إثبات صدور الحديث أسبابه و مناهجه - الصفحه 12

أسباب البحث عن إثبات صدور الحديث:

والذي يهمّنا في هذا البحث هو الكلام على دواعي البحث عن إثبات صدور الحديث ، والسبب الأساسيّ لذلك هو احتمال عدم مطابقة ما ينقله الرواة من أحاديث المعصومين عليهم السلام للواقع ، ومنشأ هذا الاحتمال هو ما تعرّض له الحديث من الوضع وتعمّد بعض الرواة الكذب ، وممّا يعرض للرواة من الخطأ والاشتباه عند سماعِ الحديث أو عند نقله .
ولأجل ذلك سنعقد هذا البحث في مرحلتين:
المرحلة الأولى: في الوضع ، ونتكلّم عليه في نقاط:
النقطة الأولى: تعريف الوضع .
للوضع في اللغة عدّة معاني ، أهمّها ۱ :
1 ـ الإسقاط والحطّ ، يقال: «وضعَ عنه الدّينَ والدّمَ وجميع أنواعِ الجناية ، يضعه وضعا: أسقطه عنه» وفي الحديث: «مَن أَنْظَرَ مُعسِرا أو وضعَ عنه» أي: حطّ له من أصلِ الدَيْن .
2 ـ الترك ، تقول: «وضعَ فلانٌ شيئا ، أي: تركه» والمواضعة: متاركة البيع .
3 ـ الإثبات ، تقول: «وضعَ الشيءَ في المكان: أثبته فيه» .
4 ـ الاختلاق ، يقال: «وضعَ الشيءَ وضعا: اختلقه ، ووضع الكلام: افتراه واختلقه» .
والمعنى الأخير هو الموافق للمعنى الاصطلاحي؛ لأنَّ الحديث الموضوع في اصطلاحهم هو: «الكلام الذياختلقه واحدٌ من الناس ونسبه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله » ۲

1.لسان العرب ، ابن منظور ، تاج العروس ، مُحمّد مرتضى الزبيدي ، مادة (وضعَ) .

2.توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار ، مُحمّد بن إسماعيل الصنعاني ، ص ۶۸ ، اللؤلؤ المرصوع فی ما لا أصل له أو بأصله موضوع ، ابوالمحاسن القاوقچی ، ص ۱۲ .

الصفحه من 45