ابن عَدِّيّ بن نوفَل بن عبد مناف بن قصيّ، شيخ قريش في زمانه، أبو محمد، ويقال أبو عدي القرشي النوفلي، ابن عمِّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

من الطلقاء الذين حَسُن إسلامُهم،وقد قدم المدينة في فداء الاَُسارى من قومه.

وكان أبوه هو الذي قام في نقض صحيفة القطيعة،وكان يحنو على أهل الشِّعب ويصلْهم في السرّ، ولذلك يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر:

«لو كان مُطْعِم بن عديّ حيّاً وكلّمني في هوَلاء النّتنى لتركتهم له» وهو الذي أجار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين رجع من الطائف حتى طاف بعمرة.

روى عنه: ولداه محمد ونافع، وسليمان بن صرد، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمان،وعبد الرحمان بن أزهر، وعبد اللّه بن باباه، ويحيى بن عبد الرحمان بن حاطب، و إبراهيم بن عبد الرحمان بن عوف.

توفي جبير بن مطعم سنة تسع و خمسين.(۱)

وقدجمعت أحاديثه في المسند الجامع فبلغت ثلاثين حديثاً.(۲)عزيت إليه روايات رائعة وأُخرى سقيمة.

من روائع رواياته

أخرج أبو داود في سننه، عن عبد اللّه بن أبي سليمان، عن جبير بن مطعم، أنّرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

«ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية».(۳)

وقد رويت عنه ما لا تستقيم مع الضوابط التي تلوناها في صدر الكتاب.

أحاديثه السقيمة

۱. للعرش اطيط كاطيط الرحل

أخرج أبو داود، عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرابي، فقال: يا رسول اللّه، جهدت الاَنفس،وضاعت العيال، ونهكتِالاَموال، وهلكت الاَنعام فاستسق اللّه لنا، فإنّا نستشفع بك على اللّه، ونستشفع باللّه عليك.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ويحك، أتدري ما تقول؟ وسبَّح رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فمازال يسبِّح حتى عُرفَ ذلك في وجوه أصحابه، ثمّ قال: ويحك، انّه لا يستشفع باللّه، على أحد من خلقه، شأن اللّه أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما اللّه؟ إنّعرشه على سماواته لهكذا ـ و قال باصابعه: مثلَ القبَّة عليه، و إنّه ليئط به أطيط الرحل بالراكب.(۴)

قال الطيبي في عون المعبود:

۱. «لهكذا» بفتح اللام الابتدائية دخلت على خبر «إنّ » تأكيداً للحكم.

۲. «قال بأصابعه» أي أشار بها.

۳..«مثل القبّة عليه» قال القارىَ: حال من العرش أي مماثلاً لها على ما في جوفها.

قال الطيّبي: هو حال من المشار به، و«في قال» معنى الاِشارة، أي أشار بأصابعه إلى مشابهة هذه الهيئة وهي الهيئة الحاصلة للاَصابع الموضوعة على الكف، مثل حالة الاِشارة.

۴. و«انّه» أي العرش.

۵. «ليئطُّ» بكسر الهمزة وتشديد المهملة أي يُصوِّت.

۶. «به»أي باللّه تعالى.

۷. «أطيط الرحل» أي كصوته، والرحل كور الناقة.

۸. «بالراكب» أي الثقيل.

وفي النهاية: أي انّالعرش ليعجز عن حمله وعظمته، إذ كان معلوماً ان أطيط الرحل بالراكب إنّما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله.(۵)ووصفه سبحانه بهذا النحو لاَجل افهام الاَعرابي بأنّه من له هذه العظمة لا يكون شفيعاً، لدى الغير.

هذا هو مفاد الحديث وهو كما ترى نص في التجسيم وذلك:

أوّلاً: أثبت للّه مكاناً، وهو العرش وأخلى العالم كلّه من وجوده المحيط القيوم.

ثانياً: أثبت انّ اللّه مماس للعرش مماسّة الراكب بالرحل.

ثالثاً: أثبت له الثقل الذي هو من خصائص المادة، وانّ العرش يئنّ من حمله، كما يئنّ الرحل من ثقل الراكب.

هذا هو التجسيم الواضح الذي عليه اليهود و الوثنيون . تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

وقد انقسم المحدثون وغيرهم في تفسير هذه الرواية ونظائرها التي يعبّر عنها في علم الكلام بالصفات الخبريّة إلى طوائف.

الاَُولى: المشبهة:وهم الذين يجرون هذه الصفات على اللّه سبحانه بنفس المعاني المرتكزة في أذهان الناس دون أيّ تصرف، ولذلك قالوا: إنّ للّه يدين ورجلين وعينين مثل الاِنسان.

ويعرفهم الشهرستاني في ملله و نحله بقوله:

أمّا ما ورد في التنزيل من الاستواء، والوجه واليدين والجنب، والمجيء والاِتيان والفوقية وغير ذلك فأجروها على ظاهرها، أعني ما يفهم عند إطلاق هذه الاَلفاظ على الاَجسام، وكذلك ما ورد في الاَخبار من الصورة وغيرها في قوله عليه الصلاة والسلام: «خلق آدم على صورة الرّحمن» و قوله: «حتى يضع الجبار قدمه في النار» و قوله: «قلبُ الموَمن بين أصبعين من أصابع الرّحمن» وقوله: «خَمَّر طينةَ آدم بيده أربعين صباحاً» وقوله: «وضع يده أو كفّه على كتفي» وقوله:«حتى وجدتُ بردَ أنامله على كتفي» إلى غير ذلك، أجروها على ما يتعارف في صفات الاَجسام، وزادوا في الاَخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأكثرها مقتبسة من اليهود، فانّ التشبيه فيهم طباع، حتى قالوا: اشتكت عيناه (اللّه) فعادته الملائكة، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه، و انّ العرش ليئط من تحته كاطيط الرحل الجديد، و انّه ليفضل من كلّ جانب، أربع أصابع، وروى المشبهة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «لقيني ربّي فصافحني وكافحني ووضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله».(۶)

ولا أظن لمسلم أن يعتنق التشبيه والتجسيم فانّه كفر وضّاح مخالف للذكر الحكيم، لاَنّه سبحانه ليس كمثله شيء.

الثانية: المفوضة: وهم طائفة من الاَشاعرة اختاروا مسلك التفويض، وحاصله: الاِيمان بكلّ ما جاء من القرآن والسنة من الصفات التي وصف اللّه سبحانه نفسه بها إجمالاً، وتفويض ما يراد منها إليه، وربّما يظهر ذلك من الرازي، حيث يقول: إنّ هذه المتشابهات يجب القطع بأنّ مراد اللّه منها غير ظاهري، كما يجب تفويض معناها إلى اللّه ولا يجوز الخوض في تفسيرها.(۷)

يلاحظ عليه: انّ معنى التفويض تعطيل العقول عن التفكير في المعارف والاَُصول، فكأنّ القرآن الغاز نزلت على قلب النبيوليس كتاب هداية وتعليم وإرشاد، قال تعالى: (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ تِبْياناً لِكُلٍّ شَيءٍ) (النحل / ۸۹) فإذا كان تبياناً لكلّشيء، فلماذا لا يكون تبياناً لنفسه أيضاً ؟

وكيف يكون الواجب، الاعتقاد من دون فهم معناه؟ وما فائدة ذلك الاعتقاد إذا لم يعلم واقع المعتَقَد ومفهومه؟

ومذهب التفويض يلازم ترك البحث في قسم من الآيات الواردة في القرآن الكريم فكأنّها وردت للقراءة والتلاوة لا للفهم والدراية ولا للتدبّر والتفكر.

قال سبحانه: (أَفَلا يَتَدبَّرُونَ القرآنَ أَمْ عَلى قُلوبٍ أَقْفالُها) (محمد/۲۴).

الثالثة: المثبتة للصفات بلا تكيف: انّ هذه الطائفة تجري الصفات الخبرية على اللّه سبحانه بالمعنى المتبادر منها، لكن مع التنزيه عن التشبيه والتجنب عن التكييف.

قال الاِمام الاَشعري في الاِبانة: «وانّ اللّه استوى على عرشه»، كما قال: (الرّحمنُ على العرشِ استوى)(۸)انّ له وجهاً بلا كيف، كما قال: ۵۴۳۲۱وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ والاِِكْرام)(۹)وانّ له يدين بلا كيف، كما قال: ۵۴۳۲۱خَلقْتُ بِيَدَيّ)(۱۰)وكما قال: (بَلْيَداهُ مَبْسُوطَتان)(۱۱)وانّ له عيناً بلا كيف، كما قال: ۵۴۳۲۱تَجرِي بِأَعْيُنِنا)(۱۲).

يلاحظ عليه: أنّ هذا المذهب جَمع بين الضدين أو النقيضين، فمن جانب يحاول أن يجري الصفات بالمعنى المتبادر منها في العرف، ومن جانب آخر ينفي الكيفية، ومن المعلوم انّ الجمع بينهما جمع بين الوجود والعدم، و ذلك لاَنّ واقع اليد بالمعنى العرفي و هكذا العين بالمعنى اللغوي، يتقوّم بالكيفية فنفيها في مورده سبحانه نفي لهذه الصفات بمعانيها العرفية، فكيف يُثبتها بمالها من المعاني العرفية مع نفي الكيفية، لاَنّاليد مثلاً حقيقة في اليد بما لها من الكيفية فنفي الكيفية في الحقيقة نفي للاَمر المقوّم بمالها من المفهوم العرفي.

وبعبارة أُخرى انّإجراء هذه الصفات على اللّه سبحانه بنفس معانيها العرفية لا ينفك عن إثبات الكيفية والسمات البشرية لها، لاَنّ المفروض انّها وضعت لمعان بكيفيات خاصة، فإثبات العين بالمعنى العرفي، و نفي الكيفية إثبات للشيء حين نفيه، و بذلك يظهر انّ عقيدة الاَشعري أعني الاِثبات بلا كيف يلازم التعقيد و الاِبهام في العقيدة.

ولو صحّ إثبات هذه المعاني على اللّه بقيد نفي الكيف، فليصح أن يقال: إنّ اللّه جسم لا كالاَجسام، عرض لا كسائر الاَعراض.

وبطلانه من الوضوح بمكان.

الرابعة: الموَوّلة

المراد من الموَولة من يحملون هذه الصفات على المعاني الكنائية، مثلاً يفسرون اليد بالنعمة، والقدرة، والاستواء على العرش بالاستيلاء، وإظهار القدرة، وهوَلاء هم المعتزلة، وربّما يوجد بين المحدثين من يعتقد بذلك.

قال الخطابي في تفسير الحديث الذي نحن بصدده:

هذا الكلام إذا أجري على ظاهره كان فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن اللّه تعالى وعن صفاته منفية، فعُقِل ليس المراد منه تحقيق هذه الصفة ولا تحديده على هذه الهيئة، وإنّما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة اللّه وجلاله جلّ جلاله، وإنّما قصد به افهام السائل بقدر فهمه إذ كان أعرابياً جلفاً لا علم له بمعاني ما دق من الكلام و ما لطف منه عن إدراك الافهام.(۱۳)

أقول: إذا أريد من التأويل: هو صرف ظاهر القرآن والسنة عن معناه الجُمْلي والمضمون التصديقي لاَجل كونه مخالفاً للعقل، فهو أمر غير صحيح وذلك لاَنّ الكتاب العزيز والسنّة الصحيحة منزّهان عمّا يخالف صريح العقل ولا أظن انّ مسلماً واعياً يتفوه بذلك.فالتأويل بغية رفع التعارض بين العقل و النقل، أمر مرفوض لامتناع وجود التعارض بين النقل القطعي والعقل الصريح حتى نعالجه بالتأويل، فأحد الاَمرين باطل، امّا النقل، وامّا العقل.

وأمّا إذا أريد من التأويل: هو صرف الكلام عن معناه التصوري والمضمون الابتدائي والتأكّد من معناه التصديقي والجُمْلي، فهذا أمر معقول جدّاً عملاً بما دعا إليه القرآن الكريم بالتدبّر في آياته وليس هذا تأويلاً في الحقيقة.

وعليه فتفسير آية الاستواء واليد والعين بما ذكر في الكلام السابق إنّما هو تأويل بالنسبة إلى الظهور الابتدائي الاِفرادي لكلّ من العين و اليد و الاستواء، بأفرادها.

وأمّا بالنسبة إلى الظهور التصديقي والمضمون الجملي لهذه الآيات فليس تأويلاً، وإنّما هو حمل على المعنى العرفي لا على خلافه.

مثلاً قولنا: زيد كثير الرماد، له ظهور تصوري وهو انّ لزيد رماداً كثيراً وظهور تصديقي وهو انّه جواد، فلو صحّ التأويل فإنّما هو بالنسبة إلى المعنى الاِفرادي لكلّ من لفظي الرماد و الكثير وأمّا بالنسبة إلى المعنى الجملي فليس تأويلاً بل من قبيل حمل اللفظ على ظاهره.

وهذا هو الحقّ القراح في تفسير الصفات الخبرية الواردة في القرآن الكريم، وانّه يجب على المفسر التفتيش عن الظهور الابتدائي أو الاِفرادي، ثمّ الظهور النهائي و الجُمْلي، بالامعان في القرائن الموجودة في نفس الآيات امّا قبلها أو بعدها، فتفسيرها اعتماداً عليها، ليس تأويلاً، ولو أطلق عليه فإنّما هو باعتبار ظـهوره البدائي لا النهائي. نعم ما ذكرنا إنّما يتمشّى في آيات الذكر الحكيم لا في مثل الرواية فانّه نصّ في التجسيم غير قابل للتأويل المقبول عند العقلاء، وإنّما يصلح الكلام له إذا كان المعنى الثاني ملازماً للمعنى الاَوّل في نظر العرف كالجود في كثير الرماد، والمراقبة في العين، والتدبير في الاستواء على العرش، لا في مثل الرواية فهي ساقطة من رأس.

والعجب انّ القوم طرقوا في تفسير الرواية كلّ باب ولم يطرقوا باب القرآن والعقل.

وهذا هو مصنّف عون المعبود قد بسط الكلام في نقل الحديث واسناده وما ذكره المحدثون حول سنده فانتهى إلى تسويد عشرين صفحة في هذا المورد وغفل عن أنّ مفتاح حلّ تلك المعضلة بيد القرآن والعقل، لا في الرجوع إلى كلمات المحدثين ولا المناقشة في الاسناد.

ثمّ إنّ البيهقي ـ من الاَشاعرة التي تميل إلى التنزيه ـ ناقش في سند الحديث، وقال: هذا حديث ينفرد به محمد بن إسحاق بن يسار ،عن يعقوب بن عتبة. وصاحبا الصحيح لم يحتجا به، وإنّما استشهد مسلم بن الحجاج بمحمد بن إسحاق في أحاديث معدودة اظنهنّ خمسة قد رواهنّ غيره إلى آخر ما ذكر.(۱۴)

۲. نزول اللّه في كلّليلة إلى السماء الدنيا

أخرج أحمد في مسنده، عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبيقال: ينزل اللّه عزّ وجلّ في كلّليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ حتى يطلع الفجر.(۱۵)

ويكفي في كون الحديث مندسّاً في الاَحاديث الاِسلامية انّه يثبت النقلة والحركة للّه تبارك و تعالى أوّلاً، كما يثبت له مكاناً ثابتاً مستقراً فيه ثانياً، ونداءً ثالثاً.

و من الواضح انّ كلّ ذلك من صفات الممكن لا الواجب، فليس له سبحانه مكان خاص حتى ينتقل منه إلى السماء الدنيا وليس له صوت و نداء، ومع غض النظر عن ذلك، فما هي فائدة هذا النزول إلى السماء الدنيا ؟ إذ في وسعه أن يغفر لكلّ المستغفرين من دون أن يتحمل أعباء الحركة. وما فائدة هذا النداء الذي لا يسمعه أحد من العباد؟

كلّذلك يجعل الحديث في عداد الموضوعات التي تسرّبت إلى الاَحاديث الاِسلامية.

نعم ربّما يوَول الحديث بأنّه كناية عن نزول رحمته في الليل إلى طلوع الفجر، ولكنه تأويل باطل لا يصار إليه بلا قرينة، فإنّ الكناية بلفظ عن معنى إنّما يصحّ إذا كانت بين المعنيين ملازمة عرفية، بحيث ينتقل العرف من المعنى الاَوّل إلى المعنى الثاني كقولنا: زيد طويل النجاد، الملازم لكونه شجاعاً، لا ما إذا لم يكن كذلك، فلا يكنّى بالنزول إلى السماء الدنيا، عن نزول رحمته ولم يلتزم القائل بهذا المعنى إلاّ لرفع التعارض بين النقل و العقل.

وللاِمام الطاهر موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) كلام حول هذه الرواية: روى يعقوب بن جعفر الجعفري عنه (عليه السلام) قال: ذكر عنده قوم يزعمون انّ اللّه تبارك و تعالى ينزل إلى السماء الدّنيا، فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى لا ينزل، ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنّما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد،ولم يحتج بل يحتاج إليه، وهو ذو الطول، لا إله إلاّهو العزيز الحكيم، أمّا قول الواصفين: إنّه تبارك وتعالى ينزل فإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة، وكلُّ متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به، فظن باللّه الظنون فهلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حدٍّ تحدّوه بنقص أو زيادة أو تحرّك أو زوال أو نهوض أو قعود، فانّ اللّه جلّ عن صفة الواصفين و نعت الناعتين وتوهم المتوهمين، وتوكّل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.(۱۶)

۱. سير أعلام النبلاء: ۳/۹۵ برقم ۱۸.

۲. المسند الجامع: ۴/۴۶۱ برقم ۸۵.

۳. سنن أبي داود: ۴/۲۳۲ برقم ۵۱۲۱.

۴. سنن أبي داود: ۴/۲۳۲ برقم ۴۷۲۶.

۵. عون المعبود في شرح سنن أبي داود: ۱۳/۱۴.

۶. الملل والنحل:۱/۱۰۵ـ ۱۰۶.

۷. أساس التقديم، ص ۲۲۳ كما في علاقة الاثبات، ص ۱۰۲.

۸. طه: ۵.

۹. الرحمن: ۲۷.

۱۰. ص: ۷۵.

۱۱. المائدة: ۶۴.

۱۲. القمر: ۱۴.

۱۳. عون المعبود: ۱۳/۱۵.

۱۴. عون المعبود: ۱۳/۹، ولاحظ الاَسماء و الصفات للبيهقي.

۱۵. مسند أحمد:۴/۸۱.

۱۶. الصدوق، التوحيد،۱۸۳، باب نفي المكان برقم ۱۸.