439
مسند ابي بصير ج1

تاريخ الإمام موسى الكاظم عليه السلام

۱.بصائر الدرجات :أحمد بن الحسين ، عن المختار بن زياد ، عن أبي جعفر محمّد بن مسلم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبداللّه عليه السلامفي السنة الّتي ولد فيها ابنه موسى عليه السلامفلمّا نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبداللّه عليه السلامالغداء ولأصحابه وأكثره وأطابه ، فبينا نحن نتغدَّى إذ أتاه رسول حميدة أنَّ الطلق قد ضربني ، وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا .
فقام أبو عبداللّه فرحا مسرورا ، فلم يلبث أن عاد إلينا ، حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنّه فقلنا : أضحك اللّه سنّك ، وأقرَّ عينيك ، ما صنعت حميدة ؟ فقال : وهب اللّه لي غلاما ، وهو خير من برأ اللّه ، ولقد خبَّرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها ، قلت : جُعلت فداك وما خبّرتك عنه حميدة ؟ قال : ذكرت أ نه لمّا وقع من بطنها وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأخبرتها أنَّ تلك أمارة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلموأمارة الإمام من بعده .
فقلت : جُعلت فداك ! وما تلك من علامة الإمام ؟ فقال : إنّه لمّا كان في الليلة التي عُلق بجدِّي فيها ، أتى آتٍ جدَّ أبي وهو راقد ، فأتاه بكأس فيها شربةٌ أرق من الماء ، وأبيض من اللبن ، وألين من الزبد ، وأحلى من الشهد ، وأبرد من الثلج فسقاه إيّاه وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا وجامع فعُلق فيها بجدِّي ، ولمّا كان في الليلة التي عُلق فيها بأبي أتى آتٍ جدِّي فسقاه كما سقا جدَّ أبي وأمره بالجماع ، فقام فرحا مسرورا


مسند ابي بصير ج1
438

أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني .
قال : فقال : لقد ذكركم اللّه في كتابه فأعاذكم من الشيطان فقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـنٌ »۱ وما عنى غيرنا وغير شيعتنا ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدنى .
قال : واللّه لقد ذكركم اللّه في كتابه فأوجب لكم المغفرة فقال : « يَـعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا »۲ قال قلت : جُعلت فداك ! ليس هكذا نقرؤه إنّما نقرأ « يَـعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا » قال : يا أبامحمّد ، فإذا غفر اللّه الذنوب جميعا فمن يعذّب ؟ واللّه ما عنى غيرنا وغير شيعتنا ، وإنّها لخاصّة لنا ولكم ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني .
قال : واللّه ، ما استثنى اللّه أحدا من الأوصياء ولا أتباعهم ماخلا أمير المؤمنين وشيعته إذ يقول : « يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْـ?ا وَ لاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُو هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ »۳ واللّه ماعنى بالرحمة غير أمير المؤمنين وشيعته ، فهل سررتك يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني .
قال : قال عليُّ بن الحسين عليه السلام ليس على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس من ذلك براء ، فهل شفيتك يا أبا محمد . ۴

1.سورة الحجر ( ۱۵ ) ، الآية ۴۲ .

2.سورة الزمر ( ۳۹ ) ، الآية ۵۳ .

3.سورة الدخان ( ۴۴ ) ، الآيات ۴۱ و ۴۲ .

4.الاختصاص ، ص۱۰۴ ؛ بحار الأنوار ، ج۴۷ ، ص۳۹۰ ( تاريخ الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، باب أحوال أصحابه وأهل زمانه ، ح۱۱۴ ) .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 22928
صفحه از 610
پرینت  ارسال به