87
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

العَقلُ عَقلانِ: عَقلُ الطَّبعِ وعَقلُ التَّجرِبَةِ وكِلاهُما يُؤَدِّي المَنفَعَةَ.۱
وفي حديث آخر عنه عليه السلام :
فِي التَّجارِبِ عِلمٌ مُستَأنَفٌ.۲
وما أوجز وأبلغ ما قاله الإمام علي عليه السلام في هذا الشأن :
رَأيُ الرَّجُلِ عَلى قَدرِ تَجرِبتِهِ.۳
أي : كلّما ازدادت تجارب الإنسان فيما يبدي فيه الرأي من المسائل كان أقرب إلى الواقع . بعبارة اُخرى : من كان أكثر خبرةً وتجربةً كان رأيه أكثر سداداً ، وفي رواية اُخرى عنه عليه السلام :
أملَكُ النّاسِ لِسَدادِ الرَّأيِ كُلُّ مُجَرَّبٍ۴
وعليه ، فإنّ الإمام عليه السلام يعتبر العلم الذي يحصل عن طريق التجربة أدقَّ من العلم الذي يُحصَّل في قاعة الدراسة ، وفي رأيه عليه السلام أن الطبَّ التجربي أقرب إلى الحِكمة وعلم الطبِّ من الطبِّ النظري والدراسة النظرية . ولذلك قال عليه السلام :
المُجَرَّبُ أحكَمُ مِنَ الطَّبيبِ۵
ففي رأي الإمام بشكل عام أنّه لو توفّرت التجربة الكافية في أيّ عمل لكان ذلك العمل صحيحا وقد انجز على الوجه الذي ينبغي له ، إذ يقول عليه السلام :
مَن حَفِظَ التَّجارِبَ أصابَت أفعالُهُ.۶

1.راجع : ج ۲ ص ۱۲۷ ح ۱۷۷۲ .

2.راجع : ج ۲ ص ۱۲۷ ح ۱۷۷۳ .

3.غرر الحكم : ح ۵۴۲۶ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۲۶۹ ح ۴۹۴۳ .

4.غرر الحكم : ح ۳۰۴۸ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۱۹ ح ۲۷۰۴ .

5.غرر الحكم : ح ۱۲۰۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ج ۴۵ ص ۱۱۲۸ .

6.غرر الحكم : ح ۹۱۸۰ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
86

والتحقيق الكامل والاستقصاء المستوفى فهي تستدعي زلل الفكر والخطأ في التحليل ، مصداقا لقول أميرالمؤمنين عليه السلام :
العَجَلُ يوجِبُ العِثارَ۱
وروي عن نبيّ الإسلام صلى الله عليه و آله أنّه قال :
مَن تَأَنّى أصَابَ أو كادَ ، ومَن عَجِلَ أخطَأَ أو كَادَ۲.
فالتأنّي يقرّب الباحث من الرأي الصائب . فإذا ما توفّرت له الشروط اللازمة لتصحيح العقيدة أيضا أصاب الواقع ، وإلَا فلا أقَلَّ أصبح قريبا منه . وبالعكس ، فإنّ العجلة تُدني الباحث من الخطأ ، وحتّى لو أنّ العجول قد أصاب في تحليلاته فذلك من قبيل المصادفة ، ولهذا أوصى الإمام علي عليه السلام ابنه الحسن المجتبى عليه السلام قائلاً :
أَنهاكَ عَنِ التَّسَرُّعِ بِالقَولِ وَالفِعلِ۳

2 . التجربة

إنّ آراء اُولئك الذين لا يتمتّعون بالتجربة والخبرة اللازمة لإبداء الرأي وعقائدهم وتحليلاتهم عادةً مّا غير واقعية وغير صائبة .
ويصوّر الإمام عليّ عليه السلام دور التجربة وتأثيرها في المعرفة بقوله :
كُلُّ مَعرِفَةٍ تَحتاجُ إِلَى التَّجارِبِ.۴
وفي حديث آخر يقسّم الإمام عليه السلام المعارف العقليّة إلى قسمين حيث يقول :

1.غرر الحكم : ح ۴۳۲ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۳۹ ح ۸۴۸ .

2.المعجم الكبير : ج ۱۷ ص ۳۱۰ ح ۸۵۸ ، المعجم الأوسط : ج ۳ ص ۲۵۹ ح ۳۰۸۲ ، مسند الشهاب : ج ۱ ص۲۳۲ ح ۳۶۳ ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۹۹ ح ۵۶۷۸ .

3.الأمالي للمفيد : ص ۲۲۱ ح ۱ ، الأمالي للطوسي : ج ۷ ص ۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۳۳۹ ح ۵ و ج ۷۸ ص ۹۸ .

4.راجع : ج ۲ ص ۱۲۸ ح ۱۷۷۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 186174
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي