الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 11

موضوعها، إلى مسؤولي الحكومة الإسلامية (وخاصّة مديري المؤسّسات الثقافية) وكذلك إلى الأُسر، أنّ السلاح الفعّال الوحيد في الكفاح ضدّ الغزو الثقافي في هذا العصر والحيلولة دون مظاهر الفساد التربوية والاجتماعية ومساعدة الجيل الشاب في البناء الأخلاقي، هو توفير لباس التقوى (أو تشكيل الأُسرة) لهم. بل إنّ البرامج الثقافية لإصلاح الشباب ونموهم وتحرّكهم تكون مؤثّرة فيما إذا كانت إلى جانب إعداد لباس التقوى المذكور ، بل يمكن القول : إنّ السعي من أجل البناء المعنوي للشباب من دون ذلك ، إنّما هو من قبيل الرقم على الماء!

3 . البناء الاجتماعي

إنّ تشكيل الأُسرة، لا يعدّ مهمّاً ومؤثّراً إلى حد كبير في تأمين الطمأنينة النفسية والبناء الأخلاقي للشباب فحسب، بل إنّ له دوراً أساسياً في بناء المجتمع أيضاً، كما نرى في الرواية التالية المنقولة عن الإمام الهادي عليه السلام :
إنَّ اللّهَ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ جَعَلَ الصِّهرَ مَألَفَةً لِلقُلوبِ ونِسبَةَ المَنسوبِ ، أوشَجَ بِهِ الأَرحامَ ، وجَعَلَهُ رَأفَةً ورَحمَةً ، إنَّ فى ذلِكَ لَاياتٍ لِلعالَمينَ . ۱
بل إنّ دور تشكيل الأُسرة في ترسيخ المجتمع البشري وإرساء دعائمه يبلغ درجة بحيث إنّ إحدى الروايات عن الإمام الرضا عليه السلام تفيد بأنّ آثاره وبركاته الاجتماعية المختلفة، تكفي لتشجيع الناس وترغيب الأشخاص العقلاء على القيام بهذا العمل الاجتماعي المهمّ، حتّى وإن لم يكن هناك دليل واضح من الكتاب والسنّة على أهمّيته. وهذا هو نصّ الرواية :
لَو لَم يَكُن فِى المُناكَحَةِ وَالمُصاهَرَةِ آيَةٌ مُحكَمَةٌ ، ولا سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ ، ولا أثَرٌ مُستَفيضٌ ، لَكانَ فيما جَعَلَ اللّهُ مِن بِرِّ القَريبِ ، و تَقريبِ البَعيدِ ، وتَأليفِ القُلوبِ ،

1.راجع : ص ۲۷۷ ح ۱۶۵۹ .

الصفحه من 255