فأمَّا اللَّذانِ لا يَجوزانِ عَلَيهِ فقَولُ القائلِ : واحِدٌ ، يَقصُدُ بِه بابَ الأعدادِ ، فهذا ما لا يَجوزُ ؛ لِأنَّ ما لا ثانِيَ لَهُ لا يَدخُلُ في بابِ الأعدادِ ، أما تَرى أ نَّهُ كَفَرَ مَن قالَ : ثالِثُ ثَلاثَةٍ . وقولُ القائلِ : هُوَ واحِدٌ مِنَ النّاسِ يُريدُ بِهِ النَّوعَ مِنَ الجِنسِ ، فهذا ما لا يَجوزُ عَلَيهِ ؛ لأنَّهُ تَشبيهٌ ، وجَلَّ رَبُّنا عَن ذلكَ وتَعالى.
وأمّا الوَجهانِ اللّذانِ يَثبُتانِ فيهِ : فقَولُ القائلِ : هُوَ واحِدٌ لَيسَ لَهُ في الأشياءِ شَبَهٌ ، كَذلِكَ رَبُّنا ، وقولُ القائلِ: إنَّهُ عَزَّوجلَّ أحَدِيُّ المَعنى ، يَعني بِهِ أ نَّهُ لا يَنقَسِمُ في وُجودٍ ولا عَقلٍ ولا وَهمٍ ، كَذلكَ رَبُّنا عَزَّوجلَّ .۱
۱۲۴۸۵.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : الأحَدُ الفَردُ المُتَفَرِّدُ ، والأحَدُ والواحِدُ بِمَعنى واحِدٍ ، وهُوَ المُتَفَرِّدُ الّذي لا نَظيرَ لَهُ ، والتَّوحيدُ الإقرارُ بِالوَحدَةِ وهُوَ الانفِرادُ ، والواحِدُ المُتَبائنُ الّذي لا يَنبَعِثُ مِن شَيءٍ ، ولا يَتَّحِدُ بِشَيءٍ ، ومِن ثَمَّ قالوا: إنَّ بِناءَ العَدَدِ مِنَ الواحِدِ ، ولَيسَ الواحِدُ مِنَ العَدَدِ ؛ لِأنَّ العَدَدَ لا يَقَعُ عَلَى الواحِدِ بَل يَقَعُ عَلَى الاثنَينِ ، فَمَعنى قَولِهِ : (اللَّهُ أحَدٌ) : المَعبودُ الّذي يَألَهُ الخَلقُ عَن إدراكِهِ والإحاطَةِ بِكَيفِيَّتِهِ ، فَردٌ بِإلهِيَّتِهِ ، مُتَعالٍ عَن صِفاتِ خَلقِهِ .۲
۱۲۴۸۶.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : أحَدٌ لا بِتَأويلِ عَدَدٍ .۳
2585 - لا حَدَّ لَهُ
۱۲۴۸۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لا يُشمَلُ بِحَدٍّ ، ولا يُحسَبُ بِعَدٍّ ، وإنَّما تَحُدُّ الأدَواتُ أنفُسَها ، وتُشيرُ الآلاتُ إلى نَظائرِها .۴
۱۲۴۸۸.عنه عليه السلام : حَدَّ الأشياءَ عِندَ خَلقِهِ لَها ، إبانَةً لَهُ مِن شَبَهِها ، لا تُقَدِّرُهُ الأوهامُ بِالحُدودِ والحَرَكاتِ ، ولا بِالجَوارِحِ والأدَواتِ ... تَعالى عَمّا يَنحَلُهُ المُحَدِّدونَ مِن صِفاتِ الأقدارِ ونِهاياتِ الأقطارِ ، وتَأثُّلِ المَساكِنِ ، وتَمَكُّنِ الأماكِنِ ، فالحَدُّ لِخَلقِهِ مَضروبٌ ، وإلى غَيرِهِ مَنسوبٌ .۵