47
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

طبقته :

توفّي سنة (150 ه ) .
عدّه الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام ۱ .
وذكره الشيخ المفيد في الاختصاص في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ۲ .
روى عن : أبي جعفر عليه السلام ، وأبي عبداللّه ، والأصبغ بن نباتة ، وأبي سعيد عقيص التميمي .
وروى عنه : أبو مالك الحضرمي ، وأبان بن عثمان ، وإبراهيم بن عبدالحميد ، وإبراهيم الشيباني ، وثعلبة بن ميمون ، وحريز ، والحسن بن محبوب ، وربعي بن عبداللّه ، وزياد بن عيسى ، وسليمان بن المفضّل ، وسيف ، وصالح بن أبي الأسود ، وعبدالصمد بن بشير ، وعبد اللّه بن سنان ، وعبد اللّه بن المغيرة ، وعثمان بن عيسى ، وعلي بن إسماعيل بن الميثمي ، وعلي بن النعمان ، وعمر بن أُذينة ، وعمر بن جبلة الحمسي ، وعمرو بن ثابت ، وعيسى بن السريّ ، ومحمّد بن أبي حمزة ، ومحمّد بن بكر الأرجني ، ومحمّد بن سلمان الأزدي ، ومحمّد بن سنان ، ومنصور بن يونس .

أقوال العلماء فيه :

قال الكشّي في أبي الجارود زياد بن المنذر :
1 ـ حكي أنّ أبا الجارود سمّي سرحوبا ، ونسبت إليه السرحوبيّة من الزيديّة ،
سمّاه بذلك أبو جعفر عليه السلام ، وذكر أنّ سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر ، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب ۳ .
قال السيّد الخوئي : «أمّا أنّه كان زيديّا فالظاهر أنّه لا إشكال فيه ، وأمّا تسميته بسرحوب عن أبي جعفر عليه السلام فهي رواية مرسلة من الكشّي لا يُعتمد عليها ، بل إنّها غير قابلة للتصديق ؛ فإنّ زيادا لم يتغيّر في زمان الباقر عليه السلام وإنّما تغيّر بعد خروج زيد ، وكان خروجه بعد وفاة أبي جعفر عليه السلام بسبع سنين ، فكيف يمكن صدور هذه التسمية من أبي جعفر عليه السلام ؟!» ۴
2 ـ إسحاق بن محمّد البصري قال : حدّثني محمّد بن جمهور قال : حدّثني موسى بن بشّار الوشّاء ، عن أبي بصير قال : كنّا عند أبي عبد اللّه عليه السلام فمرّت بنا جارية معها قمقم ، فقلبته ، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : «إنّ اللّه عز و جل إن كان قَلَب قلْب أبي الجارود كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم ، فما ذنبي! ۵ » .
والرواية ضعيفة السند بإسحاق بن محمّد البصري ومحمّد بن جمهور ، وتفيد أنّ أبا الجارود تغيّر أمره ، وهذا لا إشكال فيه .
3 ـ علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي أُسامة قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : «ما فعل أبو الجارود؟! أما واللّه لا يموت إلاّ تائها ۶ » .
والرواية صحيحة ، وتفيد أنّه يموت ضالاًّ تائها لا يعرف الإمام الحقّ ، وقد مات ولم يعرف الإمام وقال بإمامة زيد .
4 ـ علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن العبّاس بن معروف ، عن
أبي القاسم الكوفي ، عن الحسين بن محمّد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : ذكر أبو عبد اللّه عليه السلام كثير النواء وسالم بن أبي حفصة وأبا الجارود فقال : «كذّابون مكذِّبون كفّار ، عليهم لعنة اللّه !» قال : قلت : جعلت فداك! كذّابون قد عرفتهم ، فما معنى مكذِّبون؟ قال : «كذّابون يأتونا فيخبرونا أنّهم يصدّقونا وليسوا كذلك ، ويسمعون حديثا فيكذِّبون به» ۷ .
والرواية ضعيفة السند بأبي القاسم الكوفي وهو مجهول ، وهي واضحة وصريحة في تضعيف أبي الجارود ووصفه بالكذب .
5 ـ حدّثني محمّد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشّيّان قالا : حدّثنا محمّد بن زياد ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد اللّه المزخرف ، عن أبي سليمان الحمّار قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته : «يا أبا الجارود كان ـ واللّه ـ أبي إمام أهل الأرض حيث مات ، لا يجهله إلاّ ضالّ» . ثمّ رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك ، قال : فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له : أليس قد سمعت ما قال أبو عبد اللّه عليه السلام مرّتين؟! قال : إنّما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام ۸ .
والرواية ضعيفة السند بمحمّد بن الحسن البراثي ، وهو مجهول ، وعبد اللّه المزخرف الذي لم يذكر في كتب الرجال .
إذا ، الروايات في رجال الكشّي تدلّ على عدم اعتقاده بإمامة أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهماالسلام ، والرواية الثالثة صريحة في تضعيفه ووصفه بالكذب .
واعتمادا على هذه الروايات ولفساد عقيدته ، ذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة ۹ ، وابن داوود في الجزء الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين ۱۰ ،
والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ۱۱ .
وضعّفه المجلسي ۱۲ ، وحكم على الروايات التي وقع في أسانيدها بالضعف ۱۳ .
وضعّفه السيّد محمّد بن علي العاملي في مدارك الأحكام ، والمحقّق البحراني في الحدائق ، والشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة ، والسيّد البجنوردي في قواعده ۱۴ .
وقال الشيخ حسن بن الشهيد الثاني : «مذموم لا شبهة في ذمّه ، وسمّي سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر» ۱۵ .
وقال السيّد الروحاني : «إنّ أبا الجارود زياد بن المنذر لم يرد فيه توثيق بوجه ، بل مذموم أشدّ الذمّ ؛ فعن الصادق عليه السلام : أنّه كذّاب ، مع أنّه مرسل» ۱۶ .
ولم يصرّح ابن الغضائري بوثاقته أو تضعيفه ، حديث قال : «زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي ، روى عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهماالسلام ، وزياد صاحب المقام حديثه في حديث أصحابنا أكثر من الزيديّة ، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان عنه ، ويعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرجني ۱۷ .
ووثّقه السيّد الخوئي ؛ لشهادة الشيخ المفيد في الرسالة العدديّة بأنّه من الأعلام الرؤساء ؛ المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام ؛ الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم ، ولشهادة علي بن إبراهيم في تفسيره بوثاقة كلّ من
وقع في أسناده ۱۸ .
علما أنّ الشيخ المفيد ذكر ذلك بطريقة احتجاجيّة ، ولا يعرف مستنده في توثيقه ، وقوله : «والذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّهم» لم يثبت ، بل ورد في أبي الجارود ذمّ وطعن لفساد مذهبه وانحراف عقيدته .
وأمّا توثيق علي بن إبراهيم القمّي فمعارض بتضعيفات الأصحاب المتقدّمة ، والتضعيف الصريح يقدَّم على التوثيق العامّ .
أمّا رواية الصدوق التي رواها عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضى الله عنه عنه ، قال : «حدّثنا أبي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : دخلت على فاطمة عليهاالسلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء ، فعدّدت إثني عشر آخرهم القائم عليه السلام ؛ ثلاثة منهم محمّد ، وأربعة منهم علي (عليهم السلام) » ۱۹ ، فقد استظهر منها السيّد الخوئي (قدّس سرّه) رجوع أبي الجارود من الزيديّة إلى الحقّ ، واستظهاره في غير محلّه ؛ لأنّ الرواية عن أبي جعفر كانت قبل قوله بالزيديّة ؛ فقد تغيّر بعد وفاة أبي جعفر عليه السلام من بعد خروج زيد بن علي في زمن إمامة أبي عبداللّه عليه السلام .
وقد ضعّفه علماء مدرسة الخلفاء ، فقد قال أحمد بن حنبل : «متروك الحديث ، وضعيف جدّا» ۲۰ .
وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : «كذّاب ، عدوّ اللّه ، ليس يسوى فلسا» ۲۱ .
وقال النسائي : «متروك ، ليس بثقة» ۲۲ .
وقال ابن حبّان : «ضعيف» ۲۳ .
وقال البخاري : «يتكلّمون فيه» ۲۴ .
وذكره في الضعفاء كلّ من : ابن عديّ الجرجاني في الكامل في الضعفاءوالدارقطني في الضعفاء والمتروكين ، والعقيلي في الضعفاء الكبير ، وأبي نعيم في الضعفاء ، وابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين ، والذهبي في المغني في الضعفاء ، والحلبي في الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث ۲۵ .

1.رجال الطوسي : ص ۱۳۵ الرقم ۱۴۰۹ وص ۲۰۸ الرقم . ۲۶۸۵ ، رجال البرقي : ص ۵۵ الرقم ۲۸۶ وص ۶۵ الرقم ۴۴۱ .

2.الاختصاص : ص ۸۳ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۵ الرقم ۴۱۳ .

4.معجم رجال الحديث : ج ۷ ص ۳۲۳ الرقم ۴۸۰۵ .

5.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۵ الرقم ۴۱۴ .

6.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۵ الرقم ۴۱۵ .

7.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۵ ـ ۴۹۶ الرقم ۴۱۶ .

8.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۹۷ الرقم ۴۱۷ .

9.خلاصة الأقوال : ص ۳۴۸ .

10.رجال ابن داوود : ص ۲۴۶ .

11.حاوي الأقوال : ج ۳ ص ۴۷۵ .

12.رجال المجلسي : ص ۲۱۶ .

13.مرآة العقول : ج ۱ ص ۳۴ و ص ۱۳۲ و ص ۲۰۴ و ج ۳ ص ۸ و ص ۲۵۹ و ص ۲۹۱ و ج ۷ ص ۱۱۴ و ج ۸ ص ۱۰۸ وغيرها ، ملاذ الأخيار : ج ۲۰ ص ۵۵۳ و ج ۳ ص ۲۹۳ و ج ۴ ص ۱۵۷ و ص ۵۲۱ وغيرها .

14.مدارك الأحكام : ج ۴ ص ۲۸۲ ، الحدائق الناظرة : ج ۱۲ ص ۴۱۲ ، كتاب الطهارة : ص ۲۴۵ ، القواعد الفقهية : ج ۵ ص ۶۵ .

15.التحرير الطاووسي : ص ۱۱۳ الرقم ۱۶۵ .

16.فقه الصادق عليه السلام : ج ۱۴ ص ۳۹۹ و ج ۱۷ ص ۱۴۰ ، منهاج الفقاهة : ج ۲ ص ۹۱ و ج ۵ ص ۳۵۷ .

17.العلل ومعرفة الرجال : ج ۳ ص ۳۸۲ .

18.معجم رجال الحديث : ج ۷ ص ۳۲۴ الرقم ۴۸۰۵ .

19.عيون أخبار الرضا : ج ۱ ص ۴۷ ح ۷ ، الخصال : ص ۴۷۸ ، كمال الدين : ص ۲۶۹ وص ۳۱۳ .

20.الرجال لابن الغضائري : ص ۶۱ الرقم ۵۱ ، وقال المحقّق التستري : «وزياد هو صاحب المقام» ، فالظاهر كونه محرّف «صاحب المقالة الجاروديّة» .

21.تاريخ ابن معين : ج ۱ ص ۲۶۹ وص ۳۲۵ وص ۳۳۴ وص ۴۰۵ .

22.الضعفاء للنسائي : ص ۱۸۱ .

23.المجروحين لابن حبّان : ج ۱ ص ۳۰۶ .

24.التاريخ الكبير : ج ۳ ص ۳۷۱ .

25.الكامل في الضعفاء : ج ۲ ص ۱۵۵ ، الضعفاء والمتروكين : ص ۱۱۴ ، الضعفاء الكبير : ج ۳ ص ۳۰۶ ، الضعفاء لأبي نعيم : ص ۸۳ ، الضعفاء لابن الجوزي : ج ۱ ص ۳۰۱ ، المغني في الضعفاء : ج ۱ ص ۳۷۷ ، الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث : ص ۸۰ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
46

نماذج من رواياته :

۱.ـ جاء في التوحيد للشيخ الصدوق :حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رحمه اللهقال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن زياد القندي ، عن درست ، عن رجل ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «إن للّه ـ تبارك وتعالى ـ ملكا بُعدُ ما بين شحمة اُذنه إلى عنقه مسيرة خمسمئة عام خفقان الطير» ۱ .

۲.وفي المحاسن :روى أحمد بن محمّد بن خالد البرقي : عن النكيهي ، عن عبد اللّه بن محمّد ، عن زياد بن مروان قال : سمعت أبا الحسن الأوّل عليه السلام يقول : «من أكل رمّانة يوم الجمعة على الريق نوّرت قلبه أربعين صباحا ، فإن أكل رمّانتين فثمانين يوما ، فإن أكل ثلاثا فمئة وعشرين يوما ، وطردت عنه وسوسة الشيطان ، ومن طردت عنه وسوسة الشيطان لم يعصِ اللّه ، ومن لم يعصِ اللّه أدخله اللّه الجنّة» ۲ .

خلاصة القول فيه :

واقفي ، حكم بوقفه الحسن بن موسى الخشّاب ـ الذي كان معنيّا بمعرفة الواقفيّة والردّ عليهم ـ والكليني والكشّي والصدوق والنجاشي والطوسي . ولكونه من الواقفيّة ولخيانته وعدم أمانته ـ كما تقدّم في رجال الكشّي والغيبة ـ عدّه من الضعفاء : العلاّمة وابن داوود والجزائري ومحمّد طه نجف .

[ 132 ]

زياد بن المنذر أبو الجارود الهمْداني

اسمه و نسبه :

زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني ، والهمداني نسبة إلى همْدان بن مالك بن
زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . وهمْدان قبيلة من قبائل اليمن نزلت الكوفة ۳ ثمّ تفرّقت في بلاد الشام.

1.التوحيد : ص ۲۸۱ ح ۸ .

2.المحاسن : ج ۲ ص ۳۵۸ ح ۲۲۴۴ ، الكافي : ج ۶ ص ۳۵۵ ح ۱۶ .

3.الأنساب : ج ۵ ص ۶۴۷ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 97796
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي