الخيرَ إلّا لمؤمنٍ ، ولا يجوز أن يُراد بهذا ما حصل له من تخفيف العذاب ، فإنّه ليس خيراً ، فضلاً عن أن يكون كلَّ الخير ، وإنّما تخفيف العذاب تخفيف الشرّ ، وبعض الشرّ أهون من بعضٍ ، وحصول كلّ الخير إنّما يكون بدخول الجنّة ۱ (اه ) .
وأخرج الإمام شمس الدين ابن مَعَدٍّ رحمه اللَّه بإسناده عن عِكْرِمة ، عن ابن عبّاسٍ ، قال : أخبَرني العبّاس بن عبد المطّلب أنّ أبا طالبٍ شهد عند الموت أنْ لا إله إلّا اللَّه ، وأنّ محمّداً رسول اللَّه ۲ .
وأخرج الشيخ الصدوق أبو جعفر بن بابويه القمّي رحمه الله في (الأمالي) ۳ بإسناده عن الأعمش ، عن عباية بن رِبْعيٍّ ، عن عبداللَّه بن عبّاسٍ ، عن أبيه ، قال : قال أبو طالبٍ لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله : ياابن أخي ، اللَّهُ أرسلك ؟ قال : نعم ، قال : فأَرِني آيةً ، قال : ادْعُ لي تلك الشجرة ، فدعاها فأَقْبَلتْ حتّى سجدت بين يديه ، ثمّ انصرف ، فقال أبو طالبٍ : أشهد أنّك صادقٌ ، يا عليُّ صَلِّ جناح ابن عمّك .
وأخرج البيهقيّ في (دلائل النبوّة) ۴ قال : أخبرنا أبو عبداللَّه الحافظ ، قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار ، قال : حدّثنا يونس بن بُكَيْرٍ ، عن ابن إسحاق ، قال : حدّثني العبّاس بن عبداللَّه بن مَعْبِدٍ ، عن بعض أهله ، عن ابن عبّاسٍ ، قال : لمّا أتى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله أبا طالبٍ في مرضه قال له : يا عمّ ، قل : لا إله إلّا اللَّه ، كلمة أستحلّ بها لك الشفاعة يوم القيامة ، قال : ياابن أخي ، واللَّه لولا أنْ تكون سُبّة عَليَّ وعلى أهلي من بعدي ، يَرَون أنّي قلتها جَزَعاً عند الموت ؛ لقلتها ، لا أقولها إلّا لأُسِرَّك بها ، فلمّا ثقُل أبو طالبٍ رُؤي يُحرِّك شَفَتَيْه ،
1.أسنى المطالب في نجاة أبي طالبٍ : ۳۳ - ۶۵
2.الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالبٍ : ۱۰۶ - ۱۰۸
3.الأمالي : ۴۹۱ ح ۱۰ - الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالبٍ : ۱۲۸- ۱۲۹
4.دلائل النبوّة : ۲ / ۳۴۶ - تاريخ الإسلام : ۱ / ۲۳۲ - الإصابة في تمييز الصحابة : ۴ / ۱۱۶