683
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۷۲۵.الفتوح : أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلى‏ أصحابِهِ وقالَ : هَل فيكُم أحَدٌ يَخبُرُ ۱ الطَّريقَ عَلى‏ غَيرِ الجادَّةِ ؟ فَقالَ الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ الطائِيُّ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ! أنَا أخبُرُ الطَّريقَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إذاً سِر بَينَ أيدينا ! قالَ : فَسارَ الطِّرِمّاحُ وَاتَّبَعَهُ الحُسَينُ عليه السلام هُوَ وأصحابُهُ ، وجَعَلَ الطِّرِمّاحُ يَقولُ :
يا ناقَتي لا تَجزَعي مِن زَجري‏وَامضي بِنا قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ
بِخَيرِ فِتيانٍ وخَيرِ سَفرِإلى‏ رَسولِ اللَّهِ أهلِ الفَخرِ
اَلسّادةِ البيضِ الوُجوهِ الزُّهرِاَلطّاعنينَ بِالرِّماحِ السُّمرِ
اَلضّارِبينَ بِالسُّيوفِ البُترِحَتى‏ تَحُلّي بِكَريمِ النَّجرِ
بِماجِدِ الجَدِّ رَحيبِ الصَّدرِأتى‏ بِهِ اللَّهُ لِخَيرِ أمرِ
عَمَّرَهُ اللَّهُ بَقاءَ الدَّهرِيا مالِكَ النَّفعِ مَعاً وَالضُّرِّ
اُمدُد حُسَيناً سَيِّدي بِالنَّصرِعَلَى الطُّغاةِ مِن بَقايَا الكُفرِ
عَلى‏ اللَّعينَينِ سَليلَي صَخرِ۲يَزيدَ لا زالَ حَليفَ الخَمرِ
وَالعودِ وَالصَّنجِ مَعاً وَالزَّمرِوَابنِ زِيادِ العهرِ وَابنِ العهرِ .۳

1.خَبَرتُ الشي‏ءَ أخبُرُ - من باب قَتَل - : علمتُهُ (المصباح المنير : ص ۱۶۲ «خبر») .

2.صخر : هو اسم أبي سفيان .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۷۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۳ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۶ وفيه إلى «الضاربين بالسيوف البترِ» وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۷۸ وراجع : مثير الأحزان : ص ۴۸ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
682

۷۲۴.أنساب الأشراف : تَنَحَّى [الحُرُّ بنُ يَزيدَ] بِأَصحابِهِ في ناحِيَةِ عُذَيبِ الهِجاناتِ - وهِيَ الَّتي كانَت هَجائِنُ النُّعمانِ بنِ المُنذِرِ تَرعى‏ بِها - وإذا هُم بِأَربَعَةٍ نَفَرٍ مُقبِلينَ مِنَ الكوفَةِ عَلى‏ رَواحِلِهِم ، يَجنُبونَ فَرَساً لِنافِعِ بنِ هِلالٍ - يُقالُ لَهُ الكامِلُ - وكانَ الأَربَعَةُ النَّفَرُ : نافِعُ بنُ هِلالٍ المُرادِيُّ ، وعَمرُو بنَ خالِدٍ الصَّيداوِيُّ وسَعدٌ مَولاهُ ، ومُجَمِّعُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ العائِذِيِّ مِن مَذحِجٍ .
فَقالَ الحُرُّ : إنَّ هؤُلاءِ القَومَ لَيسوا مِمَّن أقبَلَ مَعَكَ ، فَأَنَا حابِسُهُم أو رادُّهُم .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : إذاً أمنَعَهُم مِمّا أمنَعُ مِنهُ نَفسي ! إنَّما هؤُلاءِ أنصاري وأعواني ، وقَد جَعَلتَ لي ألّا تَعرِضَ لي حَتّى‏ يَأتِيَكَ كتابُ ابنِ زِيادٍ . فَكَفَّ عَنهُم .
وسَأَلَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام عَنِ النّاسِ ، فَقالوا : أمَّا الأَشرافُ فَقد اُعظِمَت رِشوَتُهُم ، ومُلِئَت غَرائِرُهُم لِيُستَمالَ وُدُّهُم ، وتُستَنزَلَ نَصائِحُهُم ، فَهُم عَلَيكَ إلبٌ واحِدٌ ، وما كَتَبوا إلَيكَ إلّا لِيَجعَلوكَ سوقاً وكَسباً . وأمّا سائِرُ النّاسِ بَعدُ ، فَأَفئِدَتُهُم تَهوي إلَيكَ ، وسُيوفُهُم غَداً مَشهورَةٌ عَليكَ .
وكانَ الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ دَليلَ هؤُلاءِ النَّفَرِِ ، فَأَخَذَ بِهِم عَلَى الغَرِيَّينِ ، ثُمَّ ظَعَنَ بِهِم فِي الجَوفِ ، وخَرَجَ بِهِم عَلَى البَيضَةِ إلى‏ عُذَيبِ الهِجاناتِ ، وكانَ يَقولُ وهُوَ يَسيرُ :
يا ناقَتي لا تَذعَري مِن زَجري‏وشَمِّري قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ
بِخَيرِ رُكبانٍ وخَيرِ سَفرِحَتّى‏ تَحُلّي بِكَريمِ النَجرِ
أتى‏ بِهِ اللَّهُ بِخَيرِ أمرِثَمَّتَ أبقاهُ بَقاءَ الدَّهرِ
فَدَنا الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : وَاللَّهِ إنّي لَأَنظُرُ فَما أرى‏ مَعَكَ كَبيرَ أحَدٍ ، ولَو لَم يُقاتِلكَ غَيرُ هؤُلاءِ الَّذينَ أراهُم مُلازِمينَ لَكَ مَعَ الحُرِّ لَكانَ ذلِكَ بَلاءً ، فَكَيفَ وقَد رَأَيتُ - قَبلَ خُروجي مِنَ الكوفَةِ بِيَومٍ - ظَهرَ الكوفَةِ مَملوءاً رِجالاً ، فَسَأَلتُ عَنهُم فَقيلَ : عُرِضوا لِيُوَجَّهوا إلَى الحُسَينِ - أو قالَ : لِيُسَرَّحوا - فَنَشَدتُكَ اللَّهَ إن قَدَرتَ ألّا تَتَقَدَّمَ إلَيهِم شِبراً إلّا فَعَلتَ . وعَرَضَ عَلَيهِ أن يُنزِلَهُ أجَأً أو سَلمى‏ ۱ أحَدَ جَبَلَي طَيِ‏ءٍ ، فَجَزّاهُ خَيراً ، ثُمَّ وَدَّعَهُ ومَضى‏ إلى‏ أهلِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ يُريدُهُ فَبَلَغَهُ مَقتَلُهُ ، فَانصَرَفَ . ۲

1.راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۲ وراجع : مثير الأحزان : ص ۴۳ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 286979
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي