حبر الاَُمّة وفقيه العصر وإمام التفسير تلميذ الاِمام أمير الموَمنين علي (عليه السلام) ، أبو العباس عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، ولد في شعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، صحب النبي نحواً من ثلاثين شهراً وحدّث عنه وعن: علي (عليهما السلام) ، ومعاذ، و عبد الرحمان بن عوف، و أبي ذر، وأُبيّ بن كعب، إلى غير ذلك.

قرأ عليه: مجاهد، وسعيد بن جبير، وطائفة.

روى عنه خلق كثير، منهم: ابنه علي، و مواليه عكرمة، ومقصم، و كريب، وأبو معبد نافذ، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل، وأبو امامة بن سهل، وأخوه كثير ابن العباس، وعروة بن الزبير، وعبيد اللّه بن عبد اللّه و....

انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح وقد أسلم قبل ذلك.

وكان فقيهاً مفتياً محدِّثاً عالماً بالتفسير، وهو أوّل من أملى في تفسير القرآن ناقلاً عن الاِمام علي (عليه السلام) ، وكان يسمّى البحر والحبْر لغزارة علمه.

روي أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسح رأسه و دعا له بالحكمة، كما روي انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا في حقّه، وقال: اللّهمّ علّمه تأويل القرآن.

تُوفي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وله من العمر خمس عشرة سنة، أو ثلاث عشرة سنة.

عُدّ من المكثرين في الفتيا من الصحابة.

مسنده ألف وستمائة وستون حديثاً، له من ذلك في الصحيحين ۷۵، وتفرّد البخاري بمائة وعشرين حديثاً، وتفرد مسلم بتسعة أحاديث.

وقد جمعت أحاديثه في المسند الجامع فبلغت ۱۱۸۵ حديثاً.(۱)

وشهد ابن عباس مع الاِمام علي (عليه السلام) حروبه كلّها: الجمل وصفين والنهروان، وولاّه أمير الموَمنين البصرةَ بعد ظفره بأصحاب الجمل، وكان يُعدّه لمهام الاَُمور.

وكان بين ابن عباس، ومعاوية وابن الزبير منافرات شديدة، رواها الموَرّخون في كتبهم، ولما دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة، أبى ابن عباس أن يبايعه، فأخرجه من مكة إلى الطائف فتوفي بها سنة ثمان و ستين، ولما دفن قال محمد بن الحنفية: اليوم مات ربّانيّ هذه الاَُمّة.(۲)

روائع أحاديثه

۱. أخرج البخاري في صحيحه، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أبغض الناس إلى اللّه ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الاِسلام سنّة الجاهليّة، ومطَّلب دم امرىَ بغير حقٍّ ليهريق دمه».(۳)

۲. أخرج البخاري في الاَدب المفرد، عن عبد اللّه بن المساور، قال: سمعت ابن عباس يخبر ابن الزبير، يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:

«ليس الموَمن الذي يشبع وجاره جائع».(۴)

۳. أخرج الترمذي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية اللّه، وعين باتت تحرس في سبيل اللّه».(۵)

۴. أخرج الترمذي، عن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) :«احبُّوا اللّه لما يغذوكم من نعمه، واحبّوني بحبِّ اللّه، وأحبّوا أهل بيتي لحبِّي».(۶)

۵. أخرج الترمذي في سننه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حامل الحسن بن علي على عاتقه، فقال رجل: نعم المركب ركبتَ يا غلام، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «ونعم الرّاكب هو».(۷)

۶. أخرج عبد بن حميد في مسنده، عن عطاء، عن ابن عباس، قال:

قيل لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أي جلسائنا خير؟ قال: «من ذكَّركم باللّه روَيته، وزاد في علمكم منطقُه، وذكَّركم بالآخرة عملُه».(۸)

۷. أخرج ابن ماجة في سننه، عن محمد بن كعب القُرظيّ، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ لكلّدين خُلقاً، وإنّ خلق الاِسلام الحياء.(۹)

۸. أخرج أحمد في مسنده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال:

«اتّقوا الحديث عنّي إلاّما علمتم، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبّوأ مقعده من النار، و من قال في القرآن برأيه فليتبّوأ مقعده من النار».(۱۰)

۹. أخرج أحمد في مسنده، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) :

«الدّين النصيحة»، قالوا: لمن؟ قال: «للّه ولرسوله ولاَئمّة الموَمنين».(۱۱)

۱۰. أخرج مسلم في صحيحه، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، قال:

لما حُضِـرَ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : هلمّ، اكتب لكم كتاباً، لا تضلّون بعده، فقال عمر: إنّ رسول اللّه صقد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه، فاختلف أهل البيت فاختصموا... فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع.

فكان ابن عباس يقول: إنّ الرزيّة كلّالرزيّة ما حال بين رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.(۱۲)

وقد عزيت إليه أحاديث سقيمة لا تستقيم مع الضوابط التي ذكرناها في صدر الكتاب.

أحاديثه السقيمة

۱. جواز التيمم مع إمكان العثور على الماء

أخرج أحمد، عن حنش، عن ابن عباس انّ رسول اللّه كان يخرج و يهريق الماء و يتمسّح بالتراب، فأقول: يا رسول اللّه إنّالماء منك قريب، فيقول: فما يدريني لعلّي لا أبلغه.(۱۳)

وفي الحديث تساوَل وهو:

إنّ الفقهاء اتفقوا على أنّ فاقد الماء إذا تمكّن من تحصيله بلا مشقة أو تغرير بالنفس يجب عليه تحصيله، قال في المغني:

إذا وجد بئراً وقدر على التوصل إلى مائه من غير ضرر أو الاغتراف بدلو أو ثوب يبلّه ثمّ يعصره لزم ذلك.(۱۴)

ولكن الظاهر من الحديث عدم وجوب تحصيل الماء مع التمكّن العرفي منه، بحجة انّه لا يدري لعله لا يبلغ إلى الماء، ومن المعلوم انّ مثل هذا الاحتمال مخالف لما عليه العقلاء من استصحاب الصحة وبقاء التمكن .

۲. لعن النبيّ زائرات القبور

أخرج أبو داود في سننه، عن أبي صالح يحدّث عن ابن عباس، قال: لعن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) زائرات القبور، والمتّخذين عليها المساجد و السُّروج.(۱۵)

إنّ الحديث تضمن أحكاماً ثلاثة:

الاَوّل: منع النساء عن زيارة القبور.

الثاني: منع اتخاذ القبور مساجد.

الثالث: منع إضاءة القبور بالسروج.

أمّا الاَوّل: فلو افترضنا صحّته فانّه منسوخ بما قام به النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في أُخريات حياته، فقد زار البقيع مع زوجته عائشة، حيث روت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انّه قالص: إنّ جبرئيل أتاه، فقال له: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قال: قلت: كيف أقول لهم يا رسول اللّه؟ قال: قولي : السَّلام على أهل الديار من الموَمنين والمسلمين ويرحم اللّه المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون.(۱۶)

وأمّا الثاني: فهو يخالف القرآن الكريم حيث إنّ التأمل في قصة أصحاب الكهف يكشف لنا انّ بناء المسجد بجوار القبر كان سنة متبعة عند الاَُمم وفي الشرائع السماوية السابقة، وقد أشار إليها القرآن من دون أي ردّ أو نقد، بل ربّما يظهر منه الاِمضاء وذلك انّ أصحاب الكهف عندما انكشف خبرهم بعد ثلاثمائة وتسع سنين، اختلف الناس في كيفية تكريمهم إلى طائفتين، فقالت طائفة: ( ابنوا علَيهِم بُنياناً) تخليداً لذكراهم.

وقالت أُخرى:(لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) حتى يكون محلاً لعبادة اللّه تعالى بجوار قبور هوَلاء الذين رفضوا عبادة غير اللّه، وخرجوا من ديارهم هاربين من الكفر إلى طاعة اللّه.

وقد أجمع المفسرون على أنّالاقتراح الاَوّل كان من المشركين، والاقتراح الثاني من الموَمنين الموحّدين، فعندئذٍ يثار هذا السوَال.

إذا كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها أمراً محرماً في الشريعة الاِسلامية، وكان المباشر للعمل مستحقاً للعن، فلماذا ذكر القرآن اقتراحهم من دون أيِّ نقد أو ردع؟ أليس ذلك دليلاً على الجواز ؟ بل يدل على أنّسيرة الموَمنين الموحّدين كانت جارية على هذا الاَمر و كانت بمثابة التبرّك بصاحب القبر.

هذا وانّ مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحتضن القبر الشريف للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والمسلمون يصلّون فيه طيلة ۱۴ قرناً ولم يخطر ببال أحد منهم انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن المتخذين على القبور المساجد.

إذ لو صحّ الحديث فهو محمول على ما إذا كانت القبور قبلة المصلّين أو مسجودة لهم.

وأمّا الثالث: فلا يعلم له وجه إذا كان الاِسراج لغاية عقلائية كالصلاة وقراءة الدعاء والقرآن أو غير ذلك ممّا لا يعدّ إسرافاً ولا عبادة لصاحب القبر.

۳. معاوية أوّل من نهى عن التمتع في الحجّ

أخرج الترمذي، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: تمتع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر وعمر و عثمان، وأوّل من نهى عنها معاوية.(۱۷)

والحديث مخالف لما اتّفق عليه قاطبة المسلمين من أنّ أوّل من نهى عن التمتع في الحج هو عمر بن الخطاب، ووضوح الاَمر يغنينا عن ذكر المصدر.

أضف إلى ذلك ما رواه نفس الترمذي عقيب هذا الحديث عن محمد بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل انّه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحجّ، فقال الضحاك بن قيس: لا يَصنع ذلك إلاّ من جهل أمر اللّه.

فقال سعد: بئس ما قلت يا ابن أخي.

فقال الضحاك بن قيس: فانّعمربن الخطاب قد نهى عن ذلك.

فقال سعد: قد صنعها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وصنعناها معه.

ثمّ قال الترمذي: وهذا حديث صحيح.(۱۸)

۴. تزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محرم

أخرج البخاري، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوَّج ميمونة وهو محرم.(۱۹)

وفي الحديث عدّة احتمالات:

الاَوّل: أن يكون المراد من التزويج هو الجماع ويكون عندئذٍ مخالفاً لصريح القرآن الكريم، يقول سبحانه: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَوَلا جِدالَفي الحَجّ) (البقرة/۱۹۷) ومعنى الآية انّمن ألزم نفسه بالشروع في الحجّ بالنية قصداً باطناً، وبالاِحرام فعلاً ظاهراً، وبالتلبية نطقاً مسموعاً، يحرم عليه الجماع.

قال القرطبي: قال ابن عباس وابن جبير والسدي وقتادة والحسن و عكرمة و الزهري ومجاهد ومالك: الرفث الجماع، أي فلا جماع لاَنّه يفسده.(۲۰)

الثاني: أن يكون المراد منه إجراء صيغة العقد، وهذا ما ينافي ما رواه عثمان، يقول: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يَنكحُ المحرِمُ ولا يُنكَح ولا يُخطَب.

قال البيهقي : رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى عن مالك.(۲۱)

وقال الشيخ الطوسي في الخلاف: إذا كان الولي أو وكيله أو الزوج أو وكيله في القبول، أو المرأة محرمين أو واحد منهم محرماً، فالنكاح باطل، وبه قال في الصحابة علي (عليه السلام) وعمر وابن عمر وزيد بن ثابت ولا مخالف لهم في الصحابة.

وإليه ذهب في التابعين سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار والزهري، وفي الفقهاء مالك والشافعي والاَوزاعي وأحمد وإسحاق.(۲۲)

وقال ابن حجر: اختلف العلماء في هذه المسألة(أي عقد المحرم).

فالجمهور على المنع لحديث عثمان لا ينكح المحرم ولا ينكح أخرجه مسلم.

وأجابوا عن حديث ميمونة بأنّه اختلف في الواقعة كيف كانت، ولا تقوم بها الحجّة، ولاَنّها تحتمل الخصوصية فكان الحديث في النهي عن ذلك أولى بأن يوَخذ به.(۲۳)

أضف إلى ذلك انّ الحجّ هو الوفود إلى اللّه سبحانه بترك العلائق الدنيوية ونسيانها والخروج إليه سبحانه بقلب طاهر ، والحاجّ الوافد إليه سبحانه يمثَّل بلبس ثوبي الاِحرام انّه لا يملك من الدنيا إلاّ الثوب، ففي هذه الحالة إذا حرم الطيب على المحرم، فأولى أن يكون التزويج، محرماً عليه.

فالرواية إمّا موضوعة أو محمولة على مورد خاصّ.

أضف إلى ذلك ما أخرجه غير واحد من المحدّثين انّ النبيتزوج ميمونة وهو حلال.

أخرج الترمذي عن سليمان بن يسار عن أبي رافع قال: تزوج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ميمونة وهو حلال، و بنى بها و هو حلال، وكنت أنا الرسول فيما بينهما.(۲۴)

۵. رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربَّه مرّتين

أخرج الترمذي، عن عكرمة ،عن ابن عباس، قال: رأى محمدٌ ربّه.

قلت: أو ليس اللّه يقول: (لا تُدْرِكُهُ الاََبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاََبْصارَ ) ؟

قال: ويحك، ذاك إذاتجلّى بنوره الذي هو نوره، وقال: أُرَيه مرّتين.(۲۵)

نُعلّق على الحديث بالقول:

إنّ الروَية من مستوردات الاَحبار، وقد وردت في العهد القديم، وإليك مقتطفات منها:

۱. رأيتُ السيد جالساً على كرسي عال...، فقلت: ويل لي لاَنّعينيّ قد رأتا الملك ربّ الجنود(اشعيا:۶/۱/۶) والمقصود من السيد هو اللّه جلّذكره.

۲. كنت أرى انّه وضعت عروش وجلس القديم الاَيام، لباسه أبيض كالثلج، وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار.(دانيال:۷/۹).

۳. أما أنا فبالبرّ أنظر وجهك.(مزامير داود:۱۷/۱۵).

وما جاء في الرواية انّ محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربّه مرّتين مخالف للقرآن أوّلاً، والعقل الصريح ثانياً.

أمّا القرآن، فقال سبحانه: (لا تُدْرِكُهُ الاََبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاََبْصارَ وَهُوَ اللَّطيفُالخَبير ) (الاَنعام/۱۰۳) والآية صريحة في أنّه ليس للاَبصار أن تدركه فهو فوق الاِدراك، وتفسير الادراك في الآية بالاِحاطة لاَجل تصحيح العقيدة، مهزلة لا توافقه اللغة .

وما نقل عن ابن عباس في تخصيص مفاد الآية بما إذا تجلّى بنوره، فهو تفسير بالرأي ولو قام به غيره لرمي بالجهمية.

والذي يوقفك على جليّة الحال انّه سبحانه كلما ذكر موضوع روَيته ذكره بتنديد واستنكار، قال سبحانه: (وَإِذْقُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُوَْمِنَ لَكَ حَتّى نَرَى اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة/۵۵).

وقال سبحانه: (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَـرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ)(النساء/۱۵۳).

كلّذلك يدفع الاِنسان إلى أنّ روَية اللّه من الاَُمور المنكرة لدى الوحي.

وثمّة كلمة قيّمة للاِمام الطاهر أبي الحسن علي بن موسى الرضا «عليهما السلام» ـ كلّم بها أبا قرّة أحد المحدّثين في عصره ـ قال أبو قرّة: إنّا رُوِينا انّ اللّه عزّوجلّ قسّم الروَية والكلام بين اثنين،فقسّم لموسى (عليه السلام) الكلام، ولمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) الروَية؟

فقال أبو الحسن (عليه السلام) : فمن المبلِّغ عن اللّه عزّ وجلّ إلى الثقلين: الجنّ والاِنس: (لا تُدْرِكُهُ الاََبْصار وَهُوَ يُدْرِكُ الاََبْصار )(الاَنعام / ۱۰۳) و (وَلا يُحِيطُونَ بِه عِلْماً)(طه / ۱۱۰) و(ليسَ كَمِثْلِهِشَيء) (الشورى / ۱۱) أليس محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ قال: بلى، قال: فكيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم انّه جاء من عند اللّه، وأنّه يدعوهم إلى اللّه بأمر اللّه، ويقول: (لا تُدْرِكُهُ الاََبْصار وَهُوَ يُدْرِكُ الاََبْصار ) و(وَلا يُحِيطُونَ بِه عِلماً)و(ليسَ كَمِثْلِهِشَيء) ثمّ يقول : أنا رأيته بعيني، وأحطت به علماً، وهو على صورة البشر؟ أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا: أن يكون يأتي عن اللّه بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر.(۲۶)

وأمّا العقل، فانّ روَية اللّه مستحيلة عقلاً لوجوه:

الاَوّل: انّ الروَية البصرية لا تقع إلاّ أن يكون للمرئيّ جهة ومكان وأن يكون المرئيّ مقابلاً لعين الرائي، وكلّذلك ممتنع على اللّه سبحانه، والقول بحصول الروَية الحسيّة بلا هذه الشرائط أشبه بالجمع بين الفرضين المتضادين،والروَية بلا كيف، نفي للروَية الحسية التي تحكي عنها الرواية، والروَية القلبية خارجة عن مدلولها.

الثاني: انّ الروَية إمّا أن تقع على اللّه كلّه فيكون مركباً محدوداً متناهياً محصوراً، وإمّا أن تقع على بعضه فيكون مبعّضاً مركّباً، وكلّ ذلك ممّا لا يلتزم به أهل التنزيه.

الثالث: انّ كلّ مرئيّ بجارحة العين يشار إليه بحدقتها، وأهل التنزيه كالاَشاعرة وغيرهم ينزّهونه سبحانه عن الاِشارة إليه باصبع أو غيره.

الرابع: انّ الروَية بالعين الباصرة لا تتحقق إلاّبوقوع النور على المرئي وانعكاسه منه إلى العين، واللّه سبحانه منزّه عن كلّذلك.

وعلى ذلك فالرواية من الموضوعات، حتى انّ السيدة عائشة قد كذَّبت روَية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه في غير واحد من رواياتها، وقد أدخله الوضاعون في الحديث النبوي عن طريق حبر الاَُمّة ووضعوا للحديث سنداً.

إنّ مسألة التجسيم وبالاَخص روَية اللّه تبارك و تعالى حازت على أهمية بالغة في الاَحاديث المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولو قام الباحث بجمع ما جاء من الروايات حول هذا الموضوع ربّما ألّف رسالة، وإليك نماذج:

۱.ما أخرجه الدارمي في سننه عن خالد بن اللجلاج، وسأله مكحول أن يحدّثه، قال: سمعت عبد الرحمان بن عائش، يقول: سمعت رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» يقول:

رأيت ربي في أحسن صورة، قال: فيم يختصم الملاَ الاَعلى؟

فقلت: أنت أعلم يا رب، قال: فوضع كفّه بين كتفيّ فوجدت بردها بين ثدييَّ، فعلمت ما في السماوات والاَرض، و تلا( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالاََرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنين) (الاَنعام/۷۵).(۲۷)

۲.أخرج ابن ماجة، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، قال: قلت يا رسول اللّه:

نرى اللّه يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال: يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر مخلياً به؟

قال: قلت: بلى. قال: فاللّه أعظم و ذلك آية في خلقه.(۲۸)

۳. أخرج ابن ماجة، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : ضحك ربُّنا من قنوط عباده و قرب غِيَرِهِ، قال: قلت: يا رسول اللّه أو يضحك الربّ؟ قال: نعم، قلت: لن نَعْدِم من ربٍّ يضحك خيراً.(۲۹)

۶. ثلاثة اقتراحات لاَبي سفيان

أخرج مسلم عن أبي زميل قال: حدثني ابن عباس، قال:

كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي «صلى الله عليه وآله وسلم» : يا نبيّ اللّه ثلاث أُعطينهنّ، قال: نعم، قال: عندي أحسن العرب وأجمله أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم.

قال: و معاوية تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم.

قال: وتوَمرني حتى أُقاتل الكفار كما كنت أُقاتل المسلمين ، قال: نعم.

قال أبو زميل: ولولا انّه طلب ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أعطاه ذلك لاَنّه لم يكن يُسأل شيئاً إلاّقال: نعم.(۳۰)

وقد بيّنا حال الحديث في مقدمة الكتاب وأوضحنا انّ التاريخ الصحيح يشهد على كذب الرواية وانّ أُم حبيبة أسلمت مع زوجها في مكة المكرمة وهاجرت معه إلى الحبشة، وتزوّج بها النبيّ قبل الفتح بعد مجيئها منها إلى المدينة وقد مات زوجها، فكيف يطلب أبو سفيان من النبي تزويجها منه بعد فتح مكة عام ۸ هـ ؟!

۷. خويلد يُزوج خديجة ثملاً

أخرج أحمد في مسنده، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس:

انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر خديجة وكان أبوها يرغب أن يزوجها، فصنعت طعاماً وشراباً، فدعت أباها وزُمراً من قريش، فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة لاَبيها : إنّمحمّد بن عبد اللّه يخطبني، فزوِّجني إيّاه، فزوَّجها إيّاه، فخلعته وألبسته حلّةً، وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلمّا سُرِّي عنه سكره، نظر، فإذا هو مخلَّق وعليه حلّة، فقال: ما شأني،ما هذا؟ قالت: زوَّجتني محمد بن عبد اللّه، قال: أنا أزوِّج يتيم أبي طالب؟ ! لا لعمري. فقالت خديجة: أما تستحي؟ تريد أن تسفِّه نفسك عند قريش. تخبر النّاس أنّك كنت سكران؟ فلم تزل به حتّى رضي.(۳۱)

لا يخفى انّ الحديث عليل من جهات:

الاَُولى: انّ صدر الحديث يشعر برغبة والدها في التزويج،ولذلك قامت خديجة فصنعت شراباً وطعاماً ودعت أباها وزمراً من قريش.

ولكن ذيل الحديث يعرب انّه ما كان راضياً بالتزويج منذ بدء الاَمر، لاَنّه يعلل عدم رضاه بقوله: «أنا أُزوج يتيم أبي طالب؟ لا لعمري».

الثانية: انّه لوأخذنا بذيل الحديث يلزم أن نرمي السيدة خديجة بإعمال الحيلة بغية الزواج من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث صنعت طعاماً و شراباً لاَبيها و زمراً من قريش وأثملتهم كي تتوصل بذلك إلى رضا أبيها بالزواج مخاطبة إياه، وهو ثمل بقولها: إنّ محمد بن عبد اللّه يخطبني فزوجني إيّاه، فزوجها إياه فخلعته وألبسته الحلة.

والسيدة خديجة من أعفِّ النساء و من سيدات نساء الجنة .روى مسلم عن عبد اللّه بن جعفر يقول: سمعت علياً بالكوفة يقول: سمعت رسول اللّه يقول: خير نسائها مريم بنت عمران و خير نسائها خديجة بنت خويلد ، قال أبو كريب: وأشار وكيع إلى السماء والاَرض.(۳۲)فهي أجل من أن تتوصل إلى مطلوبها بهذه الحيلة الشيطانية.

الثالثة: انّ غير واحد من أصحاب السير ذكروا انّ أبا طالب ولفيفاً من أعمام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حضروا المجلس وتقدم أبو طالب بإيراد الخطبة بقوله: ثمّ إنّ ابن أخي محمد بن عبد اللّه لا يوزن به رجل إلاّرجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً، وإن كان في المال، فانّ المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة، له في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي، و محمد من قد عرفتم قرابته.

فأجاب ورقة بن نوفل بن أسد الذي كان من أقارب خديجة بقوله: لا تُنكر العشيرة فضلَكم، ولا يرد أحد فخركم وشرفكم،وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم.

ثمّ أجري عقد النكاح ومهرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعمائة دينار وقيل أصدقها عشرين بكرة.(۳۳)

هذه الاَُمور تعرب عن أنّالمجلس كان مجلسَ عقل و وعي وصلاح و فلاح، وانّ التزويج كان على ملاك الشرف و الفضل وعن رغبة ورضاً.

وأين هذا مما جاء في الرواية من أنّ السيدة خديجة تُقدِّم كوَوس الشراب إلى أبيها وزمراً من قريش إلى آخر ما جاء في الرواية؟!

وقد روي عن ابن عباس في تاريخ الخميس ما يخالف المروي هنا فقد جاء فيه: قالت خديجة لاَبيها: إنّ محمد بن عبد اللّه يخطبني، فزوجها إيّاه، فخلعته وألبسته حلّة، وكذلك كانوا يصنعون إذا زوّجوا نساءهم.(۳۴)

۸. تردّد ابن عباس في جملة أنّها من القرآن

أخرج مسلم في صحيحه، عن عطاء، يقول: سمعت ابن عباس، يقول: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:لو انّ لابن آدم ملء وادٍمالاً، لاَحبَّ أن يكون إليه مثله ولا يملاَ نفس ابن آدم إلاّ التراب،واللّه يتوب على من تاب.

قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا ؟(۳۵)

إنّ هذا الحديث يحطّ من شأن القرآن الكريم كما يحطّ من مقام حبر الاَُمّة، فقد بلغ القرآن من الفصاحة والبلاغة بمكان جعله متميزاً بجوهره عمّا سواه فلا يشتبه القرآن بغيره، وإلاّلزم بطلان الاحتجاج به.

كما أنّ حبر الاَُمّة وإمامها أجل من أن لا يُميِّز حديث الرسول عن القرآن، فلو صحّ فإنّما يصحّ صدر الحديث لا ذيله، إلاّ إذا اريدت منه المبالغة في علوّ المضمون.

۹. الروافض على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

أخرج عبد بن حميد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : يكون في آخر الزمان قوم ينبزون: الرافضة يرفضون الاِسلام و يلفظونه، اقتلوهم فانّهم مشركون.(۳۶)

إنّ الحديث موضوع على لسان ابن عباس، والغاية من الوضع التنديد بشيعة آل البيت من أبناء الرسول، ولكن الواضع غفل عن أنّ الرافضة في عهد الرسول وبعده إلى قرن لم يكن يستعمل إلاّ في من يرفض الحكومات السائدة، لا في الموالين لعلي وأهل بيته (عليهم السلام) ولذلك أطلق اصطلاح الرافضة على طلحة والزبير ومروان بن الحكم ممّن قاموا في وجه علي (عليه السلام) وحكومته.

هذا وقد كتب معاوية إلى عمرو بن العاص وهو في البِيَع.

أمّا بعد: فانّه كان من أمر عليّوطلحة والزبير ما قد بلغك،وقد سقط إلينا(۳۷)قى مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة....(۳۸)

ويوَيد ذلك انّ ابن منظور يفسر الروافض بجنود تركوا قائدهم وانصرفوا، وقال: فكلّطائفة منهم رافضة والنسبة إليهم رافضيّون.

فلم يكن في عهد الرسول ولا في عهد الخلفاء أيّ اصطلاح خاص في لفظ الرافضة، سوى ما ذكرناه، أعني: من يخالف السلطة الحاكمة، من غير فرق بين شيعيّ وسنّي، علويّ أو أموي.

۱۰. أخذ الاَُجرة على تعليم كتاب اللّه

أخرج البخاري في صحيحه، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس: أنّ نفراً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّوا بماء فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق؟ إنّ في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب اللّه أجراً،حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول اللّه أخذ على كتاب اللّه أجراً، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّأحقّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب اللّه.(۳۹)

قال ابن الجوزي: قال ابن عدي : روى عمر بن المحرم البصري، عن ثابت الحفار عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: سألت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم):

عن كسب المعلمين فقال: إنّ أحقّ ما أخذ عليه الاَجر كتاب اللّه.

قال ابن عدي: لعمرو أحاديث مناكير، وثابت لا يعرف والحديث منكر.(۴۰)

قال ابن حجر: وقال الحنفية: لا يجوز أخذ الاَُجرة في تعليم الكتاب وأجازوه في الرقى كالدواء، قالوا: لاَنّ تعليم القرآن عبادة والاَجر فيه على اللّه.

وادّعى بعضهم نسخه بالاَحاديث الواردة في الوليد على أخذ الاَُجرة على تعليم القرآن وقد رواها أبو داود وغيره.(۴۱)

وعلى أيّة حال فأخذ الاَُجرة على تعليم كتاب اللّه أمر مرغوب عنه، ولو جاز فليس قطعاً من أحقّ ما يوَخذ عليه الاَجر، فالرواية ضعيفة جداً أو مكذوبة.

۱. انظر المسند الجامع:ج۸ وج۹.

۲. انظر أُسد الغابة: ۳/۲۹۰؛ طبقات ابن سعد: ۲/۳۶۵؛ سير أعلام النبلاء: ۳/۳۳۱ برقم ۵۱.

۳. صحيح البخاري: ۹/۶۷، باب من طلب دم امرىَ بغير حق.

۴. الاَدب المفرد: ۵۴ برقم ۱۱۲.

۵. سنن الترمذي: ۴/۱۷۵برقم ۱۶۲۹.

۶. سنن الترمذي: ۵/۶۶۴ برقم ۳۷۸۹.

۷. سنن الترمذي: ۵/۶۶۱ برقم ۳۷۸۴.

۸. مسند عبد بن حميد: برقم ۶۳۱.

۹. سنن ابن ماجة: ۲/۱۳۹۹ برقم ۴۱۸۲.

۱۰. مسند أحمد بن حنبل: ۱/۲۳۳.

۱۱. مسند أحمد:۱/۳۵۱.

۱۲. صحيح مسلم: ۵/۷۶، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، من كتاب الوصية.

۱۳. مسند أحمد:۱/۲۸۸ و۳۰۳.

۱۴. المغني: ۱/۲۴۰.

۱۵. سنن أبي داود: ۳/۲۱۸ برقم ۳۲۳۶.

۱۶. صحيح مسلم: ۳/۶۴، باب ما يقال عند دخول القبور.

۱۷. سنن الترمذي: ۳/۱۸۵ برقم ۸۲۲. ولاحظ أيضاً رقم ۸۲۴.

۱۸. المصدر السابق برقم ۸۲۳.

۱۹. صحيح البخاري: ۳/۱۵، باب تزويج المحرم ؛ مسند أحمد: ۱/۲۸۵؛ سنن النسائي: ۵/۱۹۱ الرخصة في النكاح للمحرم .

۲۰. تفسير القرطبي: ۲/۴۰۷، تفسير آية ۱۹۷ من سورة البقرة.

۲۱. السنن الكبرى للبيهقي: ۵/۶۵.

۲۲. الطوسي، الخلاف: ۲/۳۱۵.

۲۳. فتح الباري: ۴/۵۲.

۲۴. سنن الترمذي: ۳/۲۰۰ برقم ۸۴۱.

۲۵. سنن الترمذي: ۵/۳۹۵ برقم ۳۲۷۹.

۲۶. التوحيد للصدوق:۱۱۰ـ۱۱۱، الحديث ۹.

۲۷. سنن الدارمي:۲/۱۲۶، باب في روَية الرب تعالى في النوم برقم ۲۱۵۵.

۲۸. سنن ابن ماجة:۱/۶۴ برقم ۱۸۰.

۲۹. سنن ابن ماجة: ۱/۶۴ برقم ۱۸۱.

۳۰. صحيح مسلم: ۷/۱۷۱، باب فضائل أبي سفيان بن حرب.

۳۱. مسند أحمد:۱/۳۱۲.

۳۲. صحيح مسلم: ۷/۱۳۲، باب فضائل خديجة.

۳۳. تاريخ الخميس:۱/۲۶۴؛ السيرة الحلبية:۱/۱۳۹؛ مناقب آل أبي طالب: ۱/۳۰.

۳۴. الديار بكري، تاريخ الخميس:۱/۲۶۴.

۳۵. صحيح مسلم:۳/۱۰۰، باب لو ان لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً ؛صحيح البخاري: ۸/۹۲ باب ما يتقى من فتنة المال، نقله باسنادين يشتمل النقل الثاني على قوله قال ابن عباس: «فلا أدري من القرآن هو أم لا».

۳۶. مسند عبد بن حميد برقم ۶۹۸، رواه في المسند الجامع: ۹/۵۹۶ برقم ۱۱۷۶.

۳۷. سقط إلينا أي نزل إلينا.

۳۸. وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري، ص ۳۹.

۳۹. صحيح البخاري:۷/۱۳۲، باب الشرط في الرقية بقطيع من الغنم من كتاب الطب، ورواه أيضاً:۳/۹۳، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، من كتاب الاجارة.

۴۰. الموضوعات:۱/۲۲۹، باب أخذ الاَُجرة على التعليم.

۴۱. فتح الباري: ۴/۳۴۵۳؛ وانظر كتاب الموضوعات لابن الجوزي:۱/۲۲۸، فقد نقل الاَحاديث المجوزه والناهية.