85
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

عنوان «موانع المعرفة».

شروط تصحيح العقيدة

هذه الشروط هي التي تُعْوزُ المحقّق حتّى يدرك الحقيقة، و بغيرها لايتسنّى له الاطمئنان إلى نتائج تحقيقاته. وهي عبارة عن:
1 . التأنّي
2 . التجربة
3 . تمركز الفكر
4 . حركة الفكر
5 . تبادل النظر
6 . الإمدادات الغيبية .

1 . التأنّي

وهو عدم التسرّع في إبداء الرأي ، والانتظار حتّى يتبلور . فحينما يفكر الباحث في مسألةٍ مّا يتوصّل مبدئيا إلى فكرة ساذجة لا يصحّ أن يعتمد عليها ، والتأنّي يتيح للباحث الفرصة بالتدريج عن طريق المطالعة الدقيقة وأخذ الأبعاد المختلفة للمسألة المعنيَّة في دائرة النظر ومراعاتها من جميع الجوانب ، حتّى يعرض فكرته ناضجةً قابلةً للاعتماد عليها ، وقد قال الإمام علي عليه السلام :
الرَّأيُ مَعَ الأَناةِ ، وبِئسَ الظَّهيرُ الرَّأيُ الفَطيرُ۱.۲
ونقيض التأنّي هو العجلة ، ونظراً لأنها تحرم الباحث من فرصة الدراسة الضافية

1.الفَطير : كلّ ما اُعجل عن إدراكه (تاج العروس : ج ۷ ، ص ۳۵۱) .

2.كشف الغمّة : ج ۳ ص ۱۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۸۱ ح ۷۶ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
84

النظرية موطنا من مواطن الزلل الخطيرة التي تُسلُّ الفكر وتُضِلُّ الرأي دون أن يشعر صاحبه بانحرافه .
وقد عبّر الإمام علي عليه السلام بعبارة لطيفة عن هذا الموطن الخفي من الزلل فقال :
اللَّجاجَةُ تُسِلُّ۱
الرَّأيَ.۲

أي: كما يتسلّل السارق إلى الدار خلسةً فيسرق ما يشاء دون أن يشعر صاحبها، يتسلّل التعصّب واللجاج معا إلى الذهن، ويستحوذان على الفكر، فيصرفاه عن الصواب دون أن يشعر صاحبه، ومن ثمّ يسلبانه الرأي السديد.
وهكذا فالحقيقة ـ كما ورد في كلام أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام ـ هي أنّ اُولي التعصّب واللجاجة لايتأتّى لهم أن يكونوا من أصحاب الرأي. قال عليه السلام :
اللَّجوجُ لا رَأيَ لَهُ.۳
ولو أبدى اللجوج رأيا في قضيّة ما أو قضايا معيّنة وكان صائبا، فإن تعصّبه ولجاجته في إبداء رأيه يُفقدانه شأنه و وثاقته، كما قال الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام :
اللَّجاجُ يُفسِدُ الرَّأيَ۴
وأخيراً، فاللجاجة كما قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إيّاكَ وَاللَّجاجَةَ ؛ فَإِنَّ أوَّلَها جَهلٌ وآخِرَها نَدامَةٌ.۵
ومن الحريّ بالذكر إنّ ما جاء تحت عنوان «موانع تصحيح العقيدة» ـ كما اُشير ـ هي أهمّ الموانع ، وسوف يأتي ذكر كلّ الموانع في القسم السابع تحت

1.الإسْلالُ : السَّرِقَة الخفيّة ، وهي السِّلّة (النهاية : ج ۲ ص ۳۹۲) . والاستعمال هنا على المجاز .

2.راجع : ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۱۹۹۳ .

3.راجع : ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۱۹۹۴ .

4.راجع : ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۱۹۹۵ .

5.راجع : ج ۲ ص ۱۸۵ ح ۱۹۹۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 185703
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي