353
نَهجُ الذِّكر 1

اختصاص الكيفية المشهورة «تقديم التحميد على التسبيح» بتعقيبات الصلاة واختصاص الكيفية غير المشهورة «تقديم التسبيح على التحميد» بالتسبيح عند النوم .
وقد رد الشيخ البهائي هذا التفصيل مستندا إلى الإجماع المركب ۱ ، وأمّا الفقهاء الآخرون مثل المحدث البحراني وصاحب الجواهر فلم يستحسنوا هذا الردّ ولم يعتبروا المسألة موضع تمسّك بهذا النوع من الأدلّة ۲ .
والدليل الأفضل في رد هذا التفصيل ، هو الرجوع إلى الروايات ، فبين الروايات المشهورة رواية تثبت الكيفية المشهورة لهذا الذكر قبل النوم وبين الروايات الدالة على الكيفية غير المشهورة رواية مختصة بتعقيب الصلاة . وبعبارة أخرى فإن هذا الجمع بين الروايات لا يمكن قبوله لعدم انطباقه على الروايات ، فالروايات المشهورة مطلقة وتشمل كلا الحالتين .

الرأي المختار

يمكن القول استنادا إلى ما مضى ، إنّ الرأي الذي اتفق عليه علماء الشيعة من الابتداء بالتكبير والذي يستند إلى قول محدثين مشهورين مثل البخاري ، ومسلم النيسابوري وأبو داوود ، يرجح على رأي محدثي أهل السنّة الآخرين وهو الختم بالتكبير ، وأمّا فيما يتعلق بنقطة الخلاف الاخرى وهي تقديم التحميد على التسبيح ، فليست هناك ضرورة إلى الانحصار في الشكل والكيفيّة المشهورة فكلا الشكلين مشروعان ، رغم أن بالإمكان اعتبار الترتيب المشهور أفضل نظرا إلى كثرة الروايات وفتاوى الفقهاء .

1.مفتاح الفلاح : ص ۲۱۸ .

2.جواهر الكلام : ج ۱۰ ص ۴۰۳ ، الحدائق الناضرة : ج ۸ ص ۵۲۱ .


نَهجُ الذِّكر 1
352

وكانوا محدثين أيضا ، إذن يمكن اعتبار قولهم ردّا على القول المشهور .
ومن أجل الإجابة على هذا القول ، يمكننا أن نذكر تصريح الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي اللذين جوزا كلا الشكلين والترتيبين المشهور وغير المشهور وكان قصدهما من ذكر الترتيب غير المشهور أن يقولا إنّ الترتيب المشهور لا يجب الالتزام به وإنّه ليس منحصرا فكلا الكيفيتين مشروعتان مسنونتان .
ويرى بعض الفقهاء المتأخرين أيضا مثل صاحب الجواهر هذا الرأي بل إنّهم نسبوه إلى العلّامة الحلّي والفيض الكاشاني أيضا . ۱
والدليل الذي اعتمده صاحب الجواهر هو أنّ الاختلاف بين الروايات في المسائل المستحبة لا يؤدي إلى التعارض كي تظهر الحاجة إلى الترجيح ، أو التخيير ، بل التأكيد على جانب في هذه المواضع ، هو بهدف التعريف بالفرد الأحسن والأكمل وليس بهدف نفي جواز الطرف الآخر ومشروعيّتهِ .
يقول صاحب الجواهر : وربما يُشْعِر به قول الصادق عليه السلام : «وتبدأ بالتكبير» مع سكوته عن غيره . ۲ أي إنّ المهمّ هو البدء بالتكبير ، ولما امتنع الإمام عليه السلام عن بيان الترتيب بين الحمد والتسبيح ، فإن ترتيبهما ليس مهما ، وما رواه محمّد بن عذافر من فعل الإمام الصادق عليه السلام بأنّه قدم التحميد على التسبيح ۳ ، لا يثبت سوى الجواز والحد الأقصى لاستحبابه ولا يدل على حتميته ورفض الكيفية الأخرى .

الرأي الثالث : التفصيل

ممّا يجدر ذكره أن هناك رأيا آخر مطروحا في هذا المجال وهو التفصيل ، أى
¨

1.جواهر الكلام : ج ۱۰ ص ۴۰۴ .

2.الكافي : ج ۳ ص ۳۴۲ ح ۸ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199678
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي