59
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

3 / 1 ـ 1

الميثاقُ الفِطرِيُّ

الكتاب

«وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـذَا غَـفِلِينَ » . ۱

«أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـبَنِى ءَادَمَ أَن لَا تَعْبُدُواْ الشَّيْطَـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَ أَنِ اعْبُدُونِى هَـذَا صِرَ طٌ مُّسْتَقِيمٌ » . ۲

الحديث

۳۴۱۶.تفسير العيّاشي عن زرارة :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ : «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ» إِلى قوله : «أَنفُسِهِمْ» .
قالَ : أَخرَجَ اللّهُ مِن ظَهرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ إِلى يَومِ القِيامَةِ ، فَخَرَجوا وهُم كَالذَّرِّ ۳ ، فَعَرَّفَهُم نَفسَهُ وأَراهُم نَفسَهُ ، ولَولا ذلِكَ ما عَرَفَ أَحَدٌ رَبَّهُ ، وذلِكَ قَولُهُ : «وَ لَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ»۴ . ۵

۳۴۱۷.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى :«وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ»إِلى قَولِهِ :«شَهِدْنَا»ـ: ثَبَتَتِ المَعرِفَةُ ونَسُوا المَوقِفَ وسَيَذكُرونَهُ ، ولَولا ذلِكَ لَم يَدرِ أحَدٌ مَن خالِقُهُ ولا مَن رازِقُهُ . ۶

1.الأعراف : ۱۷۲ .

2.يس : ۶۰ و ۶۱ .

3.في بيان معنى عالَم الذّر وتفسير الآية الكريمة راجع الميزان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۳۰۶ ـ ۳۳۰ .

4.لقمان : ۲۵ .

5.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۴۰ ح ۱۱۱ ، التوحيد : ص ۳۳۰ ح ۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۷۹ ح ۱۱ .

6.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۴۰ ح ۱۱۲ ، علل الشرايع : ص ۱۱۷ ح ۱ وفيه «الموقت» بدل «الموقف» والظاهر أنّه تصحيف وكلاهما عن زرارة ، الثاقب في المناقب : ص ۵۶۷ ح ۵۰۸ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۰۹ ، مختصر بصائر الدرجات: ص۱۶۱ والثلاثة الأخيرة عن أبيهاشم عن الإمام العسكري عليه السلام ، بحار الأنوار: ج ۵ ص ۲۴۳ ح ۳۲ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
58

أمّا الفطرة القلبية لمعرفة اللّه تعني : أنّ اللّه سبحانه قد جعل معرفته في قلب الإنسان وروحه بحيث لو ارتفعت الحجب وأُزيلت الحواجز ، تجلّت تلك المعرفة الأصيلة ، فيجد الإنسان نفسه في رحاب الخالق .
بناءً على هذا ، فإنّ التفاوت بين المعرفة الفطريّة العقليّة والقلبيّة ، كالفرق بين العلم والوجدان ، أو بتعبير نصّ الروايات كالفرق بين الإيمان واليقين .

أَوضح براهين التوحيد الفطريّ

إِنّ القسم الثالث من النصوص التي أُشير إِليها تبيّن أَوضح البراهين التجربيّة على التوحيد الفطريّ ، وقد استند إِليها القرآن مرارا لتعريف اللّه تعالى كحقيقة يعرفها الإنسان ذاتيّا ويجد نفسه محتاجا إِليها .
إِنّ التجربة تدلّ على أنّ مشكلات الحياة إِذا ألمّت بالإنسان ، وعجزت كلّ السبل والحِيَل عن حلّها وعلاجها ، أزالت يد البلاء القويّة حجب المعرفة ، وحينئذٍ يغدو الناس جميعا حتّى المنكرون للّه عارفين باللّه مستمدّينه في أُمورهم .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 107475
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي