535
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

مَقرونَتانِ ، ولِأَنَّ أصلَ الإِيمانِ إنَّما هُوَ الشَّهادَتانِ ، فَجُعِلَ شَهادَتَينِ شَهادَتَينِ كَما جُعِلَ في سائِرِ الحُقوقِ شاهِدانِ ، فَإِذا أقَرَّ العَبدُ للّهِِ عز و جلبِالوَحدانِيَّةِ وأقَرَّ لِلرَّسولِ صلى الله عليه و آله بِالرِّسالَةِ فَقَد أقَرَّ بِجُملَةِ الإِيمانِ ، لِأَنَّ أصلَ الإِيمانِ إنَّما هُوَ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ .
وإنّما جُعِلَ بَعدَ الشَّهادَتَينِ الدُّعاءُ إلَى الصَّلاةِ ؛ لِأَنَّ الأَذانَ إنَّما وُضِعَ لِمَوضِعِ الصَّلاةِ ، وإنّما هُوَ نِداءٌ إلَى الصَّلاةِ في وَسَطِ الأَذانِ ، ودُعاءٌ إلَى الفَلاحِ وإلى خَيرِ العَمَلِ .
وجُعِلَ خَتمُ الكَلامِ بِاسمِهِ كَما فُتِحَ بِاسمِهِ . ۱

1.. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۱ ص ۲۹۹ ح ۹۱۴ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۰۵ ح ۱ ، علل الشرائع: ص ۲۵۸ ح ۹ كلاهما نحوه وكلّها عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار: ج ۶ ص ۶۶ ح ۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
534

1 / 3تشريع الأذان

حِكمَةُ الأَذانِ

۱۰۵۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّما جُعِلَ الأَذانُ الأَوَّلُ لِيَتَيَسَّرَ أهلُ الصَّلاةِ لِصَلاتِهِم ، فَإِذا سَمِعتُمُ الأَذانَ فَأَسبِغُوا الوُضوءَ ۱ . ۲

۱۰۵۷.الإمام الرضا عليه السلام :إنَّما اُمِرَ النّاسُ بِالأَذانِ لِعِلَلٍ كَثيرَةٍ ؛ مِنها أن يَكونَ تَذكيرا لِلنّاسي وتَنبيها لِلغافِلِ ، وتَعريفا لِمَن جَهِلَ الوَقتَ وَاشتَغَلَ عَنهُ ، ويَكونَ المُؤَذِّنُ بِذلِكَ داعِيا لِعِبادَةِ الخالِقِ ومُرَغِّبا فيها ، ومُقِرّا لَهُ بِالتَّوحيدِ ، مُجاهِرا بِالإِيمانِ ، مُعلِنا بِالإِسلامِ ، مُؤذِنا ۳ لِمَن يَنساها . وإنَّما يُقالُ لَهُ مُؤَذِّنٌ لِأَنَّهُ يُؤذِنُ بِالأَذانِ بِالصَّلاةِ .
وإنَّما بُدِئَ فيهِ بِالتَّكبيرِ وخُتِمَ بِالتَّهليلِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ عز و جل أرادَ أن يَكونَ الاِبتِداءُ بِذِكرِهِ وَاسمِهِ ، وَاسمُ اللّهِ فِي التَّكبيرِ في أوَّلِ الحَرفِ وفِي التَّهليلِ في آخِرِهِ .
وإنَّما جُعِلَ مَثنى مَثنى ؛ لِيَكونَ تَكرارا في آذانِ المُستَمِعينَ ، مُؤَكِّدا عَلَيهِم ، إن سَها أحَدٌ عَنِ الأَوَّلِ لَم يَسهُ عَنِ الثّاني ، ولِأَنَّ الصَّلاةَ رَكعَتانِ رَكعَتانِ فَلِذلِكَ جُعِلَ الأَذانُ مَثنى مَثنى . وجُعِلَ التَّكبيرُ في أوَّلِ الأَذانِ أربَعا ؛ لِأَنَّ أوَّلَ الأَذانِ إنَّما يُبدَأُ غَفلَةً ، ولَيسَ قَبلَهُ كَلامٌ يُنَبِّهُ المُستَمِعَ لَهُ ، فَجُعِلَ الاُولَيانِ تَنبيها لِلمُستَمِعينَ لِما بَعدَهُ فِي الأَذانِ .
وجُعِلَ بَعدَ التَّكبيرِ الشَّهادَتانِ ؛ لِأَنَّ أوَّلَ الإِيمانِ هُوَ التَّوحيدُ وَالإِقرارُ للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى بِالوَحدانِيَّةِ ، وَالثّانِيَ الإِقرارُ لِلرَّسولِ صلى الله عليه و آله بِالرِّسالَةِ ، وأنَّ إطاعَتَهُما ومَعرِفَتَهُما

1.. إسباغُ الوضوء : إتمامه و إكماله ، وذلك في وجهين : إتمامه على ما فرض اللّه تعالى ، وإكماله على ما سنّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۱۰ «سبغ») .

2.. المعجم الكبير : ج ۱۲ ص ۲۶ ح ۱۲۳۸۳ ، حلية الأولياء : ج ۴ ص ۳۰۲ الرقم ۲۸۲ كلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۷۰۶ ح ۲۱۰۲۵ .

3.. آذَنَهُ الأمر : أعلَمَه . وأذّنَ تأذينا : أكثَرَ الإعلام (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۱۹۵ «أذن») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 283529
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي