رسالة في « محمد بن أبي عمير » - صفحه 439

ومنه ـ سبحانه ـ الاستعانة للتتميم

أمّا بعد ، فهذه كلمات في روايات محمّد بن أبي عمير ، وقد حرّرت بعضَ الكلام في رواياته في الاُصول في بحث المرسل ، وبعض الكلام في نفسه في الرسالة المعمولة في أصحاب الإجماع .
وبالجمله ، محمّد بن أبي عمير يتأتّى الكلام تارةً في مسانيده ، واُخرى في مراسيله .

أمّا الأوّل : [ الكلام في مسانيده ]

فقد نقل عن الشيخ في العدّة : أنّه وأحمد بن محمّد بن أبي نصر لايرويان إلاّ عن ثقة . ۱
وقد كرّر العلاّمة السبزواري في رسالته المعمولة في الغناء القولَ بأنّ رواية ابن أبي عمير تشعر بحسن حال المرويّ عنه ؛ لوجوه منها : تصريح الشيخ في العدّة بأنّه لايروي إلاّ عن ثقة . ۲
والظاهر : أنّ بعض الوجوه المذكورة أنّه يبعد رواية أعاظم الأجلاّء عن غير
الثقة ، كما ذكره في الذخيرة ، كما يأتي .
لكنّ القول به مهجور ؛ حيث إنّه لم أظفر بمَنْ وافقه ، مضافا إلى أنّ العلاّمة البهبهاني في تعليقات المدارك قد ذكر أنّ ما ذكره الشيخ ـ من أنّ ابن أبي عمير وأحمد بن أبي نصر لايرويان إلاّ عن ثقة ـ غير مسلّم ؛ لتخلّفه على ما نراه عيانا في كثير من الروايات المرويّة عنهما ، ۳ فضلاً عمّا ذكره شيخنا البهائي من أنّهم ذكروا أنّه لايرسل إلاّ عن ثقة [لا] أنّه لايروي إلاّ عن ثقة . ۴
لكن نقول : إنّ روايته عن الضعفاء والمجاهيل إنّما تثبت لو ثبتت الرواية عن ابن أبي عمير بطريقٍ معتبر ، وإلاّ فلا تثبت الرواية عنهم .
ومع ذلك قد نقل الفاضل الخواجوئي أنّه يروي عن كثير من الضعفاء والمجاهيل ، كدرست بن أبي منصور ، وخلاّد السندي ، وإسماعيل بن عبد اللّه الأعمش الكوفي ، وبُرَيْه العبادي ، وحمدان بن المهلب القمّي ، وحكم بن أيمن الخيّاط ، وبرد الإسكاف ، وفضيل بن غزوان الضبيّ المجهول ، كما في الكافي في باب لفظه الحرم . ۵ ومثله القاسم بن عروة المجهول ، كما في الكافي أيضاً في باب وقت الإفطار ، ۶ وغيرهم .

1.عدّة الأصول ۱ : ۱۵۴ .

2.رسالة في تحريم الغناء (ضمن مجموعة رسائل غناء وموسيقى) ۱ : ۳۰ .

3.وجدنا خلاف ما نسب إليه في ثلاث مواضع من حاشية المدارك ، انظر مدارك الأحكام (الحجري) : ۱۳ و ۴۰ و ۶۰ .

4.الحبل المتين : ۵ .

5.الكافي ۴ : ۲۳۹ ، ح ۳ .

6.الكافي ۴ : ۱۰۰ ، ح ۲ .

صفحه از 476