الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 10

لانقطع النسل ولم يعش النوع . ۱

2 . البناء الأخلاقي

يرى القرآن الكريم أنّ تشكيل الأُسرة بواسطة الشباب والفتاة، يعني في الحقيقة توفير لباس التقوى؛ ذلك لأنّ هذا الكتاب السماوي يطرح التقوى باعتبارها لباس الروح وزينتها وأكثر الألبسة قيمة، إلى جانب لباس الجسم وحليته وزينته، حيث يقول تعالى :
«يَابَنِىءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِى سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ» . ۲«هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ» . ۳
وإذا ما تأمّلنا في هاتين الآيتين إلى جانب بعضهما البعض، فسنرى أنّهما تدلّان دلالة واضحة على أنّ تشكيل الأُسرة هو من أبرز مصاديق لباس التقوى، ولذلك فقد جاء في الحديث النبويّ :
مَن تَزَوَّجَ أحرَزَ نِصفَ دينِهِ . ۴
كما جاء في حديثٍ آخر :
ما مِن شابٍّ تَزَوَّجَ فى حَداثَةِ سِنِّهِ إلّا عَجَّ شَيطانُهُ : «يا وَيلَهُ يا وَيلَهُ ! عَصَمَ مِنّي ثُلُثَي دينِهِ» . فَليَتَّقِ اللّهَ العَبدُ فِى الثُّلُثِ الآخَرِ . ۵
إنّ الرسالة الّتي توجّهها الآيات الّتي سبقت الإشارة إليها والأحاديث الكثيرة في

1.راجع : الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۶ ص ۱۶۶.

2.الأعراف : ۲۶ .

3.البقرة : ۱۸۷ .

4.راجع : ص ۲۷۸ ح ۱۶۶۳ .

5.راجع : ص ۲۷۷ ح ۱۶۶۱ .

الصفحه من 255