309
موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1

المَواضِعِ فَتَنبُتُ فيهَا الشَّعرُ ، كَما يَنبُتُ العُشبُ في مُستَنقَعِ المِياهِ . أفَلا تَرى إلى هذِهِ المَواضِعِ أستَرَ وأهيَأَ لِقَبولِ تِلكَ الفَضلَةِ مِن غَيرِها .
ثُمَّ إنَّ هذِهِ تُعَدُّ مِمّا يَحمِلُ الإِنسانُ مِن مَؤونَةِ هذا البَدَنِ وتَكاليفِهِ لِما لَهُ في ذلِكَ مِنَ المَصلَحَةِ ؛ فَإِنَّ اهتِمامَهُ بِتَنظيفِ بَدَنِهِ ، وأخذِ ما يَعلوهُ مِنَ الشَّعرِ مِمّا يَكسِرُ بِهِ شِرَّتَهُ ۱ ويَكُفُّ عادِيَتَهُ ۲ ويَشغَلُهُ عَن بَعضِ مايُخرِجُهُ إلَيهِ الفَراغُ مِنَ الأَشَرِ ۳ وَالبِطالَةِ . ۴

ب ـ حِفظُ حَرارَةِ البَدنِ

۸۸۸.الإمام الصادق عليه السلامـ في عِلَّةِ جَعلِ الشَّعرِ عَلَى الرَّأسِ مِن فَوقِهِ ـ: جُعِلَ الشَّعرُ مِن فَوقِهِ لِيوصِلَ بِوُصولِهِ الأَدهانَ إلَى الدِّماغِ ، ويُخرِجَ بِأَطرافِهِ البُخارَ مِنهُ ، ويَرُدَّ الحَرَّ وَالبَردَ الوارِدَينِ عَلَيهِ . ۵

ج ـ السَّيطَرَةُ عَلَى الشَّهوَةِ الجِنسِيَّةِ

۸۸۹.الإمام عليّ عليه السلام :ما كَثُرَ شَعرُ رَجُلٍ قَطُّ إلاّ قَلَّت شَهوَتُهُ . ۶

۸۹۰.المعجم الكبير عن ابن عبّاس :شَكا رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله العُزوبَةَ فَقالَ : ألا أختَصي؟

1.الشِّرَّة : الحِدَّةُ . يُقالُ : أعوذ باللّه مِن شِرَّة الغضب (المعجم الوسيط ، ج ۱ ، ص ۴۷۸) .

2.العادية : الظلم والشرّ (تاج العروس ، ج ۱۹ ، ص ۶۶۶) .

3.الأشَر : البطر والفرح والغرور (تاج العروس ، ج ۶ ، ص ۲۴) .

4.بحار الأنوار ، ج ۳ ، ص ۷۶ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

5.الخصال ، ص ۵۱۲ ، ح ۳ ، علل الشرائع ، ص ۱۰۰ ، ح ۱ كلاهما عن الربيع صاحب المنصور ، بحار الأنوار ، ج ۱۰ ، ص ۲۰۶ ، ح ۹ .

6.كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۳ ، ص ۴۷۲ ، ح ۴۶۴۹ عن إسماعيل بن أبي زياد عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، مكارم الأخلاق ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ ، ح ۱۷۴۴ عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام ، عوالي اللآلي ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ، ح ۱۲۸ ، بحار الأنوار ، ج ۱۰۴ ، ص ۸۷ ، ح ۵۲ .


موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
308

فَقالَ عليه السلام : إنَّ للّهِِ ـ تَبارَكَ اسمُهُ ـ في ذلِكَ عَلَى العَبدِ نِعَماً لايَعرِفُها فَيَحمَدَ عَلَيها !
اِعلَم أنّ آلامَ البَدَنِ وأدواءَهُ تَخرُجُ بِخُروجِ الشَّعرِ في مَسامِّهِ ، وبِخُروجِ الأَظفارِ مِن أنامِلِها ؛ ولِذلِكَ اُمِرَ الإِنسانُ بِالنّورَةِ ۱ ، وحَلقِ الرَّأسِ ، وقَصِّ الأَظفارِ في كُلِّ اُسبوعٍ ؛ لِيُسرِ عَ الشَّعرُ والأَظفارُ فِي النَّباتِ ، فَتَخرُجَ الآلامُ وَالأَدواءُ بِخُروجِها ، وإذا طالا تَحَيَّرا وقَلَّ خُروجُهُما ، فَاحتَبَسَتِ الآلامُ وَالأَدواءُ فِي البَدَنِ ، فَأَحدَثَت عِلَلاً وأوجاعاً ، ومُنِعَ ـ مَعَ ذلِكَ ـ الشَّعرُ مِنَ المَواضِعِ الَّتي يَضُرُّ بِالإِنسانِ ويُحدِثُ عَلَيهِ الفَسادَ وَالضَّرَرَ ؛ لَو نَبَتَ الشَّعرُ فِي العَينِ ألَم يَكُن سَيُعمِي البَصَرَ؟ ولَو نَبَتَ فِي الفَمِ ألَم يَكُن سَيُغِصُّ عَلَى الإِنسانِ طَعامَهُ وشَرابَهُ؟ ولَو نَبَتَ في باطِنِ الكَفِّ ألَم يَكُن سَيُعَوِّقُهُ عَن صِحَّةِ اللَّمسِ وبَعضِ الأَعمالِ؟ فَلَو نَبَتَ في فَرجِ المَرأَةِ أو عَلى ذَكَرِ الرَّجُلِ ألَم يَكُن سَيُفسِدُ عَلَيهِما لَذَّةَ الجِماعِ؟ فَانظُر كَيفَ تَنَكَّبَ ۲ الشَّعرُ هذِهِ المَواضِعَ ؛ لِما في ذلِكَ مِنَ المَصلَحَةِ .
ثُمَّ لَيسَ هذا فِي الإِنسانِ فَقَط ، بَل تَجِدُهُ فِي البَهائِمِ وَالسِّباعِ وسائِرِ المُتَناسِلاتِ ؛ فَإِنَّكَ تَرى أجسامَهُنَّ مُجَلَّلَةً بِالشَّعرِ ، وتَرى هذِهِ المَواضِعَ خالِيَةً مِنهُ لِهذا السَّبَبِ بِعَينِهِ ، فَتَأَمَّلِ الخِلقَةَ كَيفَ تَتَحَرَّزُ وُجوهَ الخَطَاَوَالمَضَرَّةِ ، وتَأتي بِالصَّوابِ وَالمَنفَعَةِ .
إنَّ المَنانِيَّةَ ۳ وأشباهَهُم حينَ اجتَهَدوا في عَيبِ الخِلقَةِ وَالعَمدِ ، عابُوا الشَّعرَ النّابِتَ عَلَى الرَّكَبِ ۴ وَالإِبطَينِ ، ولَم يَعلَموا أنَّ ذلِكَ مِن رُطوبَةٍ تَنصَبُّ إلى هذِهِ

1.النُّورة : حجر يُحرق ويُسوّى منه الكلس ، ويُحلق به شعر العانة (تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۵۶۶) .

2.تنكَّبَهُ : تجنّبه (الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۲۸) .

3.وفي نسخة : المانويّة (هامش المصدر) .

4.الرَّكَبُ : مَنبِت العانة (الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۳۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الأحاديث الطّبيّة ج1
    المساعدون :
    خوش نصيب، مرتضي؛ سبحاني نيا، محمد تقي؛ افقي، رسول؛ سعادت فر، احمد
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 151072
الصفحه من 421
طباعه  ارسل الي