هي ما تجب في النّصاب من المال . والصدقة هاهنا : هي صدقة التّطوّع ، وقد تسمّى الزكاة الواجبة صدَقة ، إلاّ أنها هنا هي النافلة .
فإن قلت : كيف قال : «فذلك محرّم علينا أهل البيت» ، وإنما يحرم عليهم الزكاة الواجبة خاصة ، ولا يحرم عليهم صدقة التطوّع ، ولا قبول الصِّلات؟
قلت : أراد بقوله : «أهل البيت» الأشخاصَ الخمسة : محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين عليهم السلام ، فهؤلاء خاصّة دون غيرهم من بني هاشم ، محرّم عليهم الصلة وقبول الصدقة ، وأمّا غيرهم من بني هاشم فلا يحرُم عليهم إلاّ الزكاة الواجبة خاصّة .
فإن قلت : كيف قلت : إنّ هؤلاء الخمسة يحرُم عليهم قبول الصِّلات ، وقد كان حسن وحسين عليهماالسلام يقبلان صِلَة معاوية؟
قلت : كلاّ لم يقبلا صلته ، ومعاذ اللّه أن يقبلاها ! وإنما قبِلا منه ما كان يدفعه إليهما من جملة حقهما من بيت المال ، فإنّ سهم ذوي القربى منصوص عليه في الكتاب العزيز ، ولهما غير سهم ذوي القربى سهم آخر للإسلام من الغنائم .
قوله : «هبلتك الهَبُول» أي ثكلتك أُمّك ، والهَبُول التي لها عادة بثكْل الولد .
فإن قلت : ما الفرق بين مختبِط ، وذي جنّة ، ويهجُر؟
قلت : المختبط : المصروع من غَلَبة الأخلاط السوداويّة أو غيرها عليه ، وذو الجِنّة مَنْ به مسٌّ من الشيطان . والذي يهجُر هو الذي يهذِي في مرض ليس بصرَع كالمحموم والمبرسَم ونحوهما .
وجُلب الشّعيرة ، بضم الجيم : قشرها ، والجُلب والجُلبة أيضا جليدة تعلو الجرح عند البرء ، يقال منه : جلب الجرح يجلِب ويجلُب وأجلب الجرح أيضا ، ويقال للجليدة التي تجعل على القتب جُلْبة أيضا . وتقضَمها بفتح الضاد ، والماضي قَضِم بالكسر .
وعَقِيل ، هو عَقِيل بن أبي طالب عليه السلام بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، أخو أمير المؤمنين عليه السلام لأُمّه وأبيه . وكان عَقِيل يكنَى أبا يزيد ، قال له رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : «يا أبا يزيد ، إنّي أحبّك حُبّيْن : حبّا لقرابتك منّي ، وحبّا لما كنت أعلم من حبّ عَمّي إياك» . توفي في سنة خمسين وعمره ست وتسعون سنة .