِ ، فَتَفَرَّغوا لِصَلاتِكُم قَبلَ النَّدامَةِ .
وإذا قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اِعلَموا أنّي جَعَلتُ أمانَةَ سَبعِ سَماواتٍ وسَبعِ أرَضينَ في أعناقِكُم ، فَإِن شِئتُم فَأَقبِلوا وإن شِئتُم فَأَدبِروا ، فَمَن أجابَني فَقَد رَبِحَ ومَن لَم يُجِبني فَلا يَضُرُّني . ۲

۱۰۷۲.الإمام الحسين عليه السلام :كُنّا جُلوسا فِي المَسجِدِ إذ صَعِدَ المُؤَذِّنُ المَنارَةَ فَقالَ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» ، فَبَكى أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام وبَكَينا لِبُكائِهِ ، فَلَمّا فَرَغَ المُؤَذِّنُ قالَ : أتَدرونَ ما يَقولُ المُؤَذِّنُ ؟ قُلنا : اللّهُ ورَسولُهُ ووَصِيُّهُ أعلَمُ ! قالَ : لَو تَعلَمونَ ما يَقولُ لَضَحِكتُم قَليلاً ولَبَكَيتُم كَثيرا ! فَلِقَولِهِ : «اللّهُ أكبَرُ» مَعانٍ كَثيرَةٌ :
مِنها : أنَّ قَولَ المُؤَذِّنِ : «اللّهُ أكبَرُ» يَقَعُ عَلى قِدَمِهِ وأزَلِيَّتِهِ وأبَدِيَّتِهِ وعِلمِهِ وقُوَّتِهِ وقُدرَتِهِ وحِلمِهِ وكَرَمِهِ وجودِهِ وعَطائِهِ وكِبرِيائِهِ ، فَإِذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُ الَّذي لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ وبِمَشِيَّتِهِ كانَ الخَلقُ ، ومِنهُ كُلُّ شَيءٍ لِلخَلقِ ، وإلَيهِ يَرجِعُ الخَلقُ ، وهُوَ الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ لَم يَزَل ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ لا يَزالُ ، وَالظّاهِرُ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ لا يُدرَكُ ، وَالباطِنُ دونَ كُلِّ شَيءٍ لا يُحَدُّ ، وهُوَ الباقي وكُلُّ شَيءٍ دونَهُ فانٍ .
وَالمَعنَى الثّاني : «اللّهُ أكبَرُ» أيِ العَليمُ الخَبيرُ عَلَيهِم ۳ بِما كانَ ويَكونُ قَبلَ أن يَكونَ .

1.في بحار الأنوار : «وإذا قال : حيّ على خير العمل» بدل «وإذا قال : اللّه أكبر اللّه أكبر» .

2.جامع الأخبار : ص ۱۷۱ ح ۴۰۵ عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۸۴ ص ۱۵۳ ح ۴۹ .

3.كذا في المصدر ، وفي جميع المصادر الاُخرى «علم» بدل «عليهم» .