439
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

إِلى شِركِهِ . أَما تَسمَعُ اللّهَ عز و جل يَقولُ: «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» . ۱
فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ: أَيُّهَا الفُقَراءُ إِلى رَحمَتي، إِنّي قَد أَلزَمتُكُمُ الحاجَةَ إِلَيَّ في كُلِّ حالٍ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أَمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ، فَإِنّي إِن أَرَدتُ أَن أُعطِيَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم، وإِن أَرَدتُ أَن أَمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إِعطائِكُم، فَأَنَا أَحَقُّ مَن سُئِلَ وأَولى مَن تُضُرِّعَ إِلَيهِ، فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أَمرٍ صَغيرٍ أَو عَظيمٍ . «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» أَي أَستَعينُ عَلى هذَا الأَمرِ بِاللّهِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إِذَا استُغيثَ، وَالمُجيبِ إِذا دُعِيَ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ، بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينَا، الرَّحيمِ بِنا في أَديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا، خَفَّفَ عَلَينَا الدّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمَيُّزِنا مِن أَعدائِهِ. ۲

۴۰۲۶.الإمام الباقر عليه السلام :«اللّهُ» مَعناهُ المَعبودُ الَّذي أَلِهَ الخَلقُ عَن دَركِ ماهِيَّتِهِ ، وَالإِحاطَةِ بِكَيفِيَّتِهِ ، ويَقولُ العَرَبُ: أَلِهَ الرَّجُلُ إِذا تَحَيَّرَ فِي الشَّيءِ فَلَم يُحِط بِهِ عِلما ، ووَلَهَ إِذا فَزِعَ إِلى شَيءٍ مِمّا يَحْذَرُهُ ويَخافُهُ ، فَالإلهُ هُوَ المَستورُ عَن حَواسِّ الخَلقِ . . . فَمَعنى قَولِهِ: «اللّهُ أَحَدٌ» المَعبودُ الَّذي يَألَهُ الخَلقُ عَن إِدراكِهِ ، وَالإِحاطَةِ بِكَيفِيَّتِهِ ، فَردٌ بِإِلهِيَّتِهِ ، مُتَعالٍ عَن صِفاتِ خَلقِهِ . ۳

1.الأنعام: ۴۰ و ۴۱ .

2.التوحيد: ص ۲۳۱ ح ۵، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ص ۲۷ ح ۹ كلاهما عن يوسف بن محمّد بن زياد و عليّ بن محمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۲ ح ۱۴ .

3.التوحيد : ص ۸۹ ح ۲ عن وهب بن وهب القرشي عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۲۲ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
438

عَن دَركِ الأَبصارِ ، المَحجوبُ عَنِ الأَوهامِ وَالخَطَراتِ . ۱

۴۰۲۳.عنه عليه السلام :«اللّهُ» أَعظَمُ اسمٍ مِنَ أَسماءِ اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الاِسمُ الَّذي لا يَنبَغي أَن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ ، ولَم يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ . ۲

۴۰۲۴.عنه عليه السلام :لا إِلهَ إِلَا اللّهُ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ ووارِثُهُ، لا إِلهَ إِلَا اللّهُ إِلهُ الآلِهَةِ. ۳

۴۰۲۵.الإمام زين العابدين عليه السلامـ لَمّا سُئِلَ عَن مَعنى بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ـ: حَدَّثَني أَبي، عَن أخيهِ الحَسَنِ عَن أبيهِ أَميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام : أَنَّ رَجُلاً قامَ إِلَيهِ فَقالَ: يا أَميرَ المُؤمِنينَ، أخبِرني عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ما مَعناهُ؟
فَقالَ: إِنَّ قَولَكَ «اللّهُ» أَعظَمُ اسمٍ مِن أَسماءِ اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الاِسمُ الَّذي لا يَنبَغي أَن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ، ولَن يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ.
فَقالَ الرَّجُلُ: فَما تَفسيرُ قَولِهِ : «اللّه »؟
قالَ: هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ ۴ إِلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مخَلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن هُوَ دونَهُ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ، وذلِكَ أَنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ في هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها ـ وإِن عَظُمَ غِناؤُهُ وطُغيانُهُ وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دونَهُ إِلَيهِ ـ فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها، فَيَنقَطِعُ إِلَى اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ، حَتّى إِذا كَفى هَمَّهُ عادَ

1.التوحيد : ص۸۹ ح ۲ عن وهب بن وهب القرشي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار: ج ۳ ص۲۲۲ .

2.التوحيد : ص ۲۳۱ ح ۵ عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار عن الإمام العسكري عن الإمام زين العابدين عليهماالسلام ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۷ ح ۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۴۴ .

3.بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۲۲۲ نقلاً عن الدروع الواقية وراجع مصباح المتهجّد: ص ۶۰۱ والإقبال: ج ۱ ص ۱۰۲ .

4.ألَهَ : عَبَدَ ، وألَهَ: تحيَّر (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۲۳).

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 104990
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي