121
اسباب اختلاف الحديث

الثلاث المنتهية إلى الشحّام في قضية واحدة وحكم واحد . ۱ انتهى .
ولكلّ من السيّد الطباطبائي ۲ والفخر الرازي ۳ تحقيق لطيف في ردّ القول بوحدة السورتين أوردنا ملخّص كلام الأوّل منهما في الهامش ، فمن أراد أصل كلامهما فليرجع إلى محلّه . ۴

1.بحار الأنوار : ج۸۵ ص۴۶ .

2.كلام السيّد الطباطبائي : «لمضمون السورة نوع تعلّق بمضمون سورة الفيل، ولذا ذهب قوم من أهل السنّة إلى كون الفيل و « لايلاف » سورة واحدة، كما قيل بمثله في « الضحى » و «ألم نشرح » لما بينهما من الارتباط كما نسب ذلك إلى المشهور بين الشيعة ، والحقّ ، أنّ شيئا ممّا استندوا إليه لا يفيد ذلك . أمّا القائلون بذلك من أهل السنّة فإنّهم استندوا فيه إلى ما روي أنّ اُبيّ بن كعب لم يفصل بينهما في مصحفه بالبسملة ... واُجيب بمعارضتها بما روي أنّه أثبت البسملة بينهما في مصحفه ... على أنّها معارضة بما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله : إنّ اللّه فضّل قريشا بسبع خصال وفيها ونزلت فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم: « لايلاف قريش» . الحديث . على أنّ الفصل متواتر . وأمّا القائلون بذلك من الشيعة؛ فاستندوا فيه إلى ما عن أبي العبّاس والعلاء وزيد الشحّام والمفضّل بن صالح . أمّا رواية أبي العبّاس فضعيف لما فيها من الرفع . وأمّا رواية الشحّام فقد رُويت عنه بطريقين آخرين : ۱ . عن ابن مسكان عنه ... ۲ . عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عنه ... وصحيحة ابن أبي عمير صريحة في قراءة السورتين في ركعتين ولا يبقى معها لرواية العلاء ظهور في الجمع بينهما ، وأمّا رواية ابن مسكان فلا ظهور لها في الجمع ولا صراحة ، وأمّا حمل ابن أبي عمير على النافلة فيدفعه قوله فيها: صلّى بنا فإنّه صريح في الجماعة، ولا جماعة في نفل . وأمّا رواية المفضّل فهي أدلّ على كونهما سورتين منها على كونهما سورة واحدة ... فالحقّ أنّ الروايات إن دلت فإنّما تدلّ على جواز القران بين سورتي « الضحى » و « ألم نشرح » وسورتي الفيل « ولايلاف » في ركعة واحدة من الفرائض وهو ممنوع في غيرها ، ويؤيّده رواية الراوندي في الخرائج ... » انتهى ملخَّصا (الميزان في تفسير القرآن : ج۲۰ ص۳۶۴) .

3.راجع ؛ مفاتيح الغيب : ج۳۲ ص۱۰۴ أوايل سورة قريش .

4.وقد ألّفنا في تعدّد السور القرائن رسالة ، أرجو من اللّه تعالى أن يتيح لتكميلها ونشرها ، وأن يجعله خدمة لدينه ولعلوم أهل بيت نبيّه عليه وعليهم السلام ،وأن ينفعني بها ليوم فقري وفاقتي ، إنّه وليّ ذلك .


اسباب اختلاف الحديث
120

واختلفوا في أنه هل يقرأ بينهما البسملة أم لا، والأكثر على ترك البسملة ، وليس في الروايات دلالة على كونها سورة واحدة إلاّ ما مرّ من فقه الرضا عليه السلام ، ولعلّ الصدوق أخذه منه، وتبعه غيره . ولكن سيأتي بعض الروايات المرسلة الدالّة على ذلك ، وغاية ما يدلّ عليه غيرها من الروايات جواز الجمع بينهما في ركعة، وأمّا عدم جواز الانفراد بإحداهما فلا يظهر منها . ورواية الخرائج على الجواز ، ويدلّ عليه أيضا ما رواه الشيخ في الصحيح عن زيد الشحّام، قال : «صلّى بنا أبو عبد اللّه عليه السلام فقرأ بنا بـِ «وَ الضُّحَى » و « أَلَمْ نَشْرَحْ » ، وحمله الشيخ على أن المراد أنه قرأهما في ركعة ، ولا يخفى بُعده . ويؤيّده ما رواه أيضا في الصحيح عن زيد الشحّام، قال: «صلّى أبو عبد اللّه عليه السلام فقرأ في الاُولى «وَ الضُّحَى » وفي الثانية « أَلَمْ نَشْرَحْ » . وحمله الشيخ على النافلة ، لكن تعاضد الخبرين مع اتّحاد راويهما يبعّد هذا الحمل .
وقال في المعتبر بعد إيراد رواية البزنطيالمتقدّمة : وما رواه الشيخ في الصحيح عن زيد الشحّام قال : صلّى بنا أبو عبد اللّه عليه السلام الفجر، فقرأ «الضُّحَى » و « أَلَمْ نَشْرَحْ » في ركعة واحدة ما تضمنته الروايتان دالّ على الجواز ، وليس بصريح في الوجوب الّذي ادعوه . وهل تعاد البسملة في الثانية؟ قال الشيخ في التبيان : لا ، وقال بعض المتأخّرين: تعاد؛ لأنّها آية من كلّ سورة ، والوجه أنّهما إن كانتا سورتين فلابدّ من إعادة البسملة، وإن كانتا سورة واحدة ـ كما ذكر علم الهدى والمفيد وابن بابويه ـ فلا إعادة ؛ للاتّفاق على أنّها ليست آيتين من سورة واحدة ، وإنّما قال : الأشبه أنّها لا تعاد ، لأنّ المستند التمسّك بقضيّة مسلّمة في المذهب ، وهي أنّ البسملة آية من كلّ سورة، فبتقدير كونهما سورة واحدة يلزم عدم الاعادة. ولقائل أن يقول : لا نسلّم أنهما سورة واحدة، بل لم لا تكونان سورتين وإن لزم قراءتهما في الركعة الواحدة على ما ادّعوه ؟! ويطالب بالدلالة في كونهما سورة واحدة ، وليس في قراءتهما في الركعة الواحدة دلالة على ذلك ، وقد تضمّنت رواية المفضّل تسميتهما سورتين ، ونحن فقد بيّنّا أنّ الجمع بين السورتين في الفريضة مكروه فيستثنيان في الكراهية ، انتهى . ولا يخفى حسنه ومتانته، وغرابة اختلاف الروايات

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216527
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي