443
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

حَتَّى انكَشَفَ أهلُ الشّامِ ۱ .

۲۴۸۶.تاريخ الطبري عن زيد بن وهب :إنَّ عَلِيّا لَمّا رَأى مَيمَنَتَهُ قَد عادَت إلى مَواقِعِها ومَصافِّها ، وكَشِفَت مَن بِإِزائِها مِن عَدُوِّها حَتّى ضارَبوهُم في مَواقِفِهِم ومَراكِزِهِم ، أقبَلَ حَتَّى انتَهى إلَيهِم ، فَقالَ :
إنّي قَد رَأَيتُ جَولَتَكُم ، وانحِيازَكُم عَن صُفوفِكُم ، يَحوزُكُمُ الطُّغاةُ الجُفاةُ وأعرابُ أهلِ الشّامِ ، وأنتُم لَهاميمُ ۲ العَرَبِ ، وَالسَّنامُ الأَعظَمُ ، وعُمّارُ اللَّيلِ بِتِلاوَةِ القُرآنِ ، وأهلُ دَعوَةِ الحَقِّ إذ ضَلَّ الخاطِئونَ .
فَلَولا إقبالُكُم بَعدَ إدبارِكُم ، وكَرُّكُم بَعدَ انحِيازِكُم ، وَجَبَ عَلَيكُم ما وَجَبَ عَلَى المُوَلّي يَومَ الزَّحفِ دُبُرَهُ ، وكُنتُم مِنَ الهالِكينَ ، ولكِن هَوَّنَ وَجْدي وشَفى بَعضَ اُحاحِ ۳ نَفسي أنّي رَأَيتُكُم بِأَخَرَةٍ حُزتُموهُم كَما حازوكُم ، وأزَلتُموهُم عَن مَصافِّهِم كَما أزالوكُم ، تَحُسّونَهُم بِالسُّيوفِ ، تَركَبُ اُولاهُم اُخراهُم كَالإِبِلِ المُطَرَّدَةِ الهيمِ ۴ .
فَالآنَ فَاصبِروا ، نَزَلَت عَلَيكُمُ السَّكينَةُ ، وثَبَّتَكُمُ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ بِاليَقينِ لِيَعلَمِ المُنهَزِمُ أنَّهُ مُسخِطٌ رَبَّهُ ، وموبِقٌ نَفسَهُ ، إنَّ فِي الفِرارِ مَوجِدَةَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ عَلَيهِ ، وَالذُّلَّ اللّازِمَ ، وَالعارَ الباقِيَ ، وَاعتِصارَ الفَيءِ مِن يَدِهِ ، وفَسادَ العَيشِ عَلَيهِ . وإنَّ الفارَّ مِنهُ لا يَزيدُ في عُمُرِهِ ، ولا يُرضي رَبَّهُ ، فَمَوتُ المَرءِ مَحقا قَبلَ إتيانِ هذِهِ الخِصالِ خَيرٌ مِنَ الرِّضا بِالتَّأنيسِ ۵ لَها ، وَالإِقرارِ عَلَيها ۶ .

1.الأخبار الطوال : ص۱۸۲ وراجع تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۸ ـ ۲۱ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۳ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۵ ووقعة صفّين : ص۲۴۸ ـ ۲۵۰ .

2.هي جمع لُهْمُوم ؛ وهو الجواد من الناس والخيل (النهاية : ج۴ ص۲۸۲) .

3.الاُحاح : الغيظ (تاج العروس : ج۴ ص۳) .

4.الهيم : الإبل العطاش (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۸۹۴) .

5.الإيناس : خلاف الايحاش ، وكذلك التأنيس (لسان العرب : ج۶ ص۱۴) .

6.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵ ؛ وقعة صفّين : ص۲۵۶ ، الكافي : ج۵ ص۴۰ ح۴ عن مالك بن أعين نحوه فوراجع نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۷ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
442

كَعبُ بنُ جُعَيلٍ التَّغلِبِيُّ وهُوَ يَقولُ :

أصبَحَتِ الاُمَّةُ في أمرٍ عَجَبْ
وَالمُلكُ مَجموعٌ غَدا لِمَن غَلَبْ

فَقُلتُ قَولاً صادِقا غَيرَ كَذبْ
إنَّ غَدا تَهلِكُ أعلامُ العَرَبْ۱

۲۴۸۵.الأخبار الطوال :حَمَلَ حَبيبُ بنُ مَسلَمَةَ ـ وكانَ عَلى مَيسَرَةِ مُعاوِيَةَ ـ عَلى مَيمَنَةِ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَانكَشَفوا وجالوا جَولَةً . ونَظَرَ عَلِيٌّ إلى ذلِكَ ، فَقالَ لِسَهلِ بنِ حُنَيفٍ : اِنهَض فيمَن مَعَكَ مِن أهلِ الحِجازِ حَتّى تُعينَ أهلَ المَيمَنَةِ .
فَمَضى سَهلٌ فيمَن كانَ مَعَهُ مِن أهلِ الحِجازِ نَحوَ المَيمَنَةِ ، فَاستَقبَلَهُم جُموعُ أهلِ الشّامِ ، فَكَشَفوهُ ومَن مَعَهُ حَتَّى انتَهَوا إلى عَلِيٍّ ـ وهُوَ فِي القَلبِ ـ فَجالَ القَلبُ وفيهِ عَلِيٌّ جَولَةً ، فَلَم يَبقَ مَعَ عَلِيٍّ إلّا أهلُ الحِفاظِ وَالنَّجدَةِ . فَحَثَّ عَلِيٌّ فَرَسَهُ نَحوَ مَيسَرَتِهِ ، وهُمُ وُقوفٌ يُقاتِلونَ مَن بِإِزائِهِم مِن أهلِ الشّامِ ـ وكانوا رَبيعَةَ ـ.
قالَ زَيدُ بنُ وَهبٍ : فَإِنّي لَأَنظُرُ إلى عَلِيٍّ وهُوَ يَمُرُّ نَحوَ رَبيعَةَ ، ومَعَهُ بَنوهُ : الحَسَنُ وَالحُسَينُ ومُحَمَّدٌ ، وإنَّ النَّبلِ لَيَمُرُّ بَينَ اُذُنَيهِ وعاتِقِهِ ، وبَنوهُ يَقونَهُ بِأَنفُسِهِم .
فَلَمّا دَنا عَلِيٌّ مِنَ المَيسَرَةِ وفيهَا الأَشتَرُ ، وقَد وَقَفوا في وُجوهِ أهلِ الشّامِ يُجالِدونَهُم ، فَناداهُ عَلِيٌّ ، وقالَ : اِيتِ هؤُلاءِ المُنهَزِمينَ ، فَقُل : أينَ فِرارُكُم مِنَ المَوتِ الَّذي لَم تُعجِزوهُ إلَى الحَياةِ الَّتي لا تَبقى لَكُم !
فَدَفَعَ الأَشتَرُ فَرَسَهُ ، فَعارَضَ المُنهَزِمينَ ، فَناداهُم : أيُّها النّاسُ ! إلَيَّ إلَيَّ ، أنَا مالِكُ بنُ الحارِثِ ، فَلَم يَلتَفِتوا إلَيهِ ، فَظَنَّ أنَّهُ بِالاِستِعرافِ ، فَقالَ : أيُّها النّاسُ ! أنَا الأَشتَرُ ، فَثابوا ۲ إلَيهِ ، فَزَحَفَ بِهِم نَحوَ مَيسَرَةِ أهلِ الشّامِ ، فَقاتَلَ بِهِم قِتالاً شَديدا

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۷۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۲ ؛ وقعة صفّين : ص۲۲۵ عن يزيد بن وهب .

2.ثاب القوم : أتوا متواترين (لسان العرب : ج۱ ص۲۴۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 150843
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي