83
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

النبيّ صلى الله عليه و آله ، ولما طرأ من أحداث في المدينة ۱ . فأرجفوا أنّ عليّا تخلّى عن الحرب وخذل النبيّ ولم يرافقه مع رغبة النبيّ في حضوره معه . فما كان من الإمام عليه السلام إلّا أن هرع إليه صلى الله عليه و آله قبل مغادرته ، وأخبره بأراجيفهم ، فنطق النبيّ صلى الله عليه و آله عندئذٍ كلمته الخالدة العظيمة في حقّه : «أما تَرضى أن تَكونَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى إلّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي» . ۲
وهكذا اُحبطت هذه المؤامرة في مهدها ، وسجّل التاريخ لعليٍّ عليه السلام أسطع المناقب أمام أنظار الناس .

1.الطبقات الكبرى : ج۳ ص۲۳ .

2.خصائص أميرالمؤمنين للنسائي : ص۱۰۷ ح۴۵ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
82

الفصل الحادي عشر : الاستخلاف عن النبيّ في غزوة تبوك

تبوك هي أقصى منطقة توجّه إليها النبيّ صلى الله عليه و آله في حروبه . وبدأت تحرّكات المنافقين في المدينة في وقت راح رسول اللّه صلى الله عليه و آله يعدّ جيشه للانطلاق إلى تبوك . والحوادث التي وقعت تدلّ بوضوح على أنّ المنافقين في المدينة كانوا يتحيّنون الفرصة لتوجيه ضربتهم للحكومة النبويّة الجديدة . وكانت هذه الغيبة الطويلة للنبيّ فرصة مناسبة لهم . من هنا ، نلحظ أنّه صلى الله عليه و آله استخلف في البداية محمّد بن مسلمة على المدينة ، ثمّ جعل عليّا عليه السلام عليها ، وقال :
«أنَا لابُدَّ مِن أن اُقيمَ أو تُقيمَ» .۱
وقال :
«إنَّ المَدينَةَ لا تَصلُحُ إلّا بي أو بِكَ» .۲
وهكذا أخفقت المؤامرة ، فإنّ وجود عليّ عليه السلام ألقى الرعب في قلوب المنافقين والمتآمرين ، وآيسهم من القيام بأيّ تحرّك في المدينة ، فراحوا يعزفون على وتر آخر ؛ فإنّ غزوة تبوك كانت الغزوة الوحيدة التي لم يشهدها أمير المؤمنين عليه السلام بقرار

1.المعجم الكبير : ج۵ ص۲۰۳ ح۵۰۹۴ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۵ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 278814
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي