293
مكاتيب الأئمّة ج6

وفي رواية اُخرى : محمّد بنّ عليّ الصيمَرِيّ ۱ قال : دخلت على أبي أحمد عبيد اللّه بن عبد اللّه وبين يديه رُقعة أبي محمّد عليه السلام فيها :
إنِّي نَازَلتُ اللّهَ فِي هَذَا الطَّاغِي ـ يعني الزبيري ـ ، وَهُوَ آخِذُهُ بَعدَ ثَلاثٍ .
فلمّا كان في اليوم الثالث فُعل به ما فُعل . ۲

32

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن بُلبُل

۰.أبو طاهر : قال محمّد بن بُلبُل۳: تقدّم المعتزّ إلى سعيد الحاجب۴أن أخرج أبا محمّد إلى الكوفة ، ثمّ اضرب عنقه في الطريق . فجاء توقيعه عليه السلام إلينا :الّذي سَمِعتُمُوهُ تُكفَونَهُ .
فخُلع المعتزّ بعد ثلاث وقُتل . ۵

1.. في المصدر : « السمُريّ » بدل « الصيمريّ » .

2.. كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۲۹۷ ح ۷۲ نقلاً عنه .

3.. قد مرّ سابقاً ، «بن بُلبُل» مصحّف «بن بلال ».

4.. أحد قوّاد المتوكّل ، قدم معه ـ فيما قرأته بخطّ عبد اللّه بن محمّد الخطّابيّ ـ دمشق سنة ثلاث وأربعين ومئتين ، وسعيد هذا هو الّذي تولّى قتل المستعين بعدما استتبّ الأمر للمعتزّ ( تاريخ دمشق : ج ۲۱ ص ۳۳۹ الرقم ۲۵۷۸ ) .

5.. المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۴۳۲ .


مكاتيب الأئمّة ج6
292

عبد اللّه بن طاهر 1 وبين يديه رُقعة أبي محمّد عليه السلام فيها :إِنِّي نَازَلتُ 2 اللّهَ فِي هَذَا الطَّاغِي ـ يعني المستعين 3 ـ ، وَهُوَ آخِذُهُ بَعدَ ثَلاثٍ .
فلمّا كان اليوم الثالثُ خَلَعَ ، وكان من أمره ما كان إلى أن قُتل . 4

1.. أبو أحمد المصعبيّ ، عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعيّ ، كان أميرا ، وولي الشرطة ببغداد خلافةً من أخيه محمّد بن عبد اللّه ، ثمّ استقلّ بها بعد موت أخيه في خلافة المعتزّ ، وكان سيّدا ، وإليه انتهت رئاسة أهله ، وكان شاعرا لطيفا ، وله كتب . . . » ( راجع : وفيات الأعيان : ج ۳ ص ۱۲۰ ) .

2.. قال الجزري : نازلت ربّي في كذا ، أي : راجعته وسألته مرّة بعد مرّة ، وهو مفاعلة من النزول عن الأمر أو من النزال في الحرب ، وهو تقابل القرنين .

3.. قال ابن أبي الفتح الإربليّ : قال الطبرسيّ في كتابه إعلام الورى : الباب العاشر في ذكر الإمام الزكيّ أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه السلام ، وفيه أربعة فصول : الفصل الأوّل : في تاريخ مولده ومبلغ سنّه ووقت وفاته عليه السلام ؛ كان مولده بالمدينة يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومئتين ، وقبض بسُرّ مَن رَأى لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومئتين ، وله يومئذٍ ثمان وعشرون سنة ، وأُمّه أُمّ ولد يُقال لها : حديث . وكانت مدّة خلافته ستّ سنين . ولقبه : الهاديّ والسراج والعسكريّ ، وكان هو وأبوه وجدّه يُعرف كلّ منهم في زمانه بابن الرضا ، وكانت في سني إمامته بقيّة ملك المعتزّ أشهرا ، ثمّ ملك المهتدي أحد عشر شهراً وثمانية وعشرين يوماً ، ثمّ ملك أحمد المعتمد على اللّه ابن جعفر المتوكّل عشرين سنة وأحد عشر شهراً ، وبعد مضيّ خمس سنين من ملكه قبض اللّه أبا محمّد عليه السلام ، ودُفن في داره بسُرّ مَن رَأى في البيت الّذي دُفن فيه أبوه عليه السلام . وذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه عليه السلام مضى مسموماً ، وكذلك أبوه وجدّه ، وجميع الأئمّة عليهم السلام خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلّوا على ذلك بما روي عن الصادق عليه السلام : « واللّه ما منّا إلّا مقتول أو شهيد » ، واللّه أعلم بحقيقة ذلك . قلت : قد تقدّم قبل هذا أنّه عليه السلام كتب : « إنّي نازلت اللّه في هذا الطاغي » يعني المستعين . والطبرسي لم يعدّ المستعين من الخلفاء الّذين كانوا في زمانه عليه السلام ، وكان هذا وأمثاله من غلط الرواة والنسّاخ ، فإنّ المستعين بويع له في أوائل ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومئتين ، وكانت مدّة ملكه ثلاث سنين وتسعة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، فلا يكون ملكه في أيّام إمامة أبي محمّد عليه السلام ، فكيف ينازل اللّه فيه ؟ فإمّا أن يكون غير المستعين ، أو يكون المنازل أبو الحسن أبوه عليه السلام ، وللتحقيق حكم ( كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۲۰ ) .

4.. الغيبة للطوسي : ص۲۰۴ ، الخرائج والجرائح : ج۱ ص۴۲۹ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج۴ ص۴۳۰ ، وفيه : « عمرو بن محمّد بن رَيّان الصيمَرِيّ » بدل « عليّ بن محمّد بن زياد الصيمَريّ » ، كشف الغمّة : ج۳ ص ۲۱۸ وفيهما : « أحمد بن عبد اللّه بن طاهر » بدل « أحمد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر » ، مهج الدعوات : ص ۳۲۸ وفيه « حدّث محمّد بن عمر المكاتب عن عليّ بن محمّد بن زياد الصيمَرِيّ ، صهر جعفر بن محمود الوزير على ابنته أُمّ أحمد ، وكان رجلاً من وجوه الشيعة وثقاتهم ، ومقدّماً في الكتابة والأدب والعلم والمعرفة ، قال : دخلت على أبي أحمد . . . فلمّا كان في اليوم الثالث خُلع ، وكان من أمره ما رواه الناس في إحداره إلى واسط وقتله » ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۲۴۹ ح ۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 110756
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي