57
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

أقول : اُصولها وفروعها واعتقاديّاتها وعمليّاتها .
قال قدس سره : المسترشد . [ ص۸ ]
أقول : فيكون تبصرة للمبتدي ، وتذكرة للمنتهي .
قال قدس سره : والعمل به . [ ص۸ ]
أقول : لكونه مضبوطاً موثوقاً به ، معتمداً عليه مثبتاً .
قال قدس سره : والسنن القائمة . [ ص۸ ]
أقول : يعني من عمل بمقتضى هذه الآثار والأحاديث في الفرائض والنوافل والمفروضات والسنن على وجهها ، وبرئت ذمّته عن الواجبات ، وترتّب له الثواب بفعلها وفعل المندوبات تكون ۱ الرواية فيها صحيحة ثابتة ، والحجّة قائمةً والمرويّ عنهم معصومون عن الخطأ والنسيان ، مطهَّرون بتطهير اللّه عن الغلط والعصيان ، فيجب العمل بما روي عنهم والاهتداء بهداهم ، والاستضاءة بنورهم عليهم السلام .
قال قدس سره : ويقبل بهم . [ ص۸ ]
أقول : أي يوجب إقبالهم إليه . إلى هنا كلام السائل الملتمس تصنيف كتاب الكافي فأجاب بقوله : «فاعلم» .
قال قدس سره : ما وافق القوم . [ ص۸ ]
أقول : المراد علماء الدنيا وأتباعهم الراغبون في الشهوات والحظوظ العاجلة .

قال قدس سره : في خلافهم . [ ص۸ ]
أقول : ومن هذا الباب عرض الاُمور المشتبهة فيه الصواب والخطأ على النفس ، فالرشد في خلافه ؛ لأنّها بطبعها ميّالة إلى الشهوة والبطالة والكسل ، وهكذا حال الطالبين للدنيا ؛ لكونهم من سكّان مقام النفس لا القلب .
قال قدس سره : لا ريب فيه . [ ص۹ ]
أقول : انّه لمّا لم يسع لكلّ أحد من الناس فهم القرآن وعرض المقاصد عليه وكذا الاطّلاع على الجمع عليه ، لأنّه إن اتّفق اتّفق في قليل من المسائل ، وأمّا المخالفة

1.في المخطوطة : «لكون » .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
56

يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ » 1 وقوله : « ذَ لِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَآءُ » 2 وآيات كثيرة دالّة على أنّ الإيمان نور ربّانيّ قذفه اللّه في قلب المؤمن بحسب ما قدر اللّه وقضاه ، وكذا ما يقابله من ظلمة الكفر والجهالة ، لكن لكلّ من الطرفين مراتبُ تَفاوَت 3 في الكمال والقصور ، والشدّة والضعف والثبور ، فالكاملون في النور والهدى من جنابه تعالى هم الأنبياء ، ثمّ الأوصياء ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، والبالغون في ظلمة الكفر والضلال والبُعد عن رحمته تعالى هم الفراعنة والدجاجلة ، ثمّ أئمّة الضلال ورؤساء الكَفَرة والمنافقين ، ثمّ الأشبه فالأشبه .
فبين هذين الطرفين أوساط كثيرة غير محصاة ، عددهم أكثر من عدد الأقوياء ، وهم الكاملون في البصيرة واليقين ، والبالغون في ظلمة النفس ورسوخ الجهل ، فالأقسام ثلاثة على ما قال «وقد قال العالم عليه السلام »... إلى آخره ، وذلك من حيث يعلم من حال الأنبياء والأوصياء والأمثل ، ثمّ الأمثل حالُ ما يقابلهم من الجاحدين معرفة الشيء بضدّه .
قال قدس سره : وأسبابها . [ ص8 ]
أقول : من الأغراض النفسانيّة والدواعي 4 الدنياويّة لأقوام استولت عليهم محبّة الجاه والرياسة ، واستيفاء اللذّات والشهوات ، والتقرّب إلى الحكّام والولاة من أهل الجور ، فوضعوا الأحاديث ، وحرّفوا الكلم عن مواضعها ، كلّ قوم على وفق مقاصدهم ومآربهم، فلأجل هذه الأسباب الفاسدة ، والأغراض الكاسدة ، والأمراض القلبيّة ، والأسقام النفسانيّة اختلفت الروايات والأخبار .
قال قدس سره : فيها . [ ص8 ]
أقول : أي في الرواية وتحقيق الأمر فيها ورفع الاختلاف فيها .
قال قدس سره : علم الدين . [ ص8 ]

1.الإسراء(۱۷) : ۹۷ .

2.الأنعام(۶) : ۸۸ .

3.أي تتفاوت .

4.في المخطوطة : «الداعي» .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    المساعدون :
    الجليلي، نعمة الله؛ مهدي زاده، مسلم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 42721
الصفحه من 476
طباعه  ارسل الي