رواياته :
له روايتان في الكافي ۱ ، وسبع روايات في كامل الزيارات ۲ ، ورواية واحدة في تفسير القمّي ۳ ، وأُخرى في الاختصاص وثواب الأعمال ۴ ، وثالثة في المحاسن ۵ .
نماذج من رواياته :
۱.ـ في الاختصاص :وعنه ، عن أبيه ، والعبّاس بن معروف ، عن عبد اللّه بن المغيرة قال : حدّثني عبد اللّه بن عبد الرحمان الأصمّ ، عن عبد اللّه بن بكر الأرجاني قال :
صحبت أبا عبد اللّه عليه السلام في طريق مكّة من المدينة ، فنزل منزلاً يقال له عسفان ، ثمّ مررنا بجبل أسود على يسار الطريق وحش ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطريق جبلاً أوحش منه . فقال : «يا ابن بكر ، تدري أيّ جبل هذا؟» قلت : لا . قال : «هذا جبل يقال له الكمد ، وهو على وادٍ من أودية جهنّم ، فيه قتلة أبي الحسين بن عليّ عليهماالسلاماستُودعوه ، يجري من تحته مياه جهنّم ؛ من الغسلين ، والصديد ، والحميم الآن ، وما يخرج من جهنّم ، وما يخرج من الفلق ، وما يخرج من آثام ، وما يخرج من طينة خبال ، وما يخرج من لظى ، وما يخرج من الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الجحيم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السعير .
وما مررت بهذا الجبل قطّ في مسيري فوقفت إلاّ رأيتهما يستغيثان بي ويتضرّعان إليّ . وإنّي لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما : إنّ هؤلاء إنّما فعلوا بنا ما فعلوا لما أسّستما لم ترحمونا لما وليتم ، وقتلتمونا ، وحرمتمونا ، ووثبتم على حقّنا ، واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رحم اللّه من يرحمكما صنعتما ، وما اللّه بظلاّم للعبيد . وأشدّهما تضرّعاً واستكانةً الثاني . فربّما وقفت عليهما ليتسلّى عنّي بعض ما يعرض في قلبي ، وربّما طويت الجبل الذي هما فيه وهو جبل الكمد» .
قلت : جعلت فداك! فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال : «أسمع أصواتهم ينادون عرِّج إلينا نكلّمك ، فإنّا نتوب ، وأسمع صارخاً من الجبل يقول : لا تكلّمهم ، وقل لهم : اخسؤوا فيها ولا تكلّمون» . قلت : جعلت فداك! ومن معهم؟ قال : «كلّ فرعون عتى على اللّه وحكى اللّه عنه فعاله ، وكلّ من علّم العباد الكفر» . قلت : من هم؟ قال : «نحو قورس الّذي علّم اليهود أنّ عزيراً ابن اللّه ، ونحو نسطور الذي علّم النصارى أنّ المسيح ابن اللّه وقال لهم : هم ثلاثة ، ونحو فرعون موسى الذي قال : أنا ربّكم الأعلى ، ونحو نمرود الذي قال : قهرت أهل الأرض وقتلت من في السماء ، وقاتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وقاتل فاطمة عليهاالسلام ، وقاتل المحسن وقاتل الحسن والحسين عليهم السلام . فأمّا
معاوية و عمرو بن العاص فما يطمعان في الخلاص ، ومعهم كلّ من نصب لنا العداوة وعاون علينا بلسانه ويده» .
قلت : جعلت فداك! إلى أين منتهى هذا الجبل؟ قال : «إلى الأرض السادسة ، وفيها جهنّم ، وهو على وادٍ من أوديتها ، عليها ملائكة حفظة أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ماء البحار وعدد الثرى ، وقد وكلّ اللّه كلّ ملك منهم بشيء ؛ فهو مقيم عليه لا يفارقه» ۶ .
1.الكافي : ج ۳ ص ۳۸۱ و ج ۶ ص ۳۰۱ .
2.كامل الزيارات : ص ۱۲۵ و ص ۱۵۷ و ص ۱۶۲ و ص ۱۸۳ و ص ۲۴۱ و ص ۲۶۲ و ص ۲۴۳ .
3.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۰۲ .
4.الاختصاص : ص ۳۴۳ ، ثواب الأعمال : ص ۳۲۶ .
5.المحاسن : ج ۲ ص ۲۲۰ ح ۱۶۶۰ .
6.الاختصاص : ص ۳۴۳ .