17
دليل المحبّة

۰.منهج الإسلام في إيجاد التآلف والمحبّة

لأجل أن يتنعّم المجتمع بحلاوة المحبّة وبركاتها ، ويبقى مصونا من مخاطر العداوة وآفاتها ، لم يكتف الإسلام بالمواعظ والإرشادات الأخلاقيّة ، وإنّما وضع منهجا لغرض إيجاد التآلف والمحبّة وللحيلولة دون تفشّي العداوة والبغضاء .
لقد اعتبر الإسلام كلّ ما يزرع المحبّة في قلوب الناس أمرا واجبا أو مستحبّا ، وجعل كلّ ما يُفضي بهم إلى العداوة والتباغض حراما أو مكروها ، پوما جاء في القسم الأوّل من هذا الكتاب حول أسباب المحبّة وآدابها وحقوقها يمثّل في الحقيقة منهج الإسلام الهادف إلى خلق أواصر المحبّة بين الناس وتوطيد عُراها ، وما اُدرج فيه بشأن موانع المحبّة وعوامل البغضاء يعكس منهاج الإسلام العملي للوقاية من مخاطر العداوة .

حقّ اختيار الصديق

إنّ الإشكالات التي يمكن إثارتها في ما يخصّ بتنظيم شؤون المجتمع القائم على المحبّة ، هي أنّه هل يبيح الإسلام للإنسان مصادقة من يشاء ؟ وهل يجيز له مدَّ جسور المحبّة حتى مع المبتلين بانحرافات عقائديّة وأخلاقيّة وعمليّة ؟ وإن كان لا يبيح للإنسان


دليل المحبّة
16

العقل» ۱ .

خطر العداوة

وفي مقابل عنصر المحبّة يقف عنصر العداوة ، الذي ينطوي على خطورة على المجتمع لا تضاهيها خطورة اُخرى ، فالعداوة هي أكثر الظّواهر مرارة ، ومرارة العداوات تجعل كلّ الطيّبات مُرّة المذاق ، وتحيل كلّ النعم الإلهيّة إلى نقمات ، وتبدّل كلّ الانتصارات إلى هزائم .
إنّ العداوة ليست عائقا يحول دون تقدّم المجتمع في شتّى ميادين الحياة فحسب ، بل هي سبب يقف دون استثمار الإمكانات المتاحة ؛ ولهذا فلا مناص للمجتمع الذي يُبتلى بمثل هذه الآفة الخطيرة ، من الانحطاط والسقوط .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ الدين الذي يعتبر نفسه قائما على المحبّة ، يرى العداوة قضة للدين ، ومن وجهة نظر رسول ذلك الدّين «إنَّ شَرَّ النّاسِ مَن يُبغِضُ النّاسَ ويُبغِضونَهُ» ۲ .

1. ، و «نصف العقل» . اُنظر : ص ۲۴ (قيمة المودّة) . ، داعين إيّاهم إلى التحابب والتآلف والإكثار من «قربات المحبّة» لأ نّهم أكثر فائدة في الحياة من أقارب النسب والسبب اُنظر : ص ۲۵ (أقرب القرب) و ص ۲۷ (فضل الصَّديق والاستكثار منه) .

2.راجع : المعجم الكبير : ۱۰ / ۳۱۸ / ۱۰۷۷۵ ، تحف العقول : ۲۷ .

  • نام منبع :
    دليل المحبّة
    سایر پدیدآورندگان :
    التقديري، محمّد؛ المسعودي، عبدالهادي؛ غلامعلي، مهدي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 34219
صفحه از 170
پرینت  ارسال به