267
اسباب اختلاف الحديث

وأبو جعفر ابنه في الأحياء ، وأنا أظنّ أنّه هو ، فقلت له : جعلت فداك من أخصّ من ولدك؟ فقال : لا تخصّوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري . قال : فكتبت إليه بعد : فيمن يكون هذا الأمر ؟ قال : فكتب إليَّ : في الكبير من ولدي . ۱

وممّا يؤكِّد صدور الروايات الدالّة ـ بنحوٍ ما ـ على إمامة السيّد محمّد عليه السلام :

۲۶۷.ما رواه الكليني بإسناده عن أبي هاشم الجعفري قال :كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعدما مضى ابنه أبو جعفر، وإنّي لاُفكّر في نفسي اُريد أن أقول : كأنّهما ـ أعني أبا جعفر وأبا محمّد عليهماالسلام ـ في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمّد عليهم السلام وأنَّ قصّتهما كقصّتهما ، إذ كان أبو محمّد المُرجى بعد أبي جعفر عليه السلام ، فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق، فقال : نعم يا أبا هاشم، بدا للّه في أبي محمّد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يُعرَف له كما بدا له في موسى بعد مضيّ إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدّثتك نفسك وإن كره المبطلون ، وأبو محمّد ابني الخلف من بعدي ، عنده علم ما يحتاج إليه، ومعه آلة الإمامة . ۲

۲۶۸.ما رواه زيد النرسي في أصله عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :ما بدا للّه بداء أعظم من بداء بدا له في إسماعيل ابني . ۳

أقول : كونه أعظم بداء بدا له تعالى لأنَّ موت إسماعيل كان وتمهيدا لإمامة مولانا الكاظم عليه السلام ، وما ينتهي إلى الإمامة يعتبر من أعظم البركات . وقد ورد مثل هذا التعبير في ولادة مولانا الكاظم والجواد عليهماالسلاموغيرهما . ويدلّ على مفاده ـ في مورد استشهادنا ـ أحاديث مستفيضة . ۴

1.الكافي: ج۱ ص۳۲۶ ح۷ .

2.الكافي: ج۱ ص۳۲۷ ح۱۰ .

3.الاُصول الستّة عشر : ص۴۹ ، وراجع أيضا الكافي: ج۱ ص۲۷۷ ح۱ و ج۱ ص۳۲۷ ح۱۱ و ص۲۸۴ ح۱ و ۲ و ۶ وغيرها من أحاديث هذا الباب من الكافي ، الإرشاد : ج۲ ص۲۰۹ ، بحار الأنوار : ج۴۷ ص۲۴۱ ح۲ و ص۲۶۱ ح۲۹ .

4.راجع الكافي: ج۱ ص۳۲۶ ح۴ ـ ۸ و ص۳۲۷ ح۹ ـ ۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۲۳۹ ـ ۲۴۶ و ج ۴۷ ص ۲۴۲ ـ ۲۶۹ .


اسباب اختلاف الحديث
266

المثال الثاني : البداء في إمامة إسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام

البداء في إمامة إسماعيل بن الإمام الصادق عليهماالسلام وانتقالها إلى الإمام الكاظم ؛ والبداء في إمامة أبي جعفر السيّد محمّد ابن الإمام الهادي عليهماالسلامحيث انتقلت إلى الإمام أبيمحمّد الزكيّ العسكري عليه السلام .

۲۶۳.۱ . الكليني بإسناده إلى عليّ بن عمر النوفلي قال :كنت مع أبي الحسن عليه السلام في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه، فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : لا ، صاحبكم بعدي الحسن . ۱

أقول : هناك أحاديث كثيرة جدّا تدلّ على أنَّ مولانا الحسن الزكيّ العسكري عليه السلام كان منصوصا عليه بالإمامة معيّنا باسمه من قبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وفي حياة أبيه عليه السلام وأخيه السيّد محمّد، ۲ كما سنخرّج بعضها .

۲۶۴.۲ . الشيخ الطوسي قدس سره بإسناده إلى شاهويه بن عبد اللّه الجلاّب ، قال :كنت رُويت عن أبي الحسن العسكري عليه السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدلّ عليه ، فلّما مضى أبو جعفر قلِقت لذلك وبقيت متحيّرا لا أتقدّم ولا أتأخّر، وخفت أن أكتب إليه في ذلك فلا أدري ما يكون . . . الحديث» ۳ .

أقول : هذا الحديث واضح الدلالة في أنّه كانت هناك روايات تدلّ ـ بنحوٍ ما ـ على إمامة أبي جعفر السيّد محمّد عليه السلام ، ويمكن أن نعدّ منها الحديثين التاليين :

۲۶۵.روى الكليني قدس سره بإسناده عن عليّ بن مهزيار ، قال :قلت لأبي الحسن عليه السلام إن كان كون ـ وأعوذ باللّه ـ فإلى من؟ قال: عهدي إلى الأكبر من ولدي . ۴

۲۶۶.الكليني بإسناده إلى عليّ بن عمروالعطار ، قال :دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام

1.الكافي: ج۱ ص۳۲۵ ح۲ .

2.راجع الكافي: ج۱ ص۳۲۵ ـ ۳۲۸ ح۱ ـ ۱۳ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۲۳۹ ـ ۲۴۶ ح۱ ـ ۲۱ .

3.الغيبة للطوسي : ص۲۰۰ ح۱۶۸ ، بحار الأنوار : ج۵۰ ص۲۴۲ ح۱۱ ، الكافي: ج۱ ص۳۲۸ ذيله .

4.الكافي: ج۱ ص۳۲۶ ح۶ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216381
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي