هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أُسيرة بن عُسيرة الاَنصاري، شهد ليلة العقبة وهو صغير، ولم يشهد بدراً، وشهد أُحداً، ونزل الكوفة، فلما خرج علي (عليه السلام) إلى صفين استخلفه على الكوفة ثمّ عزله عنها، فرجع أبو مسعود إلى المدينة فمات بها في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد.(۱)

وهو من المقلِّين في الرواية، بلغت جميع رواياته في المسند الجامع إلى ۳۶ رواية.

حدث عنه: ولده بشير، وأوس بن ضمعج، وعلقمة، وأبو وائل، وقيس بن أبي حازم، وربعي بن حراش، إلى غير ذلك.

من روائع رواياته

۱. أخرج مسلم في صحيحه، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: قال أبو مسعود البدريّ: كنت أضرب غلاماً لي بالسّوط، فسمعت صوتاً من خلفي: إعلم أبا مسعود، فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلمّا دنا منّي إذا هو رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، قال: فألقيت السّوط من يدي، فقال: اعلم أبا مسعود انّاللّه أقدر عليك منك على هذا الغلام.

قال: فقلت: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً.(۲)

۲. أخرج أحمد في مسنده، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود الاَنصاري، قال:

جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنّي أُبدع بي(۳)فاحملني، فقال: ما عندي، فقال رجل: يا رسول اللّه أنا أدُلّه على من يحمله.

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله.(۴)

وإليك بعض ما عزي إليه ممّا لا يصح.

أحاديثه السقيمة

۱. جواز الاِصغاء لغناء الجواري في العرس

أخرج النسائي، عن عامر بن سعد، قال: دخلت على قرظة بن كعب، وأبي مسعود الاَنصاري في عرس، وإذا جوارٍ يغنين، فقلت: أنتما صاحبا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومن أهل بدر، يُفعل هذا عندكم؟! فقال: اجلس إن شئت فاسمع معنا، وإن شئت فاذهب، قد رُخِّص لنا في اللهو عند العرس.(۵)

والظاهر انّ المرخص بزعمهما هو رسول اللّه، فعلى ذلك رخّص رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) غناء الجواري في العرس للرجال، وهذا ما لا يصدقه الكتاب العزيز والسنّة النبوية.

أمّا الكتاب فهو يأمر نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) (النور/۳۱).

وقال سبحانه: (فََلا تَخْضَعْنَ بالقَولِ فَيَطْمَعَ الّذِي في قَلْبِهِ مَرَضٌ)(الاَحزاب/۳۲).

فإذا كان هذا أدب الاِسلام، فكيف يرخّص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للنساء أن يغنِّين لغيرهن؟! أو يُرَخِّص للرجال ما يثير الشهوة ويُميت القلب، ويحيي الغرائز الجامحة؟!

وأمّا السنة، فالرسول يفسّر الغناء: بأنّه من قبيل نفخ الشيطان في منخري المغنية.(۶)

ومع ذلك فكيف يسوغ لاَُمّته أن تستمع إلى نفخ الشيطان؟!

على أنّ تجويز اللهو في العرس، يخالف ما رواه عقبة بن عامر، من انحصار جواز الله و في ثلاثة، حيث روى عبد اللّه بن زيد الاَزرق، عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ... كلّ ما يلهو به الرجل المسلم باطل، إلاّرميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنّهنّ من الحقّ.(۷)

۲. تعريف ۳۶ رجلاً من المنافقين

أخرج أحمد في مسنده، عن عياض، عن أبي مسعود، قال:

خطبنا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) خطبة، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال: إنّ فيكم منافقين، فمن سمَّيتُ فليقم، ثمّ قال: قم يا فلان، قم يا فلان، قم يا فلان، قم يا فلان، حتى سمّى ستة وثلاثين رجلاً، ثمّ قال: إن فيكم أو منكم، فاتقوا اللّه.

قال: فمرّ عمر على رجل ممّن سُمّي، مقنَّع، قد كان يعرفه، قال: مالك؟

قال: فحدَّثه بما قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال: بُعْداً لك سائر اليوم.(۸)

نعلق على الحديث بالقول:

أوّلاً: انّ الظاهر من قوله سبحانه: (ومن أهل المدينةِ مَرَدُوا على النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ)(التوبة/۱۰۱).

إنّ النبي لم يكن يعرف المنافقين المندسِّين بين أصحابه، وإنّما أخبره بهم اللّه سبحانه، ويظهر من قوله سبحانه: (وَلو نَشاء لاََرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ القَوْلِ وَاللّهُ يَعْلَمُ أَعمالَكُمْ) (محمد/۳۰). انّه (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما كان يعرفهم في لحن القول.

نعم عرف لفيفاً منهم عندما حاولوا اغتياله عند رجوعه من تبوك، فعرّفهم لحذيفة بن اليمان(۹)وعلى هذا فكيف وقف النبي على أنّهوَلاء منافقون، إلاّأن يعرفهم من لحن القول فيعرّفهم.

ثانياً: انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتمتع بأخلاق عالية، حتى وصفه اللّه سبحانه: (وَإنّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم) كما وصفه بكونه رحمة للعالمين، أفيسوغ لمن يتمتع بالرأفة أن يعرّف ۳۶ رجلاً ممّن حوله بالنفاق ويقول: «إن فيكم أو منكم فاتقوا اللّه»؟ مضافاً إلى أنّه مخالف للسياسة الحكيمة، ولذلك لم يعرّف المحاولين لاغتياله عند رجوعه من «تبوك » إلاّ لشخص أو شخصين من أصحابه: حذيفة ابن اليمان و عمّار.

۳. حب الاَصحاب وبغضهم

أخرج الترمذي، عن عبد الرحمان بن زياد، عن عبد اللّه بن مغفل، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم):اللّه اللّه في أصحابي، اللّه اللّه في أصحابي، لا تتّخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبّهم فبحبي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، و من آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه، و من آذى اللّه فيوشك أن يأخذه.(۱۰)

إنّ هنا سوَالين:

الاَوّل: انّ ظاهر مفاد الخطاب في قوله : «لا تتخذوهم غرضاً»، هو انّ الرسول خاطب رجالاً ليسوا من أصحابه فوصّى بأصحابه أن يحسن إليهم، مع أنّ الواقع لم يكن كذلك، بل هو كان يتكلّم بين أصحابه، ولا يوجد فيهم أحد سواهم، وكان الجميع بمرأى ومسمع منهص، وعندئذٍكيف يوصي أصحابه بالمخاطبين الذين هم أصحابه، وبالتالي يوصي أصحابه بأصحابه؟!

وواضع الحديث قد غفل عن هذه النكتة، لاَنّه كان في زمان متأخر عن زمان الصحابة.

الثاني: انّ الرواية تخلق للصحابة هالة من القداسة، وتمنح لهم وصف العدالة، بل العصمة، على وجه لا يجوز تجريح واحد منهم، فكأنّهم فوق مستوى عامة الناس لا يتسرب الشك إلى طهارتهم ونزاهتهم من كلّعيب وشين.

مع أنّ صحيح الروايات يحكم على قسم كبير منهم بالردة والرجوع على أعقابهم القهقرى، ونكتفي في ذلك بما جمعه ابن الاَثير في كتابه في هذا المضمار، فقد نقل شيئاً كثيراً، منها:

۱. روى عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنا فرطكم على الحوض، وليُرفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت إليهم لاَناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربّ، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. أخرجه البخاري ومسلم.

۲. روى أنس بن مالك: انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ليردنَّ عليَّ الحوض رجال ممّن صاحبني، حتى إذا رأيتهم، ورفعوا إليَّ اختلجوا دوني، فلاَقولنَّ: أي ربّ، أصحابي أصحابي، فليُقالنّ لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

وفي رواية: ليردنّ عليّ الناس من أُمتي ـ الحديث ـ و في آخره، فأقول: «سحقاً لمن بدّل بعدي» أخرجه البخاري و مسلم.

۳. روى أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، وليردنّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثمّ يُحال بيني وبينهم، قال أبو حازم: فسمع النعمان بن أبي عياش، وأنا أُحدِّثهم هذا الحديث، فقال: هكذا سمعتَ سهلاً يقول؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري: لسمعته يزيد، فيقول: إنّهم منّي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي. أخرجه البخاري و مسلم.

وللبخاري: أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال: بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني و بينهم، فقال: هلمّ. فقلت: أين؟ فقال: إلى النار و اللّه.

فقلت: ما شأنهم؟ قال: إنّهم قد ارتدوا على أدبارهم القهقرى. ثمّ إذا زمرة أُخرى، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني و بينهم، فقال لهم: هلمّ ، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار واللّه، قلت: ما شأنهم قال: إنّهم قد ارتدوا على أدبارهم. فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل هِمْل النعم.

ولمسلم : انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ترد عليّأُمّتي الحَوض و أنا أذود الناس عنه، كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله. قالوا: يا نبيّاللّه تعرفنا؟ قال: نعم. لكم سيما ليست لاَحد غيركم. تردون عليَّ غرّاً محجّلين من آثار الوضوء، وليصدَّن عنّي طائفة منكم فلا يصلون.

فأقول: يا رب، هوَلاء من أصحابي، فيجيبني ملك، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟!

۵. روت عائشة، قالت: سمعت رسول اللّه، يقول ـ و هو بين ظهراني أصحابه ـ : «إنّي على الحوض أنتظر من يرد عليَّ منكم. فواللّه ليُقطعنّ دوني رجال، فلاَقولنَّ: أي ربِّ، منّي ومن أُمتي! فيقول: إنّك لا تدري ماعملوا بعدك. مازالوا يرجعون على أعقابهم . أخرجه مسلم.

۶. روت أسماء بنت أبي بكر، قالت: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّي على الحوض، أنظر من يرد عليَّ و سيُوَخذ ناس دوني، فأقول: يا رب، مني ومن أمتي ـ و في رواية، فأقول: أصحابي ـ فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ واللّه ما برحوا يرجعون على أعقابهم. أخرجه البخاري و مسلم.

۷. روت أُمّ سلمة، قالت: كنت أسمع الناس يذكرون الحوض. ولم أسمع ذلك من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما كان يوماً من ذلك والجارية تمشطني، سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أيّها الناس، فقلت للجارية، استأخري عنّي. قالت: إنّما دعا الرجال ولم يدع النساء فقلت:إنّي من الناس. فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّي لكم فرط على الحوض، فإيّاي لا يأتينّ أحدكم، فيُذبُّ عني كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً. أخرجه مسلم.

۸. روى سعيد بن المسيب انّه كان يحدّث عن أصحاب النبيقال: يرد عليّالحوض رجال من أصحابي ، فيحُلوَون عنه. فأقول: يا رب، أصحابي، فيقول: إنّك لاعلم لك بماأحدثوا بعدك. انّهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى . أخرجه البخاري.

۹. روى أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : والذي نفسي بيده، لاَذودنّ رجالاً عن حوضي. كما تذاد الغريبة من الاِبل عن الحوض. أخرجه البخاري ومسلم.

۱۰. روى حذيفة بن اليمان: انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ حوضي لاَبعد من أيلة إلى عدن. والذي نفسي بيده: لاَذودنّ عنه الرجال، كما يذود الرجل الاِبل الغريبة عن حوضه. قالوا: يا رسول اللّه، وتعرفنا؟ قال: نعم. تردون عليَّ غرّاً محجّلين من آثار الوضوء ليست لاَحد غيركم. أخرجه مسلم.(۱۱)

وهذه الاَحاديث تعرب عن موقف محدِّثي أهل السنة بالنسبة إلى الصحابة، مع أنّهم يتجاهلون هذه الروايات، وربّما ينسبون مفادها إلى الشيعة، فأيّهما أحقّ بهذه النسبة، أهوَلاء الذين رووا تلك الروايات ودوّنوها في صحاحهم وأسموها بأصحّ الكتب بعد كتاب اللّه؟ أم الشيعة الذين يأتمون بالاِمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) الذي يصف صحابة النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» بقوله: اللّهمّ وأصحاب محمّد خاصّة الذين أحسنوا الصّحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه(۱۲)وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجّة رسالاته وفارقوا الاَزواج والاَولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والاَبناء في تثبيت نُبُوَّته.(۱۳)

والقول الحاسم في حقّ الصحابة هو ماذهبت إليه الشيعة، وهو انّهم كالتابعين ففيهم الصالح والطالح والعادل والفاسق.

فالشيعة لا تغالي في حقّ الصحابة، ولا تقدس جميع من سُمِّي بالصحابة بمجرد انّهم رووا أو سمعوا حديثه، أو عاشروه ولو زمنا طويلاً، خصوصاً الذين مارسوا الفتن في حياته، وبعد وفاته وختموا حياتهم إلى جانب معاوية وغيره ممن تستروا بالاِسلام بعد أن عجزوا عن مقاومته وباعوا ضمائرهم للشيطان.

۱. سير أعلام النبلاء:۲/۴۹۳ برقم ۱۰۳؛ وقيل في نسبه غير ذلك لاحظ طبقات ابن سعد: ۶/۱۶.

۲. صحيح مسلم:۵/۹۱، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده.ووصفه بالبدريّ في سند الحديث محمول على المجاز لما عرفت أنّه لم يشهد بدراً.

۳. ابدع به: أهمله وخَذَلَه.

۴. مسند أحمد: ۵/۲۷۲.

۵. النسائي: السنن:۶/۱۳۵، باب اللهو والغناء عند العرس.

۶. مسند أحمد:۳/۴۴۹.

۷. سنن ابن ماجة: ۲/۹۴۰ برقم ۲۸۱۱؛ سنن الترمذي: ۴/۱۷۴ برقم ۱۶۳۷.

۸. مسند أحمد: ۵/۲۷۳.

۹. مسند أحمد:۵/۴۵۳.

۱۰. سنن الترمذي:۵/۶۹۶ برقم ۳۸۶۲، باب ۵۹.

۱۱. ابن الاَثير: جامع الاَُصول: ۱۱/۱۱۹ـ ۱۲۳ برقم ۷۹۶۹ـ ۷۹۷۹، كتاب القيامة، الفرع الاَوّل في صفة الحوض.

۱۲. كانفوه: أعانوه.

۱۳. الصحيفة السجادية الجامعة:۴۳، الدعاء رقم۱۴، تحقيق و نشر موَسسة الاِمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف .