49
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

وضع على وجه الرمز والتعمية ، مثله في ذلك مثل أكثر آيات القرآن ، لايعرف مقاصده ومعانيه الحقيقية إلّا من خوطب به ، ويعنون بهم أهل البيت عليهم السلام .
وفي هذا المجال يكتب المحدّث الأسترآبادي مؤسّس هذا الاتّجاه في المدرسة الأخبارية ، ما نصّه :
وإنّ القرآن في الأكثر ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعيّة ، وكذلك كثير من السنن النبوية ، وأنّه لا سبيل لنا فيما لا نعلمه من الأحكام النظريّة الشرعية ـ أصلية كانت أو فرعية ـ إلّا السماع من الصادقين عليهم السلام ، وإنّه لا يجوز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كتاب اللّه ولا ظواهر السنن النبوية ما لم يعلم أحوالهما من جهة أهل الذكر عليهم السلام ، بل يجب التوقّف والاحتياط فيهما. ۱
وتتمثّل أهمّ الأدلّة التي سيقت لإثبات هذه النظرية بما يلي :

1 . حرمة التفسير بالرأي

إنّ النبيّ الأكرم وأهل البيت ـ عليهم جميعاً صلوات اللّه وسلامه ـ حرّموا التفسير بالرأي ؛ استناداً إلى روايات متواترة وردت عنهم ؛ وعليه فلا سبيل لفهم معارف القرآن ومقاصده إلّا بالرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام .
من الأحاديث النبوية التي يتمّ الاستشهاد بها في هذا المضمار :
مَن قالَ فِي القُرآنِ بِرَأيِهِ ، فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ. ۲
مَن فَسَّرَ القُرآنَ بِرَأيِهِ ، فَقَدِ افتَرى عَلَى اللّهِ الكَذِبَ. ۳

1.الفوائد المدنيّة : ص ۴۷ .

2.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۱۹۹ ح ۲۹۵۱ و ۲۹۵۰ ، تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۳۴ كلّها عن ابن عبّاس ؛ عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۱۰۴ ح ۱۵۴ وفيه «فسّر» بدل «قال في» .

3.كمال الدين : ص ۲۵۷ ح ۱ ، التحصين لابن طاووس : ص ۶۲۵ كلاهما عن عبدالرحمن بن سمرة ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۲۷ ح ۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
48

وتقويض أركانها .

النظرية الثانية : الحاجة المطلقة إلى السنّة في المعرفة الدينية

أوّلاً : نشأتها وأدلّتها

إزاء النظرية الاُولى ثَمّ نظرية اُخرى تذهب إلى أنّ معرفة القرآن غير ممكنة لعامّة الناس ، ومن ثَمّ يتحتّم عليهم الرجوع إلى السنّة من أجل تفسير القرآن وبغية العمل به .
نسبوا هذه النظرية في بادئ نشأتها إلى عدد من الصحابة والتابعين ؛ فقد نقل عن عبيد اللّه بن عمر قوله :
لقد أدركت فقهاء المدينة وإنّهم ليعظّمون القول في التفسير ، منهم : سالم بن عبد اللّه ، والقاسم بن محمّد ، وسعيد بن المسيّب ، ونافع . ۱
كما نقلوا عن سعيد بن المسيّب أنّهُ كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن ، قال :
أنا لا أقول في القرآن شيئاً . ۲
ونقلوا عن الشعبي أيضاً :
ثلاث لا أقول فيهنَّ حتّى أموت : القرآن ، والروح ، والرأي. ۳
وعندما ننتقل إلى أتباع أهل البيت عليهم السلام نرى أنّ القول بهذه النظرية وتبنّيها ينسب إلى عدد من أنصار المدرسة الأخبارية ، فهم يعتقدون بأنّ إدراك معارف القرآن والوقوف عليها أمر مختصّ بالنبيّ صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ؛ وبذلك فإنّ ظواهر القرآن ليست حجّة علينا . ۴
بل تخطّى بعضهم هذه التخوم ، وراح يؤمن بأنّ عدداً كبيراً من الأحاديث النبوية

1.تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۳۷ ، تفسير ابن كثير : ج ۱ ص ۱۷ .

2.تفسير الطبري : ج ۱ الجزء ۱ ص ۳۸ .

3.فرائد الاُصول : ج ۱ ص ۵۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 281597
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي