351
نَهجُ الذِّكر 1

وقد اعتبر المحدث البحراني في الحدائق الناضرة بعد ذكر جميع الروايات الواردة في ذلك والجمع بينها أن تقديم التحميد على التسبيح هو القول المشهور المعتضد بالأخبار ۱ . وقال الشيخ الأجل محمد حسن النجفي رحمه اللهفي كتابه القيّم «جواهر الكلام» :
«فالمشهور بين الأصحاب ، شهرة عظيمة ، بل في الوسائل عليه عمل الطائفة ، أربع وثلاثون تكبيرة ، ثمّ ثلاث وثلاثون تحميدة ، ثمّ ثلاث وثلاثون تسبيحة ، بل لا خلاف أجده في الفتاوى والنصوص عدا خبر «العلل» الذي ستسمعه» ۲ .

دليل الرأي المشهور

إنّ دليل المشهور ، سهل وواضح . وتدل الروايات الكثيرة على مدعاهم ومن خلال إحصاء بسيط يمكن إظهار كثرتها . بالإضافة إلى ذلك ، فإن إسناد الروايات الدالّة على القول المشهور تتمتع بقوة أكثر قياسا إلى الروايات الأخرى لذلك فإننا حتى إذا اعتبرنا المجموعتين من الروايات متعارضتين ـ وهما ليسا كذلك كما سنقرر ـ فإنّ الترجيح سيكون مع القول المشهور بناء على الشهرة الروائية وقوّة السند ۳ .

الرأي الثاني : تقديم التسبيح على التحميد

إنّ دليل هذا القول أنّ بعض الفقهاء المتقدمين مثل الشيخ الصدوق ووالده ، وابن الجنيد والشيخ الطوسي في بعض كتبه ، عند بيان كيفية تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، قدموا التسبيح على الحمد ۴ ، نظرا إلى أن هؤلاء الفقهاء كانوا قريبين من عصر الأئمة عليهم السلام

1.الحدائق الناضرة : ج ۸ ص ۵۲۳ .

2.جواهر الكلام : ج ۱۰ ص ۳۹۹ . جدير بالذكر أنّ خبر علل الشرائع موافق لروايات أهل السنّة ، بل بعض رواته من أهل السنّة أيضا .

3.تمسّك المحدّث البحراني بدليل آخر لتقوية الرأي المشهور وهو لا يخلو من الضعف . راجع : جواهر الكلام : ج ۱۰ ص ۴۰۲ .

4.الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام : ص ۱۱۵ ، الهداية : ص ۱۴۱ ، الاقتصاد : ص ۲۶۴ وراجع المختلف : ج ۲ ص ۱۸۲ والمبسوط : ج ۱ ص ۱۱۷ .


نَهجُ الذِّكر 1
350

مصادر أكثر اعتبارا ـ مع روايات الشيعة في هذا القسم ۱ . ولذلك يمكن حل هذا الختلاف بسهولة .
والاختلاف الآخر ، في الروايات الشيعيّة ، في تسلسل «الحمد للّه » و «سبحان اللّه » . والمشهور فيها تقديم «الحمد للّه » على «سبحان اللّه » ۲ فيما تذكر روايات معدودة عكس ذلك وعلى هذا الأساس ، فإن غالبية الفقهاء ، ذكروا التسلسل السائد والمتداول الحالي ، أي «اللّه أكبر» ، «الحمد للّه » ، «سبحان اللّه » ، وقال بعضهم بالتخيير واعتبر كلا التسلسلين جائزا .

الرأي المشهور : تقديم التحميد على التسبيح

يقول العلّامة الحلّي في كتاب «المختلف» والذي يذكر فيه الاختلاف بين فتاوى فقهاء الشيعة :
«المشهور في تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، تقديم التكبير ، ثمّ التحميد ، ثمّ التسبيح ، ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار وابن البراج وابن إدريس» ۳ .
والمراجعة المباشرة إلى الكتب الفقهية تتمخض عن هذه النتيجة أيضا ۴ .
كما اعتبرها الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح مشهورة وقال :
«فالمشهور الذي عليه العمل في التعقيبات ، تقديم التحميد على التسبيح» ۵ .

1.راجع : صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۳۵۸ ح ۳۵۰۲ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۹۱ ح ۸۰ ، سنن أبي داوود : ج ۳ ص ۱۵۰ ح ۲۹۸۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۲۸۷ ح ۱۱۴۱ .

2.راجع : ج ۱ ص ۳۴۷ (كيفيّته) .

3.المختلف : ج ۲ ص ۱۸۲ .

4.راجع : النهاية : ص ۸۵ ، المبسوط : ج ۱ ص ۱۱۷ ، المقنعة : ص ۱۱۰ ، المراسم العلوية : ص ۷۳ ، المهذّب : ج ۱ ص ۹۶ ، السرائر : ج ۱ ص ۲۳۳ ، إصباح الشيعة بمصباح الشريعة : ص ۷۸ .

5.مفتاح الفلاح : ص ۲۱۳ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199608
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي