475
ميزان الحکمه المجلد الخامس

فأمَّا اللَّذانِ لا يَجوزانِ عَلَيهِ فقَولُ القائلِ : واحِدٌ ، يَقصُدُ بِه بابَ الأعدادِ ، فهذا ما لا يَجوزُ ؛ لِأنَّ ما لا ثانِيَ لَهُ لا يَدخُلُ في بابِ الأعدادِ ، أما تَرى‏ أ نَّهُ كَفَرَ مَن قالَ : ثالِثُ ثَلاثَةٍ . وقولُ القائلِ : هُوَ واحِدٌ مِنَ النّاسِ يُريدُ بِهِ النَّوعَ مِنَ الجِنسِ ، فهذا ما لا يَجوزُ عَلَيهِ ؛ لأنَّهُ تَشبيهٌ ، وجَلَّ رَبُّنا عَن ذلكَ وتَعالى‏.
وأمّا الوَجهانِ اللّذانِ يَثبُتانِ فيهِ : فقَولُ القائلِ : هُوَ واحِدٌ لَيسَ لَهُ في الأشياءِ شَبَهٌ ، كَذلِكَ رَبُّنا ، وقولُ القائلِ: إنَّهُ عَزَّوجلَّ أحَدِيُّ المَعنى‏ ، يَعني بِهِ أ نَّهُ لا يَنقَسِمُ في وُجودٍ ولا عَقلٍ ولا وَهمٍ ، كَذلكَ رَبُّنا عَزَّوجلَّ .۱

۱۲۴۸۵.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : الأحَدُ الفَردُ المُتَفَرِّدُ ، والأحَدُ والواحِدُ بِمَعنى‏ واحِدٍ ، وهُوَ المُتَفَرِّدُ الّذي لا نَظيرَ لَهُ ، والتَّوحيدُ الإقرارُ بِالوَحدَةِ وهُوَ الانفِرادُ ، والواحِدُ المُتَبائنُ الّذي لا يَنبَعِثُ مِن شَي‏ءٍ ، ولا يَتَّحِدُ بِشَي‏ءٍ ، ومِن ثَمَّ قالوا: إنَّ بِناءَ العَدَدِ مِنَ الواحِدِ ، ولَيسَ الواحِدُ مِنَ العَدَدِ ؛ لِأنَّ العَدَدَ لا يَقَعُ عَلَى الواحِدِ بَل يَقَعُ عَلَى الاثنَينِ ، فَمَعنى‏ قَولِهِ : (اللَّهُ أحَدٌ) : المَعبودُ الّذي يَألَهُ الخَلقُ عَن إدراكِهِ والإحاطَةِ بِكَيفِيَّتِهِ ، فَردٌ بِإلهِيَّتِهِ ، مُتَعالٍ عَن صِفاتِ خَلقِهِ .۲

۱۲۴۸۶.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : أحَدٌ لا بِتَأويلِ عَدَدٍ .۳

2585 - لا حَدَّ لَهُ‏

۱۲۴۸۷.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لا يُشمَلُ بِحَدٍّ ، ولا يُحسَبُ بِعَدٍّ ، وإنَّما تَحُدُّ الأدَواتُ أنفُسَها ، وتُشيرُ الآلاتُ إلى‏ نَظائرِها .۴

۱۲۴۸۸.عنه عليه السلام : حَدَّ الأشياءَ عِندَ خَلقِهِ لَها ، إبانَةً لَهُ مِن شَبَهِها ، لا تُقَدِّرُهُ الأوهامُ بِالحُدودِ والحَرَكاتِ ، ولا بِالجَوارِحِ والأدَواتِ ... تَعالى‏ عَمّا يَنحَلُهُ المُحَدِّدونَ مِن صِفاتِ الأقدارِ ونِهاياتِ الأقطارِ ، وتَأثُّلِ المَساكِنِ ، وتَمَكُّنِ الأماكِنِ ، فالحَدُّ لِخَلقِهِ مَضروبٌ ، وإلى‏ غَيرِهِ مَنسوبٌ .۵

1.التوحيد : ۸۳/۳ .

2.التوحيد : ۹۰/۲ .

3.التوحيد : ۳۷/۲ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۳ .


ميزان الحکمه المجلد الخامس
474

الأصنامُ آلِهَةً كَما يَزعُمونَ لَصَعَدوا إلَى العَرشِ .۱

بيان :

قال العلّامة الطباطبائي قدّس سرّه بعد نقل ما في تفسير القمّي: أقول : أي لَاستَولَوا على‏ ملكه تعالى‏ وأخذوا بأزمّة الاُمور . وأمّا العرش بمعنى الفَلَك المحدّد للجهات ، أو جسم نورانيّ عظيم فوق العالم الجسمانيّ كما ذكره بعضهم ، فلا دليل عليه من الكتاب ، وعلى‏ تقدير ثبوته لا ملازمة بين الربوبيّة والصعود على‏ هذا الجسم.۲
وقال في تفسير الآية : ملخّص الحجّة: أ نّه لو كان؛ معه آلهة كما يقولون ، وكان يمكن أن ينال غيرُه تعالى‏ شيئاً من ملكه الذي هو من لوازم ذاته الفيّاضة لكلّ شي‏ءٍ ، وحبّ الملك والسلطنة مغروز في كلّ موجود بالضرورة ، لَطلبَ اُولئك الآلهة أن ينالوا ملكه فيعزلوه عن عرشه ، ويزدادوا ملكاً على‏ مُلك ؛ لِحبّهم ذلك ضرورة ، لكن لا سبيل لأحد إليه تعالى عن ذلك .۳

2584 - واحِدٌ لا بِعَدَدٍ

۱۲۴۸۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : واحِدٌ لا بِعَدَدٍ ، ودائمٌ لا بِأمَدٍ ، وقائمٌ لا بِعَمَدٍ .۴

۱۲۴۸۳.عنه عليه السلام : الأحَدُ بِلا تأويلِ عَدَدٍ .۵

۱۲۴۸۴.التوحيد : إنَّ أعرابِيّاً قامَ يَومَ الجَمَلِ إلى‏ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أتَقولُ : إنَّ اللَّهَ واحِدٌ ؟ قالَ : فحَمَلَ النّاسُ عَلَيهِ قالوا : يا أعرابِيُّ ، أما تَرى‏ ما فيهِ أميرُ المُؤمِنينَ مِن تَقَسُّمِ القَلبِ ؟ ! فقالَ أميرُالمُؤمِنينَ عليه السلام : دَعوهُ ؛ فإنَّ الّذي يُريدُهُ الأعرابِيُّ هُوَ الّذي نُريدُهُ مِنَ القَومِ .
ثُمّ قالَ : يا أعرابِيُّ ، إنَّ القَولَ في أنَّ اللَّهَ واحِدٌ عَلى‏ أربَعَةِ أقسامٍ ؛ فوَجهانِ مِنها لا يَجوزانِ عَلَى اللَّهِ عَزَّوجلَّ ، ووجهانِ يَثبُتانِ فيهِ :

1.تفسير القمّي : ۲/۲۰ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳/۱۲۰ .

3.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳/ ۱۰۶ و ۱۰۷ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۵ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الخامس
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179453
الصفحه من 562
طباعه  ارسل الي