والموافقة مع القوم ، فهي أيضاً قد لا يطرّد ، في بعض الاُمور فلأجل ذلك قال : «ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلاّ أقلّه ...» أي لا تحصل المعرفة لنا من جميع ذلك المذكور إلاّ في أقلّ موضع من المواضع التي وقع اختلاف الرواية فيها ، أو نحن لا نعرف الاعتماد والتعويل عليه لكلّ أحد من المتعلّمين من جميع ما ذكر إلاّ هو أقلّه إتعاباً ، وأسهله عليهم مأخذاً على ما قال : «ولا نجد منها» ، إلى قوله : «العالم» ، أي الذي علم اُصول المذهب وفروعه ببصيرة وبرهان ، أو العالم من أهل البيت عليهم السلام .
ويؤيّد الأوّل انسياق كلامه إليه من قوله : «وقد يسّره اللّه ...» إلى آخره ، والثانيَ ما في النسخ من لفظ «عليه السلام» .
قال قدس سره : وقبول ما وسع [ ص۹ ].
أقول : أي قبول كلِّ ما وسع لذلك العالم وصحّ له من التحقيق والتوفيق فيما اختلف الرواية فيه بمجرّد قوله ؛ للاعتماد عليه فيما صحّحه وأورده من الروايات والفتاوى والأحكام تسلّماً عنه وتسليماً به .
قال قدس سره : بأيّما أخذتم . [ ص۹ ]
أقول : الجملة استينافيّة مبتدأ وخبره تقديره : أيّما أخذتم به من أقواله تسليماً وقبولاً وسعكم العمل به ، ويحتمل أن يكون الجملة مفعولاً لقوله : «بقوله» ، ويكون حديثاً منقولاً عن العالم إذا اُريد به المعصوم عليه السلام ، ذكره للإستدلال به على المطلوب ، فعلم ممّا ذكره أنّ الذي التمس عنه تصنيف الكتاب درجته درجة الأتباع والمقلّدين ، ولهذا ما رخّص إيّاه الرجوع إلى الكتاب والعمل بالإجماع ونحوه ، بل أوجب عليه الأخذ من باب التسليم في جميع ذلك وما وسع له إلاّ الأخذ بقول العالم كيف كان .
قال قدس سره : وأهل ملّتنا . [ ص۹ ]
أقول : يعني لو وقع تقصير في شيء من المقاصد ، لم يقع من جهة تقصيرنا في العزم والنّية ، أو من جهة الإهمال ، أو قلّة المبالاة وعدم السعي في إهداء النصيحة الواجبة لإخواننا الشيعة المؤمنين ، بل جرّدنا النيّة وبذْلَ الوسع ، فإن لم يكن على أحد الكمالُ ، كان الحكم للّه في ذلك .
قال قدس سره : مع ما رجونا أن نكون . [ ص۹ ]