259
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

رواياته :

له روايتان في الكافي ۱ ، وسبع روايات في كامل الزيارات ۲ ، ورواية واحدة في تفسير القمّي ۳ ، وأُخرى في الاختصاص وثواب الأعمال ۴ ، وثالثة في المحاسن ۵ .

نماذج من رواياته :

۱.ـ في الاختصاص :وعنه ، عن أبيه ، والعبّاس بن معروف ، عن عبد اللّه بن المغيرة قال : حدّثني عبد اللّه بن عبد الرحمان الأصمّ ، عن عبد اللّه بن بكر الأرجاني قال :
صحبت أبا عبد اللّه عليه السلام في طريق مكّة من المدينة ، فنزل منزلاً يقال له عسفان ، ثمّ مررنا بجبل أسود على يسار الطريق وحش ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطريق جبلاً أوحش منه . فقال : «يا ابن بكر ، تدري أيّ جبل هذا؟» قلت : لا . قال : «هذا جبل يقال له الكمد ، وهو على وادٍ من أودية جهنّم ، فيه قتلة أبي الحسين بن عليّ عليهماالسلاماستُودعوه ، يجري من تحته مياه جهنّم ؛ من الغسلين ، والصديد ، والحميم الآن ، وما يخرج من جهنّم ، وما يخرج من الفلق ، وما يخرج من آثام ، وما يخرج من طينة خبال ، وما يخرج من لظى ، وما يخرج من الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الجحيم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السعير .
وما مررت بهذا الجبل قطّ في مسيري فوقفت إلاّ رأيتهما يستغيثان بي ويتضرّعان إليّ . وإنّي لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما : إنّ هؤلاء إنّما فعلوا بنا ما فعلوا لما أسّستما لم ترحمونا لما وليتم ، وقتلتمونا ، وحرمتمونا ، ووثبتم على حقّنا ، واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رحم اللّه من يرحمكما صنعتما ، وما اللّه بظلاّم للعبيد . وأشدّهما تضرّعاً واستكانةً الثاني . فربّما وقفت عليهما ليتسلّى عنّي بعض ما يعرض في قلبي ، وربّما طويت الجبل الذي هما فيه وهو جبل الكمد» .
قلت : جعلت فداك! فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال : «أسمع أصواتهم ينادون عرِّج إلينا نكلّمك ، فإنّا نتوب ، وأسمع صارخاً من الجبل يقول : لا تكلّمهم ، وقل لهم : اخسؤوا فيها ولا تكلّمون» . قلت : جعلت فداك! ومن معهم؟ قال : «كلّ فرعون عتى على اللّه وحكى اللّه عنه فعاله ، وكلّ من علّم العباد الكفر» . قلت : من هم؟ قال : «نحو قورس الّذي علّم اليهود أنّ عزيراً ابن اللّه ، ونحو نسطور الذي علّم النصارى أنّ المسيح ابن اللّه وقال لهم : هم ثلاثة ، ونحو فرعون موسى الذي قال : أنا ربّكم الأعلى ، ونحو نمرود الذي قال : قهرت أهل الأرض وقتلت من في السماء ، وقاتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وقاتل فاطمة عليهاالسلام ، وقاتل المحسن وقاتل الحسن والحسين عليهم السلام . فأمّا
معاوية و عمرو بن العاص فما يطمعان في الخلاص ، ومعهم كلّ من نصب لنا العداوة وعاون علينا بلسانه ويده» .
قلت : جعلت فداك! إلى أين منتهى هذا الجبل؟ قال : «إلى الأرض السادسة ، وفيها جهنّم ، وهو على وادٍ من أوديتها ، عليها ملائكة حفظة أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد ماء البحار وعدد الثرى ، وقد وكلّ اللّه كلّ ملك منهم بشيء ؛ فهو مقيم عليه لا يفارقه» ۶ .

1.الكافي : ج ۳ ص ۳۸۱ و ج ۶ ص ۳۰۱ .

2.كامل الزيارات : ص ۱۲۵ و ص ۱۵۷ و ص ۱۶۲ و ص ۱۸۳ و ص ۲۴۱ و ص ۲۶۲ و ص ۲۴۳ .

3.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۰۲ .

4.الاختصاص : ص ۳۴۳ ، ثواب الأعمال : ص ۳۲۶ .

5.المحاسن : ج ۲ ص ۲۲۰ ح ۱۶۶۰ .

6.الاختصاص : ص ۳۴۳ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
258

أقوال العلماء فيه :

قال الكشّي في عبد اللّه بن بكير الأرجاني : قال أبوالحسن حمدويه بن نصير : عبد اللّه بن بكير ليس من ولد أعين ، له ابن اسمه الحسين .
وجدت في كتاب جبريل بن أحمد الفاريابي بخطّه : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إسحاق ، عن أحمد بن عبد اللّه الكرخي ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد اللّه الرجاني قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا غلام ، فبكيت ، فقال : «ما يبكيك يا بنيّ؟ ما كلّ من طلب هذا الأمر أصابه!» . ثمّ دخلت على جعفر عليه السلام بعد أبي جعفر عليه السلام ، فلمّا رآني وأنا مقبل قال : « اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته» ۱ .
وسند الرواية ضعيف بجبريل بن أحمد الفاريابي الذي لم يوثّق ، ومحمّد بن إسحاق المجهول ، ولأنّ الرواية عن نفسه ، وفيها يمدح نفسه بمدح مختصّ بالأئمّة .
وقال الكشّي في ترجمة أبي الخطّاب : عن حمدويه ومحمّد قالا : حدّثنا الحميدي ـ وهو محمّد بن عبد الحميد العطّار الكوفي ـ ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد اللّه بن بكير الرجاني قال : ذكرت أبا الخطّاب ومقتله عند أبي عبد اللّه عليه السلام ـ قال : ـ فرققت عند ذلك فبكيت ، فقال : «أتأسى عليهم؟» ، فقلت : لا وقد سمعتك تذكر أنّ عليّاً عليه السلام قتل أصحاب النهر ، فأصبح أصحاب على عليه السلام يبكون عليهم ، فقال علي عليه السلام : «أتأسون عليهم؟» ، قالوا : لا ، إلاّ أنّا ذكرنا الأُلفة التي كنّا عليها والبليّة التي أوقعتهم ؛ فلذلك رفقنا عليهم ، قال : «لابأس» ۲ .
وفي سندها محمّد بن عبدالحميد العطّار ، وهو لم يوثّق ، والرواية عنه لا تثبت بها وثاقته ، ولا دلالة فيها على وثاقته ، وهي تدلّ على أنّه كان بينه وبين أبي الخطّاب أُلفة!
وقال ابن الغضائري : «عبد اللّه بن بكير الأرجاني ، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، مرتفع القول ، ضعيف» ۳ .
وذكره العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من الخلاصة ۴ ، وابن داوود في الجزء الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين ۵ ، والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ۶ .
وضعّفه المجلسي في رجاله ۷ ، وحكم على رواياته بالضعف عند دراسته أسانيد الكافي ۸ .

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۰۵ الرقم ۵۷۳ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۸۲ الرقم ۵۱۷ .

3.الرجال لابن الغضائري : ص ۷۵ الرقم ۸۳ ، مجمع الرجال : ج ۳ ص ۲۶۸ .

4.خلاصة الأقوال : ص ۳۷۴ .

5.رجال ابن داوود : ص ۲۵۳ .

6.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۷۵ .

7.رجال المجلسي : ص ۲۴۰ .

8.مرآة العقول : ج ۱۵ ص ۳۷۱ و ج ۲۲ ص ۱۱۸ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 96418
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي