449
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

2 . حسن الخلق والسلوك

من العوامل الأُخرى لتعزيز الأُسرة ، حسن الخلق ، فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
حُسنُ الخُلقِ يُثبِتُ المَوَدَّةَ . ۱
وهذا الواجب هو الآخر مشترك بين الرجل والمرأة ، ولكن بما أنّ الرجل يتولّى رئاسة الأُسرة ، فقد ورد التأكيد على حسن خلقه ، وقد نُقل عن أنس بن مالك أنّه سأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن أكمل المؤمنين إيماناً ، فقال صلى الله عليه و آله :
أحسَنُهُم خُلُقا مَعَ أهلِهِ . ۲
وكما جاء في حديثٍ آخر عنه صلى الله عليه و آله :
أحسَنُ النّاسِ إيمانا ، أحسَنُهُم خُلُقا وَألطَفُهُم بِأهلِهِ ، وَأنا ألطَفُكُم بِأهلي . ۳
وعلى الرغم من أنّ حسن التعامل بين الرجل والمرأة ضروري لتوثيق الرابطة الأُسرية ، إلّا أنّ القرآن الكريم يوصي قائلاً :
«وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» . ۴
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
إنَّ المَرءَ يَحتاجُ في مَنزِلِهِ وعِيالِهِ إلى ثَلاثِ خِصالٍ يَتَكَلَّفُها وإن لَم يَكُن في طَبعِهِ ذلِكَ : مُعاشَرَةٍ جَميلَةٍ ، وسَعَةٍ بِتَقديرٍ ، وغَيرَةٍ بِتَحَصُّنٍ . ۵

1.تحف العقول : ص ۴۵ .

2.راجع : ص ۳۵۸ ح ۱۸۸۸.

3.راجع : ص ۳۵۷ ح ۱۸۸۶.

4.النساء : ۱۹ .

5.راجع : ص ۳۵۷ ح ۱۸۸۲.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
448

الرجل بأن يعبّر عن حبّه للمرأة أكثر ۱ ، فقد روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال :
قَولُ الرَّجُلِ لِلمَرأةِ : «إنّي اُحِبُّكِ» لا يَذهَبُ مِن قَلبِها أبَدا . ۲
كما جاء في حديثٍ آخر :
إذا نَظَرَ العَبدُ إلى وَجهِ زَوجِهِ ونَظَرَت إلَيهِ ، نَظَرَ اللّهُ إلَيهِما نَظَرَ رَحمَةٍ ، فَإذا أخَذَ بِكَفِّها وأخَذَت بِكَفِّهِ ، تَساقَطَت ذُنوبُهُما مِن خِلالِ أصابِعِهِما . ۳
كما أنّ إظهار المحبّة والمودّة للأولاد ۴ ، يؤدّي إلى إشاعة أجواء التلاحم والمحبّة في محيط الأُسرة أكثر فأكثر :
المُؤمِنُ حَبيبُ اللّهِ ، ووَلَدُهُ تُحفَةُ اللّهِ ، فَمَن رَزَقَهُ اللّهُ وَلَدا فِي الإسلامِ فَليُكثِر قُبلَتَهُ . ۵
وبالطبع فإنّ علينا أن نلتفت إلى أنّ الإفراط في المحبّة الأُسرية بشكلٍ يؤدّي إلى الغفلة عن اللّه ـ تعالى ـ والقيم الإسلامية والإنسانية ، مذموم للغاية . فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال لعبد اللّه بن مسعود :
يَا بنَ مَسعودٍ ! إيّاكَ أن تَدَعَ طاعَةَ اللّهِ وتَقصِدَ مَعصِيَتَهُ شَفَقَةً عَلى أهلِكَ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «يَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَ اخْشَوْاْ يَوْمًا لَا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئا»۶ . ۷
وبناءً على ذلك ، فإنّ نطاق المودّة وإظهار الحبّ للأُسرة ، محدود بالضوابط الإسلامية .

1.راجع : ص ۳۵۱ (الفصل الثاني / المحبّة والرحمة والشّفقة / المودّة المتبادلة بين الزوجين) .

2.راجع : ص ۳۵۲ ح ۱۸۶۲.

3.راجع : ص ۳۵۲ ح ۱۸۶۵.

4.راجع : ص ۳۵۴ (الفصل الثاني / المحبّة والرحمة والشّفقة / تقبيل الأولاد) .

5.راجع : ص ۳۵۴ ح ۱۸۷۳.

6.لقمان : ۳۳ .

7.راجع : ص ۳۵۵ ح ۱۸۷۸.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 173419
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي