والواضحة عن النبيّ صلى الله عليه و آله في تفسير هذا العنوان ، وسيرته العمليّة في هذا المجال .
والملاحظة الملفتة للنظر ، أنّ خلود حديث الثّقلين ، وتأكيد رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أنّ القرآن وأهل البيت لا يفترقان إلى يوم القيامة وأنّ من الواجب على الاُمّة الإسلاميّة اتّباعهما ، يدلّان بوضوح على أنّ مصاديق أهل البيت لا تنحصر في أصحاب الكساء الّذين استشهد آخرهم ـ وهو الإمام الحسين عليه السلام ـ بعد خمسين عاما من رحيل النبيّ صلى الله عليه و آله ، بل اُضيف إليهم تسعة من أبناء الإمام الحسين عليه السلام ، كما ورد التصريح به في روايات أهل البيت .
فقد روي عن الإمام عليّ عليه السلام في بيان معنى عترة النبيّ صلى الله عليه و آله قوله :
أنا وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وَالأئِمَّةُ التِّسعَةُ مِن وُلدِ الحُسَينِ ، تاسِعَهُم مَهدِيُّهُم وقائِمُهُم ، لا يُفارِقونَ كِتابَ اللّهِ ولا يُفارِقُهُم حَتَّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَوضَهُ .۱
وعلى الرغم من أنّ «العترة» لم تطبّق بهذه الصراحة في الأحاديث المعتبرة لأهل السنّة على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيت الرسالة ، ولكنّ الأحاديث الّتي تؤكّد أنّ خلفاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله اثنا عشر شخصا لا يمكن تبريرها ۲ إلّا بالأساس العقيدي لأتباع أهل البيت ، مثل الحديث التالي :
لا يَزالُ الدِّينُ قائِما حَتَّى تَقومَ السّاعَةُ ، أو يَكونَ عَلَيكُم اثنا عَشَرَ خَليفَةً ، كُلُّهُم مِن قُرَيشٍ .۳
وجاء في نقل آخر :