مسؤوليّة التخطيط للتبليغ
يتّضح ، من خلال التأمّل في ميزان تأثّر المخاطبين واختلافهم في درجات الاستيعاب الذاتي والاكتسابي ، مدى أهمّية وضع خطّة تبليغيّة صحيحة وصعوبتها . وهذا ، في الحقيقة ، يُلقي مسؤوليّة مضاعفة على عاتق المبلّغين والمؤسّسات الإعلاميّة والمراكز الثقافيّة ، خاصّة الإذاعة والتلفزيون في النظام الإسلامي ، ويدعوها إلى وضع الخطط الإعلاميّة المناسبة والمفيدة .
2 . عدم الاصطدام مع الرغبات الفطريّة للناس
أحد العيوب التي ترافق عمليّة التبليغ ، بشكل عامّ ، هو تحويل التبليغ إلى عملٍ مضادّ للذات من قبل المبلّغ نفسه . وكثيراً ما يقع في مجالات الإعلام السياسي والاجتماعي والثقافي أن ينجم عن الإعلام تأثير معاكس ، ويعزى أحد أسباب هذه الظاهرة إلى عدم أخذ الجانب النفسي بنظر الاعتبار ؛ فيجيء العمل التبليغي أو الإعلامي متعارضاً مع الحاجات الفطريّة والطبيعيّة للناس . يقول الاُستاذ مطهّري في هذا المجال :
«أحد موجبات التخلّف الديني ، من زاوية علم النفس الديني ، أن يخلق المتصدّون لشؤون الدين تعارضاً بين الدين وإحدى الحاجات الطبيعيّة ، خاصّة إذا كانت تلك الحاجة ظاهرة على صعيد الرأي العامّ وتهمّ المجتمع بأسره» . ۱
إذا حصل نوع من التضادّ في خطّة التبليغ الديني بين الدين وحقوق الناس السياسيّة أو الاجتماعيّة أو الفرديّة ، فإنّ العمل التبليغي سيكون مآله إلى الفشل ، بل أكثر من ذلك سيتحوّل إلى عملٍ مضادّ للتبليغ . وانطلاقاً من هذه الرؤية ، فإنّ الذين يفسّرون التديّن بمعنى عدم احترام الحقوق السياسيّة للشعب ، والحجر على الحريّة