111
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

الزمان ـ قد ورد في أربع آيات ۱ ، غير أنَّ المصادر الروائيّة والتّاريخيّة تكرّر فيها لفظ التّاريخ ومشتقّاته فيما يرتبط بمبدأ التّاريخ الهجريّ ۲ .
إنّ المُلاحظ في القرآن والحديث ، الاهتمام البالغ بالمفهوم الاصطلاحيّ للتّاريخ ؛ أي الاهتمام بالوقائع التّاريخيّة وفلسفة التّاريخ ، بل يمكن القول : إنّ مفهوم التّاريخ ـ بعد مفهوم التوحيد ـ من أكثر المفاهيم التي اهتمّ بها القرآن الكريم .
وثمَّة ألفاظ محوريّة في القرآن الكريم ضمن إطار عرض التّاريخ وتفسيره مثل : «القصص» ، و«الأنباء» ، و«سنَّة اللّه » ، و«أيَّام اللّه » ، وما يرتبط بها مثل : «العِبْرَة» ، و«القُرى» ، و«البركات» ، و«الجوع» و«الدِّماء» ، و«المستكبرين» ، و«المكذِّبين» ، و«الملأ» ، و«المُترَفين» ، و«المُسرِفين» ، و«المُستَضعفين» .
وفي هذا القسم نذكر أبرز الموضوعات التي ترتبط بالتاريخ في القرآن والحديث ، ونلحقها بتحقيقين حول مبدأ التّاريخ الهجري والميلادي ، وبشأن مستقبل التّاريخ .
ونشير هنا باختصار إلى حصيلة ما جاء في هذه الفصول :

1 . دور التّاريخ في حياة الإنسان

إنّ التّاريخ ـ بمعنى معرفة الزمان ـ له دور ـ إلى حدٍّ ما ـ في تنظيم حياة الإنسان ، والقرآن الكريم يذكر هذا الدور في سياق ما يذكره من الأدلّة على توحيد الباري وآياته :
«وَ جَعَلْنَا الَّيْلَ وَ النَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَا ءَايَةَ الَّيْلِ وَ جَعَلْنَا ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسَابَ»۳

1.راجع : ص ۱۱۹ .

2.راجع : ص ۱۳۰ (مبدأ التقويم الهجريّ القمريّ) .

3.الإسراء : ۱۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
110

ويمكن تقسيم علوم التّاريخ في المرحلة الاُولى على النحو التالي :
1 . «علم المسائل النظريّة في التّاريخ» أو «التّاريخ النظريّ» : وهذا العلم بدوره ينقسم إلى فرعين مستقلَّين ؛ إذ إنّ المسائل النظريّة في التّاريخ ، إمّا أن تبحث عن علل الحوادث الاجتماعيّة ، وعن القوانين والسُّنن العامّة التي تتحكّم فيها ، ونسمِّيها في هذه الحالة «فلسفة التّاريخ» ، وإمّا أن تدرس أساليب البحث التّاريخيّ ، مثل اُسلوب تقويم الوثائق التّاريخيّة ، وتصنيف المصادر والأسناد التّاريخيّة ، وآداب نقد التّاريخ ، واُصول كتابة التّاريخ وتدوينه ، وأمثالها .
ومجموع هذا الفرع يسمَّى : «منهج البحث التّاريخيّ» أو : «فلسفة علم التّاريخ» .
2 . «علم الوقائع التّاريخيّة» : وهو لا يتناول الجانب النظريّ من التّاريخ ، بل يهتمّ بتدوين التقارير ، وكتابة الوقائع التّاريخيّة كما حدثت ، على أنّ هذا العمل يتطلَّب أيضا الاطّلاع على المسائل النظريّة العامّة للتّاريخ ، وبدونه يمسي الجهد عقيما .
وهذا القسم من علم التّاريخ (التدوين التّاريخيّ) ، له فروع كثيرة مثل : التّاريخ السِّياسي ، وتاريخ الأنبياء والأديان ، وتاريخ الثقافة ، وتاريخ الفلسفة ، وتاريخ الطبّ ، وتاريخ التعليم ، وتاريخ الاقتصاد ، وتاريخ العلم ، وتاريخ البلدان ، والتّاريخ العامّ و . . . ، وكلّ بلد يستطيع ـ بحسب ظروفه الخاصّة ، وحاجاته الثقافيّة والعلميّة والسياسيّة ـ أن يصنّف فروع هذا البحث التّاريخيّ ، ويختار الأولويّات التي تهمّه للبحث والتّعليم .

التّاريخ في القرآن والحديث

لم ترد كلمة التّاريخ ولا مشتقّاتها في القرآن الكريم ۱ ، لكنَّ معناها ـ وهو معرفة

1.وهذا يؤيّد ما ذهب إليه ابن فارس إذ قال : أمّا تاريخ الكتاب فقد سُمع ، وليس عربيّا ، ولا سُمع من فصيح (معجم مقاييس اللغة : ج ۱ ص ۹۴ «أرخ») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 171718
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي