الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 8

ناقص مشتاق إلى كماله، وكلّ مفتقر مائل إلى ما يزيل فقره، وهذا هو الشبق المودّع في كلٍّ من هذين القرينين . ۱
وهذه الجاذبة الطبيعية، هي الضمانة التنفيذية لمدبّر العالم الحكيم، من أجل بقاء الجنس البشري والحيوانات الأُخرى . وقد نُقل عن الإمام الصادق عليه السلام قوله :
وَلَو كانَ إنَّما يَتَحَرَّكُ لِلجِماعِ بِالرَّغبَةِ فِي الوَلَدِ، كانَ غَيرَ بَعيدٍ أن يَفْتُرَ عَنهُ حَتّى يَقِلَّ النَّسلُ أو يَنقَطِعَ . ۲
والملاحظة المهمّة أنّ الأحاديث الإسلاميّة ۳ ، أضفت القدسية والقيمة المعنوية على اللذّة الجنسية في كيان الأُسرة والّتي تبدو موضوعاً مادّياً تماماً . ۴

ج ـ مركز المودّة والرحمة

يتمثّل الدرس الثالث لمعرفة اللّه في موضوع الأُسرة ـ والّذي يُستخلص من الآية 21 من سورة الروم ـ في أنّ الخالق الحكيم، جعل الأُسرة مركز المودّة والرحمة. وفي الحقيقة فإنّ المودّة والرحمة هما أساس تعزيز الرباط الأُسري، فكلّما تعزّز الرباط الأُسري، تعزّز هذا الكيان أكثر، وازدادت الأُسرة قوّة وثباتا وسادت الحياةَ طمأنينةٌ أكثر.
وقد جعل اللّه تعالى ميثاق الزواج العامل الطبيعي لإيجاد المودّة والرحمة، ولذلك فقد روي أنّ رجلاً جاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وقال له متعجّباً : كيف يتزوّج الرجل من امرأة لم يرها من قبل أبداً ولم تره هي أيضاً، ولكن بمجرّد أن يتمّ الزواج ويدخل الرجل على المرأة، تحدث المودّة بينهما حتّى لا يكون هناك شيء أحبّ إليهما من

1.الميزان في تفسير القرآن: ج ۱۶ ص ۱۶۶.

2.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۷۹ .

3.راجع : ص ۴۱۴ (الحثّ على تلبية الغريزة الجنسية).

4.راجع : ص ۴۵۳ (التأكيد على الأجر المعنوي لتأمين الحاجات الجنسية).

الصفحه من 255