571
اسباب اختلاف الحديث

المعصوم عليه السلام حمل « النَّجْمُ » على معنى الكوكب، ثمّ استخرجَ منه التفسير البطني المذكور . فكما أنّ النبت من المعاني المقصودة بكلمة «النجم » ، كذلك «الكوكب » ، ونستخرجه من متلقّى البطن المذكور في الأحاديث المفسّرة .

۶۱۳.روى عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ...قلت :« وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدَانِ » قال : النجم رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد سمّاه اللّه في غير موضع ، فقال : « النَّجْمِ إِذَا هَوَى » وقال : « وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ » ، فالعلامات الأوصياء ، والنجم رسول اللّه صلى الله عليه و آله . قلت : « يَسْجُدَانِ » ؟ قال : يَعبُدان . ۱

وراجع أيضا في ذلك ما رواه السيّد شرف الدين عليّ الحسيني بإسناده عن داوود الرقي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام . ۲
الثالث : ما ورد في تفسير «اللّه » ؛ وقبل التعرّض للروايات الواردة في ذلك نذكر معناه اللغوي ؛ فإنّ اللغويّين ذكروا في معناه واشتقاقه وجوها :
إنّه من «إله » بمعنى المعبود، والإلهة بمعنى العبادة .
إنّه مشتق من أله يأله إذا تحيّر ؛ لأنّ العقول تأله في عظمته . وأله ألها؛ أي تحيّر ، وأصله: وله يوله ولها .
هو من ألهت على فلان ؛ أي اشتدّ جزعي عليه ، مثل ولهت .
هو مشتقّ من أله يأله إلى كذا؛ أي لجأ إليه؛ لأنّه سبحانه المفزع الّذي يلجأ إليه في كلّ أمر ، قال الشاعر :
ألهت إلينا والحوادث جمة
وقال آخر :
ألهت إليها والركائب وقف
هو مشتق من لاهَ اللّهُ الخلقَ يلوههم ؛ خلقهم .

1.تفسير القمّي : ج۲ ص۳۴۳ ، بحار الأنوار: ج۲۴ ص۶۷ ح۱ .

2.تأويل الآيات الظاهرة : ج۲ ص۶۳۲ ح۵ ، بحار الأنوار: ج۲۴ ص۳۰۹ ح۱۲ .


اسباب اختلاف الحديث
570

التقرير المتقدّم في مخالفة الظهور . ۱
الثاني : قوله تعالى : « الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدَانِ »۲ ، فالنجم » بمعنى الكوكب ، وبمعنى ما ينجم من الأرض من النبت ـ ، وهو محفوف بقرائن ؛ فورد ذكره في الآية مقارنا لذكر « الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ » وقبلَ قوله : « وَ السَّمَآءَ » وهاتان قرينتان تؤيّد أن المعنى الأوّل . كما أنّ ذكره في قران « الشَّجَرُ » ، وتعاقب ذكر « وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ » قرينة تؤيّد المعنى الثاني ، وعليه أكثر المفسّرين .
فالمراد بالنجم ما ينجم من الأرض؛ أي يطلع منها ممّا لا ساق له؛ كالأعشاب والبقول ، والمراد بالشجر هو ما له ساق . فالنجم بهذا المعنى يناسب الشجر دون الشمس والقمر ، وبالمعنى الثاني وهو ما يطلع من الاُفق ويظهر في السماء يناسب الشمس والقمر دون الشجر .
قال الطريحي : «المراد بالنجم ما تنبت الأرض ولم يكن له ساق كالعشب والبقل ، من نجم إذا طلع ، والشجر ما قام على ساق ، وسجودهما استقبالهما ـ الشمس إذا طلعت ـ ثمّ يميلان معها حتّى ينكسر الفيء » ۳ .
والحديث التالي وإن يكن من التفسير بالبطن إلاّ أنّه يدلّ بكلّ وضوح على أنّ

1.ذكر المجلسي لها وجوها ثمانية : الأوّل : لتذكرني فإنّ ذكري أن اُعبَد ويصلّى لي . الثاني : لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار . الثالث : لأنّي ذكرتها في الكتب وأمرت بها . الرابع : لأن أذكرك بالمدح والثناء ، وأجعل لك لسان صدق . الخامس : لذكري خاصّة ، أو لإخلاص ذكري وطلب وجهي، لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضا آخر . السادس : لتكون لي ذاكرا غير ناسٍ ، فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربّهم على بال منهم ، وتوكيل هممهم وأفكارهم به كما قال تعالى: « رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تَجَـرَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ » . السابع : لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلوات . الثامن : عند ذكر الصلاة بعد نسيانها، أي أقمها متى ذكرت ؛ كنت في وقتها أو لم تكن . وهذا أقوى الوجوه بحسب الروايات (بحار الأنوار: ج۸۸ ص۲۸۸ ) .

2.الرحمن : ۵ و ۶ .

3.(مجمع البحرين : ج۳ ص۱۷۵۷) ، وحكى المجلسي عمّن لم يسمِّه أنّ «المراد بالنجم ما ينجم من الأرض أي يظهر ولا ساق له كالبقول ، وبالشجر ما له ساق فالنجم بهذا المعنى وإن لم يكن مناسبا للشمس والقمر ، لكنّه بمعنى الكواكب يناسبهما» (بحار الأنوار : ج۸۰ ص۳۲۶ ) .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216520
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي