461
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

لخلق العقبات أمام الجيش العلوي الذي كان قوامه مِئة ألف مقاتل . فعزم الإمام عليه السلام على الرجوع والبحث عن معبر آخر ؛ لأنّه لم يُرد أن يستخدم القوّة العسكريّة ويقسر الناس على القيام بعمل شاقّ ، وهنا عرّف مالك نفسه لأهل الرقّة وهدّدهم ، فاضطرّوا إلى نصب جسر للعبور ، وعبر الجيش بالفعل .
5 ـ حال جيش معاوية دون وصول جيش الإمام عليه السلام إلى الماء ، فاستبسل ومعه الأشعث بن قيس حتى تمكّن الجيش من الحصول على الماء .
6 ـ تولّى مالك قيادة الخيّالة عند نشوب الحرب .
7 ـ كان له الدور الأكبر في صولات ذي الحجّة . وحين بدأت الحرب في شهر صفر ودامت ثمانية أيّام ، كان مالك في يومين منها قائدا عامّا لها على الإطلاق .
8 ـ كان مقاتلاً لا نظير له في المواجهات الفرديّة ، ولم ينكص قطّ عند مواجهة أحد .
9 ـ في الأيّام الأخيرة من المعركة ، كان حلّالاً للمشاكل العويصة فيها ، وكان يحضر بأمر مولاه حيثما ظهرت مشكلة فيبادر إلى حلّها .
10 ـ تألّق مالك تألّقا عظيما في وقعة الخميس وليلة الهرير .
11 ـ قاد مع أصحابه جولة مرعبة مهيبة من جولات صفّين ، فتقدّم حتى وصل خيمة معاوية فجرَ يومِ جمعةٍ ، ولم يكن بينه وبين الانتصار الأخير وإخماد نار الفتنة الاُمويّة إلّا خطوة واحدة ، فتآمر الأشعث والخوارج وأجبروا الإمام عليه السلام على إرجاعه ، فابتعد عن خيمة معاوية بقلب ملؤه الأسى ؛ كي لا يصل إلى مولاه أذى . فيا عجبا لكلّ هذا الإيثار مع ذلك التحجّر ، واسوداد ضمائر المناوئين للإمام عليه السلام ، وقبح سرائرهم ! !
إنّ أعظم ما تميّز به مالك هو معرفته العميقة للإمام عليه السلام وتواضعه أمام مولاه ، ذلك


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
460

9 / 10

قِتالُ الأَشتَرِ ودَورُهُ الأَساسِيُّ فِي الحَربِ

تؤدّي الحوادث العصيبة ومشقّات الحياة وصروف الدهر دورا مهمّا في صقل الناس ، وتبلور رفعتهم وعزّتهم .
إنّ هذا النوع من الحوادث كما يُجلّي عظمة الروح الإنسانيّة بنحو بيّن ، فإنّه يترك أثره العميق في إيجاد الأرضيّة التي تتبلور فيها شخصيّة الإنسان في بعض الأحيان ، وبها تتجلّى بواطن الناس ؛ فإنّه في صروف الدهر وحدثانه تُعرف حقيقة الإنسان ، وقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : «في تَقَلُّبِ الأَحوالِ عِلمُ جَواهِرِ الرِّجالِ» ۱ خير آية على هذه الحقيقة العميقة .
وهكذا كانت معركة صفّين مرآةً تجلّت فيها شخصيّة مالك المتألّقة في تاريخ التشيّع ؛ فقد كان الوجه البارز ، والبطل الشجاع الباسل في هذه الحرب .
1 ـ كان دور مالك واضحا في تحفيز الكوفيّين الذين كانوا يسمعون كلامه ، وفي إرسالهم إلى المعركة .
2 ـ كان له دور أساسي في تنظيم الجيش .
3 ـ كان مالك على مقدّمة الجيش ، وكانت هيمنته العظيمة ومواجهته البطوليّة لمقدّمة جيش معاوية ـ التي كان عليها أبو الأعور السلمي ـ قد أرغمتا هؤلاء على الفرار من الميدان .
4 ـ كان أهل الرقّة ۲ من أنصار عثمان ، فدمّروا الجسور المنصوبة على نهر الفرات

1.نهج البلاغة : الحكمة ۲۱۷ .

2.الرَّقّة : من مدن سوريا الحاليّة، وهي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام (راجع معجم البلدان : ج۳ ص۵۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 150836
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي