173
نَهجُ الذِّكر 1

صِفَةٌ لِمَوصوفٍ۱.۲
على هذا الأساس ، فإنّ جميع الأسماء الإلهيّة هي صفاته من وجهة نظر الأحاديث الإسلامية ، وجميع الصفات الإلهية هي أسماؤه .
بعبارة أخرى يبدو أنّه ليس للّه ـ تعالى ـ اسم جامد وغير مشتق يكون علامة فقط ، وأنّ صفة من الصفات الإلهية قد أخذت بنظر الاعتبار في جميع أسمائه ، حتى أنّ الاسم «اللّه » له مادة اشتقاق . ۳

4. معنى الأسماء والصفات الإلهيّة

الملاحظ البالغة الدقة التي أشير إليها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بيان معنى الأسماء والصفات الإلهيّة هي أنها لا هوية منفصلة لها عن الذات الإلهيّة المقدّسة ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام :
أسماؤُهُ تَعبيرٌ ، وأفعالُهُ تَفهيمٌ ، وذاتُهُ حَقيقَةٌ .۴
كما نقل عنه عليه السلام :
الاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ .۵
على هذا ، فإنّ استعمال الأسماء الإلهيّة يجب أن لا يكون بشكل يفقد المفهوم

1.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «صفة لموصوف»، أي سمة وعلامة تدلّ على ذات فهو غير الذات، أو المعنى أنّ أسماء اللّه تعالى تدلّ على صفات تصدق عليه، أو المراد بالاسم هنا ما أشرنا إليه سابقا، أي المفهوم الكلّي الذي هو موضوع اللفظ (مرآة العقول : ج ۲ ص ۳۱) .

2.راجع : ج ۱ ص ۱۷۹ ح ۵۲۹ .

3.راجع : ج ۱ ص ۱۸۰ ح ۵۳۱ .

4.راجع : ج ۱ ص ۱۸۱ ح ۵۳۴ .

5.راجع : ج ۱ ص ۱۸۰ ح ۵۳۱ .


نَهجُ الذِّكر 1
172

ومع ذلك فإنهم يذعنون إلى أنه يعني العلامة من ناحية المعنى اللغوي . ۱

2. الفرق بين الاسم والصفة

للصفة معنيان فهي أحيانا بمعنى مصدر «الوصف» وأحيانا بمعنى اسم المصدر ، أي العلامة التي تبين إحدى صفات الموصوف .
واستنادا إلى المعنى الثاني ، فإن الاسم والصفة كليهما بمعنى علامة المسمّى والموصوف ، والفرق الوحيد بينهما أنّ الاسم يشمل كل علامة ، وأمّا الصفة فهي العلامة الخاصّة ، والنسبة بينهما بحسب الاصطلاح هي العموم والخصوص المطلق ، أي إن كلّ صفة هي اسم أيضا في حين أن كل اسم ليس صفة ، وعلى سبيل المثال فإن زيدا اسم ، وليس صفة ولكن العالم يجمع بين كونه اسما وصفة .

3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّه

للاسم والصفة في الأحاديث الإسلامية معنى واحد فيما يتعلق باللّه ـ تعالى ـ ، على سبيل المثال فإن «السميع» و«البصير» اعتبرا صفة في بعض الأحاديث ۲ ، فيما طرحا في أحاديث أخرى باعتبارهما اسمين ۳ ، وتصرح بعض الأحاديث بأنه لافرق بين أسماء اللّه وصفاته ، كما نقل عن الإمام الباقر عليه السلام :
إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ .۴
كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام جوابا على سؤال محمّد بن سنان : ما الاسم؟

1.راجع : الإتّصاف في مسائل الخلاف بين النحوين «البصريّين والكوفيّين» : ج ۶ ص ۱۶ والمصباح المنير : ص ۲۹۰ ولسان العرب : ج ۱۴ ص ۴۰۱ ومشكل إعراب القرآن : ج ۱۰ ص ۶ .

2.التوحيد : ص ۱۴۶ ح ۱۴ .

3.التوحيد : ص ۱۸۷ .

4.راجع : ج ۱ ص ۱۷۹ ح ۵۳۰ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199782
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي