459
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

الرفق والمداراة والتسامح والتغافل ، ۱
لا يمكنها الصمود والمقاومة أمام سوء الخلق ، فالرجل ـ في هذه الحالة ـ سوف يقرّر الانفصال بمجرّد أن يرى سوء خلق من المرأة ، وهكذا الحال بالنسبة إلى المرأة . ولذلك فإنّ الروايات الإسلامية تدعو الزوجين إلى الصبر والمداراة من خلال التأكيد على قدسية الأُسرة ، والوعد بالأجر الأُخروي الجزيل ، فتوصي المرأة قائلة :
مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها ، أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ . ۲
وتقول للرجل :
مَن صَبَرَ عَلى سوءِ خُلُقِ امرَأتِهِ وَاحتَسَبَهُ ، أعطاهُ اللّهُ تَعالى بِكُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ يَصبِرُ عَلَيها مِنَ الثَّوابِ ما أعطى أيّوبَ عليه السلام عَلى بَلائِهِ . ۳
وبذلك فإنّها تحول دون انهيار الأُسرة .

8 . التغافل والتغاضي

يعدّ التغاضي عن أخطاء الآخرين والتغافل إزاءها ، من العوامل المهمّة للطمأنينة النفسية والراحة في الحياة ، وقد نُقل عن الإمام علي عليه السلام في هذا المجال :
مَن لَم يَتَغافَل ولا يَغُضُّ عَن كَثيرٍ مِنَ الأُمورِ ، تَنَغَّصَت عيشَتُهُ . ۴
وكثيراً ما تحدث في الحياة العائلية قضايا وأُمور لا يتغاضى عنها أعضاء الأُسرة ، وفي هذه الحالة ، ستنغص الحياة عليهم بحيث تتحوّل إلى جحيمٍ لا يُطاق . ولذلك ، فإنّ التغاضي عن القضايا المحدودة الأهمّية والّتي يمكن التغاضي عنها ، من شأنه أن

1.راجع : المحبّة في الكتاب والسنّة : ص ۴۷۷ .

2.راجع : ص ۳۷۴ ح ۱۹۶۴.

3.راجع : ص ۳۷۵ ح ۱۹۶۷.

4.راجع : ص ۳۷۶ ح ۱۹۷۲.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
458

دوره في سلامة الأُسرة وتساميها .
والملاحظة الملفتة للنظر أنّ واجب الرجل باعتباره ربّ الأُسرة ، أكثر أهمّية في هذا المجال ، ولذلك فقد وردت التوصية في الكثير من الروايات للرجال بأن يحترموا زوجاتهم ، كما جاء في روايةٍ عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
مَنِ اتَّخَذَ زَوجَةً فَليُكرِمها . ۱
ونقرأ في حديثٍ آخر :
ما أكرَمَ النِّساءَ إلّا كَريمٌ ، وما أهانَهُنَّ إلّا لَئيمٌ . ۲
ولا شكّ في أنّ احترام الأُسرة ، يؤدّي إلى ترسيخ المحبّة والخير والبركة في البيت .
إذا دَخَلتَ بَيتَكَ فَسَلِّم عَلى أهلِ بَيتِكَ ؛ يَكثُر خَيرُ بَيتِكَ . ۳

7 . الرفق والمداراة

يعتبر الرفق والمداراة ، من الواجبات الأخلاقية المشتركة الأُخرى وعامل ترسيخ دعائم الأُسرة ، يقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
الرِّفقُ يُمنٌ ، وَالخُرقُ شُؤمٌ ، وإذا أرادَ اللّهُ بِأهلِ بَيتٍ خَيرا أدخَلَ عَلَيهِمُ الرِّفقَ ، فَإنَّ الرِّفقَ لَم يَكُن في شَيءٍ قَطُّ إلّا زانَهُ ، وإنَّ الخُرقَ لَم يَكُن في شَيءٍ قَطُّ إلّا شانَهُ . ۴
إنّ منعطفات الحياة ، والحالات البشرية المختلفة واختلاف الآراء ، تؤدّي بشكلٍ طبيعي إلى سوء الخلق وعدم الانسجام ، ولذلك فإنّ الأُسرة الّتي لا تتمتّع بعنصر

1.راجع : ص ۳۶۴ ح ۱۹۱۵.

2.راجع : ص ۳۶۴ ح ۱۹۱۶.

3.راجع : ص ۳۶۹ ح ۱۹۳۹.

4.راجع : ص ۳۶۵ ح ۱۹۲۱.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 173413
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي