الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 9

بعضهما البعض؟!
وقد اكتفى رسول اللّه صلى الله عليه و آله في جوابه بقراءة هذا المقطع من الآية موضوع البحث (الآية 21 من سورة الروم) :
«وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً» . ۱
وبناءً على ذلك، فإنّ من الضروري من أجل إشاعة المودّة في الأُسرة والانتفاع بشكلٍ أكثر من بركاتها، أن توضع خطط طويلة الأمد وشاملة من أجل تعزيز هذه المودّة والرحمة الإلهيّة .
وقد قيل في بيان الفرق بين المودّة والرحمة، اللتين تختلفان من بعض الجوانب :
أوّلاً: المودّة، هي الدافع إلى الارتباط في البداية ؛ إلّا أحد الزوجين إذا ما ابتلي بالضعف وعجز عن خدمة الآخر فان الرحمة ستحلّ محلّها .
ثانياً: تكون المودّة عند الكبار، حيث تدفعهم إلى خدمة بعضهم البعض؛ ولكنّ الأطفال والأولاد ينشؤون ويترعرعون في ظلّ الرحمة.
ثالثاً: تكون المودّة متبادلة من الطرفين في الغالب، وأمّا الرحمة فهي من جانبٍ واحد، ويغلب عليها طابع الإيثار والتضحية . ۲
وعلى حدّ تعبير العلّامة الطباطبائي :
من أجل موارد المحبّة والرحمة في المجتمع المنزلي فإنّ الزوجين يتلازمان بالمودّة والمحبّة، وهما معا وخاصّة الزوجة يرحمان الصغار من الأولاد ؛ لما يريان ضعفهم وعجزهم عن القيام بواجب العمل لرفع الحوائج الحيوية، فيقومان بواجب العمل في حفظهم وحراستهم وتغذيتهم وكسوتهم وتربيتهم، ولولا هذه الرحمة

1.راجع : ص ۲۷۴ ح ۱۶۵۲ .

2.راجع : الأمثل في تفسير كتاب اللّه المنزل : ج ۱۲ ص ۴۹۶ .

الصفحه من 255