265
اسباب اختلاف الحديث

۲۶۰.۲ . السيوطي :أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنهعن النبي صلى الله عليه و آله قال : إنَّ يونس دعا قومه، فلمّا أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال : إنَّه يأتيكم يوم كذا وكذا، ثمّ خرج عنهم ـ وكانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت ـ فلمّا أظلّهم العذاب خرجوا ففرّقوا بين المرأة وولدها، وبين السخلة وأولادها ، وخرجوا يعجّون إلى اللّه ، علم اللّه منهم الصدق فتاب عليهم، وصرف عنهم العذاب . ۱

۲۶۱.۳ . الشريف الرضي قدس سره عن أمير المؤمنين عليه السلام :واللّه منجز وعده . ۲

مضافا إلى تواتر ما ورد في ذمّ الكذب قولاً ووعدا وأنَّه تعالى وأنبياءه عليهم السلام لا يكذبون، وأنَّ قوله تعالى فصل وحكمه صدق .

مورد الاختلاف:

تدلّ الطائفة الثالثة من الأحاديث ـ والآيات ـ على أنَّ اللّه تعالى منجز وعده، ولن يُخلف اللّه وعده، وأنَّه وأنبياءه عليهم السلام لا يكذبون . ويدلّ الحديثان الأوّلان على عدم تنجّز وعده تعالى ليونس عليه السلام بعذاب قومه .

علاج الاختلاف:

بالحمل على البداء . والشاهد عليه :

۲۶۲.ما رواه الصدوق قدس سرهبإسناده عن سماعة أنَّه سمعه عليه السلام ـ يعني أبا عبد اللّه عليه السلام ـ وهو يقول :ما ردّ اللّه العذاب عن قوم قد أظلّهم إلاّ قوم يونس . فقلت : أكان قد أظلّهم؟ فقال : نعم ، حتّى نالوه بأكفّهم . قلت : فكيف كان ذلك؟ قال : كان في العلم المثبَت عند اللّه عز و جل الّذي لم يُطلع عليه أحدا أنَّه سيصرفه عنهم . ۳

1.الدرّ المنثور : ج۴ ص۳۹۲ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۶ .

3.علل الشرائع : ص۷۷ / ب۶۶ ح۲ ، بحار الأنوار : ج۱۴ ص۳۸۶ ح۴ .


اسباب اختلاف الحديث
264

فكما أنّ «النسخ» لا يعارض القول بالتوحيد وفروعه ولا يستلزم أيَّ محذور ، بل يكون من لوازمه، فكذلك «البداء»، وذلك أنّ النسخ تغيير الحكم في حقل التشريع، والبداء تغييره في كتاب التكوين ، مع علم أزلي منه تعالى بما يمحو وما يثبت، ۱ فإنّ علمه الثابت في اللوح المحفوظ لا يناله أيّ تغيير ، بل إنّ كلّ ما يحصل في لوح المحو والإثبات مسطور في اللوح المحفوظ .
هناك فرق آخر بينهما وهو أنّ النسخ تغيير الحكم الشرعي بعد فعليّته ، والبداء تغيير الحكم التكويني الّذي لم تتمّ شرائط تحقّقه وفعليّته .
وأمّا أنّ اللّه تعالى ربما يطلع نبيّه أو وليّه على ما سينسخه ، فليس فارقا بين النسخ والبداء ، لما سيأتي من إمكان أن يُطلعه اللّه بما سيقضي فيه البداء ، بأن يخبره بعض الملائكة بما هو مسطور في لوح المحو والإثبات ، ثمّ يخبره ملَك بما هو مسطور في اللوح المحفوظ مثلاً ، وله شواهد من الأحاديث لا تقبل الإنكار . وسنوضح هذا المعنى في آخر عنوان «البداء التامّ والبداء النسبي» من هذا البحث . فيتّضح أنّ البداء ينقسم إلى قسمين : التامّ والنسبي ، نظير النسخ حيث ينقسم إلى النسخ الناظر ، وغير الناظر .

المثال الأوّل : ارتفاع وعيد يونس عليه السلام لقومه

۲۵۹.۱ . روى عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : ما ردّ اللّه العذاب إلاّ عن قوم يونس، وكان يونس يدعوهم إلى الإسلام فيأبَون ذلك ـ إلى أن قال عليه السلام : ـ فدعا عليهم، فأوحى اللّه عز و جل إليه : يأتيهم العذاب في سنة كذا وكذا، في شهر كذا وكذا، في يوم كذا وكذا. فلمّا قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقي العالم فيها، فلمّا كان في ذلك اليوم نزل العذاب، فقال العالم لهم : يا قوم، إفزعوا إلى اللّه ؛ فلعلّه يرحمكم ويرُدّ العذاب عنكم ـ إلى أن قال : ـ فذهبوا وفعلوا ذلك ، وضجّوا وبكوا فرحمهم اللّه ، وصرف عنهم العذاب، وفرّق العذاب على الجبال، وقد كان نزل وقرب منهم . ۲

1. « يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَـبِ » (الرعد : ۳۹ ) .

2.تفسير القمّي : ج۱ ص۳۱۷ ، بحار الأنوار : ج۱۴ ص۳۸۰ ح۲ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 219001
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي