51
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

أصحابِهِ ـ فَقالَ لِلغُلامِ : اُنظُر مَن ذا ؟ فَرَجَعَ الغُلامُ ، فَقالَ : أبو حَنيفَةَ.
قالَ : أدخِلهُ . فَدَخَلَ ، فَسَلَّمَ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَرَدَّ عَلَيهِ...
فَقالَ : أنتَ فَقيهُ العِراقِ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ : فَبِمَ تُفتيهِم؟
قالَ : بِكِتابِ اللّهِ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : يا أبا حَنيفَةَ ، تَعرِفُ كِتابَ اللّهِ حَقَّ مَعرِفَتِهِ ، وتَعرِفُ النّاسِخَ وَالمَنسوخَ؟
قالَ : نَعَم.
قالَ : يا أبا حَنيفَةَ ، لَقَدِ ادَّعَيتَ عِلماً ، وَيلَكَ! ما جَعَلَ اللّهُ ذلِكَ إلّا عِندَ أهلِ الكِتابِ الَّذينَ اُنزِلَ عَلَيهِم ، وَيلَكَ! ولا هُوَ إلّا عِندَ الخاصِّ مِن ذُرِّيَّةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ما وَرَّثَكَ اللّهُ مِن كِتابِهِ حَرفاً ـ وذَكَرَ الاِحتِجاجَ عَلَيهِ إلى أن قالَ ـ : يا أبا حَنيفَةَ ، إذا وَرَدَ عَلَيكَ شَيءٌ لَيسَ في كِتابِ اللّهِ ولَم تَأتِ بِهِ الآثارُ والسُّنَّةُ ، كَيفَ تَصنَعُ؟
فَقالَ : أصلَحَكَ اللّهُ! أقيسُ وأَعمَلُ فيهِ بِرَأيي.
قالَ : يا أبا حَنيفَةَ ، إنَّ أوَّلَ مَن قاسَ إبليسُ المَلعونُ ، قاسَ عَلى رَبِّنا ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَقالَ : «أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ»۱ . فَسَكَتَ أبو حَنيفَةَ.
فَقالَ : يا أبا حَنيفَةَ ، أيُّما أرجَسُ ؛ البَولُ أوِ الجَنابَةُ؟
فَقالَ : البَولُ.
فَقالَ : فَما بالُ النّاسِ يَغتَسِلونَ مِنَ الجَنابَةِ ولا يَغتَسِلونَ مِنَ البَولِ؟ فَسَكَتَ.
فَقالَ : يا أبا حَنيفَةَ ، أيُّما أفضَلُ الصَّلاةُ أمِ الصَّومُ؟
قالَ : الصَّلاةُ.

1.الأعراف : ۱۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
50

مَن فَسَّرَ القُرآنَ بِرَأيِهِ فَأَصابَ الحَقَّ ، فَقَد أخطَأَ. ۱
كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام ، قوله :
مَن فَسَّرَ القُرآنَ بِرَأيِهِ ، إن أصابَ لَم يُؤجَر ، وإِن أخطَأَ فَهُوَ أبعَدُ مِنَ السَّماءِ. ۲

2 . اختصاص أهل البيت عليهم السلام بفهم معارف القرآن

أكّد عدد من الروايات على أنّ معارف القرآن أعلى من فهم عامّة الناس ، وأنّها تتجاوز مستواهم الإدراكي ، ومن ثَمَّ فإنّ النبيّ وأهل بيته ـ صلوات اللّه عليهم ـ وحدهم القادرون على بلوغ حقائق هذا الكتاب الإلهي ؛ لأنّهم همُ المخاطبون به أساساً .
وعلى هذا الضوء لن يكون للآخرين سبيل لمعرفة الدين والتفقّه به ، إلّا بالرجوع إلى السنّة والتلقّي من العترة . وفيما يلي عدد من الروايات التي تساق دليلاً لهذا القول :
أ ـ روى جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قوله :
يا جابِرُ ، لَيسَ شَيءٌ أبعَدَ مِن عُقولِ الرِّجالِ مِن تَفسيرِ القُرآنِ ؛ إنَّ الآيَةَ يَكونُ أوَّلُها في شَيءٍ وآخِرُها في شَيءٍ ، وهُوَ كَلامٌ مُتَّصِلٌ مُتَصَرِّفٌ عَلى وُجوهٍ. ۳
ب ـ جاء في علل الشرائع نقلاً عن أبي زهير بن شبيب بن أنس ، عن بعض أصحابه ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، قوله :
كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ... فَما لَبِثتُ أن طَرَقَ البابَ طارِقٌ ـ وكانَ عِندَهُ جَماعَةٌ مِن

1.مجمع البيان : ج ۱ ص ۸۰ ، وسائل الشيعة : ج ۱۸ ص ۱۵۱ ح ۳۳۵۸۷ ؛ البرهان للزركشي : ج ۲ ص ۱۶۴ وليس فيه «فأصاب» .

2.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۷ ح ۴ عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۱۱۰ ح ۱۳ .

3.المحاسن : ج ۲ ص ۷ ح ۱۰۷۶ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۲ ح ۸ كلاهما عن جابر ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۹۱ ح ۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 283641
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي