445
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

جُموعٌ لِأَهلِ الشّامِ عَظيمَةٌ ، فَاحتَمَلَتهُم حَتّى ألحَقَتهُم بِالمَيمَنَةِ ، وكانَ فِي المَيمَنَةِ إلى مَوقِفِ عَلِيٍّ فِي القَلبِ أهلُ اليَمَنِ ، فَلَمّا كَشِفُوا انتَهَتِ الهَزيمَةُ إلى عَلِيٍّ ، فَانصَرَفَ يَتَمَشّى نَحوَ المَيسَرَةِ ، فَانكَشَفَت عَنهُ مُضَرُ مِنَ المَيسَرَةِ ، وثَبَتَت رَبيعَةُ ۱ .

۲۴۸۹.تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج عن مولى للأشترـ لَمّا كَشَفَ الأَشتَرُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلٍ وأصحابِهِ أهلَ الشّامِ وعَلِموا أنَّ عَلِيّا عليه السلام حَيٌّ صالِحٌ فِي المَيسَرَةِ ـ: قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ لِأَصحابِهِ : اِستَقدِموا بِنا ، فَأَرسَلَ الأَشتَرُ إلَيهِ : ألّا تَفعَلِ ، اثبُت مَعَ النّاسِ فَقاتِل ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ لَهُم ، وأبقى لَكَ ولِأَصحابِكَ . فَأَبى ، فَمَضى كَما هُوَ نَحوَ مُعاوِيَةَ ، وحولَهُ كَأَمثالِ الجِبالِ ، وفي يَدِهِ سَيفانِ ، وقَد خَرَجَ فَهُوَ أمامَ أصحابِهِ ، فَأَخَذَ كُلَّما دَنا مِنهُ رَجُلٌ ضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ ، حَتّى قَتَلَ سَبعَةً .
ودَنا مِن مُعاوِيَةَ ، فَنَهَضَ إلَيهِ النّاسِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، واُحيطَ بِهِ وبِطائِفَةٍ مِن أصحابِهِ ، فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ ، وقُتِلَ ناسٌ مِن أصحابِهِ ، ورَجَعَت طائِفَةٌ قَد جَرِحوا مُنهَزِمينَ .
فَبَعَثَ الأَشتَرُ ابنَ جُمهانَ الجُعفِيَّ فَحَمَلَ عَلى أهلِ الشّامِ الَّذينَ يَتَّبِعونَ مَن نَجا مِن أصحابِ ابنِ بُدَيلٍ حَتّى نَفَّسوا عَنهُم وَانتَهَوا إلَى الأَشتَرِ ۲ .

۲۴۹۰.وقعة صفّين عن الشعبي :كانَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ الخُزاعِيُّ مَعَ عَلِيٍّ يَومَئِذٍ ، وعَلَيهِ سَيفانِ ودِرعانِ ، فَجَعَلَ يَضرِبُ النّاسَ بِسَيفِهِ قُدُما . . . فَلَم يَزَل يَحمِلُ حَتَّى انتَهى إلى مُعاوِيَةَ وَالَّذينَ بايَعوهُ عَلَى المَوتِ ، فَأَمَرَهُم أن يَصمُدوا لِعَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلٍ ، وبَعَثَ إلى حَبيبِ بنِ مَسلَمَةَ الفِهرِيِّ ـ وهُوَ فِي المَيسَرَةِ ـ أن يَحمِلَ عَلَيهِ بِجَميعِ مَن مَعَهُ ، وَاختَلَطَ النّاسُ وَاضطَرَمَ الفَيلَقانِ ؛ مَيمَنَةُ أهلِ العِراقِ ، ومَيسَرَةُ أهلِ الشّامِ ، وأقبَلَ عَبدُ اللّهِ بن

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۳ ؛ وقعة صفّين : ص۲۴۸ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
444

۲۴۸۷.الإمام عليّ عليه السلامـ حينَ مَرَّ بِرايَةٍ لِأَهلِ الشّامِ أصحابُها لا يَزولونَ عَن مَواضِعِهِم ـ:ُ إنَّهُم لَن يَزولوا عَن مَواقِفِهِم دونَ طَعنٍ دِراكٍ ۱ ، يَخرُجُ مِنهُ النَّسيمُ ۲ ، وضَربٍ يَفلِقُ الهامَ ، ويُطيحُ العِظامَ ، ويَسقُطُ مِنهُ المَعاصِمُ وَالأَكُفُّ ، حَتّى تُصدَعَ جِباهُهُم بِعَمَدِ الحَديدِ ، وتُنثَرَ حَواجِبُهُم عَلَى الصُّدورِ وَالأَذقانِ ! أينَ أهلُ الصَّبرِ وطُلّابُ الأَجرِ ؟ !
فَسارَت إلَيهِ عِصابَةٌ مِنَ المُسلِمينَ ، فَعادَت مَيمَنَتُهُ إلى مَوقِفِها ومَصافِّها ، وكَشَفَت مَن بِإِزائِها ، فَأَقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَيهِم . ۳

9 / 2

اِستِشهادُ عَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلٍ

۲۴۸۸.تاريخ الطبري عن أبي روق الهمداني :قاتَلَهُم عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ فِي المَيمَنَةِ قِتالاً شَديدا ، حَتَّى انتَهى إلى قُبَّةِ مُعاوِيَةَ . ثُمَّ إنَّ الَّذين تَبايَعوا عَلَى المَوتِ أقبَلوا إلى مُعاوِيَةَ ، فَأَمَرَهُم أن يَصمُدوا لاِبنِ بُدَيلٍ فِي المَيمَنَةِ ؛ وبَعَثَ إلى حَبيبِ بنِ مَسلَمَةَ فِي المَيسَرَةِ ، فَحَمَلَ بِهِم وبِمَن كانَ مَعَهُ عَلى مَيمَنَةِ النّاسِ فَهَزَمَهُم ، وَانكَشَفَ أهلُ العِراقِ مِن قِبَلِ المَيمَنَةِ حَتّى لَم يَبقَ مِنهُم إلَا ابنُ بُدَيلٍ في مِئَتَينِ أو ثَلاثِمِئَةٍ مِنَ القُرّاءِ ، قَد أسنَدَ بَعضُهُم ظَهرَهُ إلى بَعضٍ ، وَانجَفَلَ ۴ النّاسُ .
فَأَمَرَ عَلِيٌّ سَهلَ بنَ حُنَيفٍ فَاستَقَدَمَ فيمَن كانَ مَعَهُ مِن أهلِ المَدينَةِ ، فَاستَقبَلَتهُم

1.دِراك : متتابع (لسان العرب : ج۱۰ ص۴۲۰) .

2.النَّسيم : العرق (لسان العرب : ج۱۲ ص۵۷۶) .

3.الكافي : ج۵ ص۴۰ ح۴ عن مالك بن أعين ، الإرشاد : ج۱ ص۲۶۷ ، وقعة صفّين : ص۳۹۱ عن عامر الشعبي وليس فيهما ذيله وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۳ .

4.انجفلَ القومُ : إذا هربوا بسرعة وانقلعوا كلّهم ومضوا (لسان العرب : ج۱۱ ص۱۱۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 150840
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي