57
حكم النّبيّ الأعظم ج2

حكم النّبيّ الأعظم ج2
56

۱۴۳۵.عنه صلى الله عليه و آلهـ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ ـ: يا مَن لا يُتَوَكَّلُ إِلّا عَلَيهِ . ۱

۱۴۳۶.عنه صلى الله عليه و آله :لا تَتَّكِل إِلى ۲ غَيرِ اللّه ِ ، فَيَكِلَكَ اللّه ُ إِلَيهِ . ۳

3 / 75

الوليّ ، المولى

الوليّ لغةً

«الوليّ» على وزن فعيل مشتقّ من «ولي» بمعنى القرب والدنوّ . ۴
قال الفيوميّ : «الوليّ» فعيل بمعنى فاعل من «وليه» إِذا قام به ، ومنه «اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ»۵ ... و«الوليّ» بمعنى مفعول في حقّ المطيع فيقال : المؤمن وليّ اللّه . ۶
قال ابن الأَثير : في أَسماء اللّه تعالى «الوليّ» هو الناصر . وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق ، القائم بها . ۷

الوليّ في القرآن والحديث

إِنّ مشتقّات مادّة «ولي» قد نسبت إِلى اللّه تعالى زُهاء ستّ وأَربعين مرّة ، وقد وردت صفة «الوليّ» بصيغة الإفراد والجمع ثلاثا وعشرين مرّةً ، كما حصرت سبعُ آيات صفة «الوليّ» مع صفة «النَّصير» في اللّه عز و جل ، ۸ كما انحصرت الولاية في اللّه تعالى في أَربع آيات ، ۹ وقد ذكرت عشر آيات أَنّ اللّه وليّ المؤمنين والخاصّة من النَّاس ، ۱۰ وجاءت صفة «الوليّ» مع صفة «الحميد» في آية واحدة ، ۱۱ وورد تعبير «كفى باللّه وليّا» في آية واحدة أَيضا . ۱۲
عندما تنسب الآيات والأَحاديث صفة «الوليّ» إِلى اللّه ، فهي تريد القائم بالأُمور ، أمّا مناسبة هذا المعنى للمعنى الأَصليّ لمادّة «ولى» أي : القرب والدنوّ ، فيبدو أنّ بين الوليّ بمعنى الفاعل ، والوليّ بمعنى المفعول قُربا ؛ لأنّ الوليّ بمعنى المفعول يتبع الوليّ بمعنى الفاعل ، فلا افتراق ولا انفصال بينهما ، بل بينهما في الحقيقة صلة إِشراف وطاعة ودّيّة قائمة على الاعتقاد .
إنّنا نلاحظ في بعض الآيات والأَحاديث أنّ الولاية قد انحصرت في اللّه وحده حينا ، وولايته سبحانه بالنسبة إِلى جميع الموجودات هي المقصودة حقّا ، لكنّها اختصّت بثلّة خاصّة كالمؤمنين حينا آخر ، فيتسنى لنا أن نقول في هذا المجال أنّ ولاية اللّه تنقسم إلى ولاية عامّة وولاية خاصّة ، فولايته العامّة سبحانه تشمل جميع الموجودات ، ذلك أنّه تعالى قائم بأُمور جميع الموجودات في العالم . أمّا ولايته الخاصّة فتقتصر على من رضي بولايته الشرعيّة ـ جلّ شأنه ـ واتّبع تعاليمه وأَحكامه طوعا ، ويتولّى اللّه تعالى ولايته بالنسبة إلى أَمثال هؤلاء عن طريق إِرسال الرسل وإِنزال الشرائع ، وكذلك الإمدادات الخاصّة .

1.البلد الأمين : ص ۴۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۸۹ .

2.كذا في المصدر والصحيح : «على» .

3.مستدرك الوسائل : ج ۱۱ ص ۲۱۷ ح ۱۲۷۹۰ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .

4.الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۲۸ ، معجم مقاييس اللغة : ج ۶ ص ۱۴۱ ، المصباح المنير : ص ۶۷۲ .

5.البقرة : ۲۵۷ .

6.المصباح المنير : ص ۶۷۲ .

7.النهاية : ج ۵ ص ۲۲۷ .

8.البقرة : ۱۰۷ ، التوبة : ۱۱۶ ، الكهف : ۲۶؛ العنكبوت : ۲۲ ، الأحزاب : ۶۵ ، ۱۷ ، الشورى : ۳۱ .

9.الأنعام : ۵۱ ، ۷۰ ، هود : ۱۱۳ ، الشورى : ۹ .

10.البقرة : ۲۵۷ ، آل عمران : ۶۸ ، ۱۲۲ ، النساء : ۱۷۳ ، المائدة : ۵۵ ، الأنعام : ۱۲۷ ، الأعراف : ۱۹۶ ، سبأ : ۴۱ ، الجاثية : ۱۹ ، يوسف : ۱۰۱ .

11.الشورى : ۲۸ .

12.النساء : ۴۵ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 166011
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي